كتب//د.عمار السبئي
أَرِقْـــتُ لِــداءٍ حَـــلَّ تَـــحْـــتَ الْأَضـــالِــــعِ
وَ قَـــوْلٍ بِـــأَرْجـــاءِ الْــعَــشِــيْــرَةِ شـــائِـــعِ
فَـمـا الْــحَـلُّ، يا «لَيْلَى»، وَ أَنْــتِ خَبِـيْـرَةٌ
بِطُـوْلِ اللَّـيالِـي عِـنْـدَ هَـجْـرِ الْـمَضاجِـعِ؟
عَــفـــا اللَّهُ عـَنْ قَـــوْمٍ أَمُــدُّ لَــهُـمْ يَــدِيْ
وَ أُفْـــسِـحُ وِجْـدانِــيْ وَ أُجْـرِي مَـدامِــعِــيْ
يُـسَـمُّـوْنَـنِــي الْـمَـغْـرُوْرَ فِـيْ كُـلِّ مَـجْـلِـسٍ
وَ يَـرْمُــوْنَــنِــيْ بِـالْــكِــبْــرِ فِـيْ كُـلِّ شَـارِعِ
وَ مــا كــانَ ذَنْــبِــيْ فِــيْــهِــمُ غَـيْـرَ أَنَّــنِـيْ
تَـرَفَّــعْــتُ عَـنْ فِــعْــلِ الْأُمُــوْرِ الْـوَضَـائِــعِ
أُصَــمِّــتُ نَـفْــسِـيْ فِـيْ شُـــؤُوْنٍ كَــثِــيْـــرَةٍ
فَـــلا كـــانَ لِــيْ حَـلْــقِــيْ إذَا لَـمْ يُـطــاوِعِ
مَــخــافَــةَ خَــوْضِـيْ فِيْ حَدِيْثٍ بِـباطِـلٍ؛
أَصُــوْنُ لِـسـانِــيْ عَـنْ حَــدِيْـــثٍ بِــوَاقِـــعٍ
وَ أَمْـــنَــعُ طَــرْفِـــيْ عَــنْ نِــســاءٍ سَـوَافِـــرٍ
وَ أَزْجُـــرُ عَــقْــلــيْ عَــنْ نِــســاءٍ قَـــوَابِـــعِ
تَـعَــفَّــفْــتُ حَـتَّى قَـالَ فِي الْـحَـيِّ نُـسْـوَةٌ:
حَـــلالٌ، أَمـامَ الْـمَــيْـتِ، نَــزْعُ الْــبَـرَاقِــعِ
بَـلَـى، إِنَّــنِـيْ مَــيْـتٌ وَ لَـكِـنْ عَـنِ الْـخَـنَـــا،
وَ حَــيٌّ وَ لَـكِـــنْ فِـــيْ أَجَــلِّ الــطَّــبَــائِـــعِ
إِذا كــانَ مَــــوْتُ الْـــمَـــرْءِ آيَـــةَ طُــهْـــرِهِ،
أَباحَـــتْ سُـــؤَالَ الْــمَــوْتِ كُـــلُّ الـشَّـرَائِــعِ
عَـفـا اللَّهُ عَنْ قَـوْمِيْ، أَمـا لِـيْ صَـنِـيْـعَـةٌ
لَـدَيْـهِـمْ، وَ ما شَخْـصٌ بِـغَـــيْـرِ صَـنَـائِــعِ؟!
أُخَـفِّـفُ عَـنْـهُـمْ مَـا اسْـتَطَعْتُ مِنَ الْأَسى؛
لِـتَـأْتِــيَــنِـــيْ مِـنْـهُـمْ صُـنُــوْفُ الْـمَـوَاجِــعِ
وَ مَـهْـمَـا يَـقُــوْلُـوْا: مَـنْ فَــتَـانـا؟ أُجِـبْــهُــمُ
وَ ذَلِـكَ دَأْبِــيْ فِــيْ جَـمِــــيْـــعِ الْـوَقَــائِـــعِ
وَ إِنْ قُـلْـتُ: مَـنْ أَهْلِـيْ؟ تَغَـشَّـوْا ثِـيَـابَـهُـمْ
وَ مَـــالُـــوْا عَــلَــى آذانِــهِــمْ بِــالْأَصَـــابِـــعِ
أُطَــمِّــعُــهُــمْ فِــيْ حُــرِّ مـَـالِــيْ وَ إِنَّـــنِـــيْ،
وَ إِنْ جُـعْـتُ، فِـيْ أَمْــوَالِــهِـمْ غَـيْـرُ طَــامِـعِ
وَ لَـسْـتُ بِــغَــيَّــابٍ عَـنِ الْــقَــوْمِ خِــيْـفَـةً
وَ لَـكِـنْ مَــتَـى مَــا اسْـتَـنْـجَـدُوْنِـيْ أُسَـــارِعِ
أَضِـــيْـــعُ، إذا مـا عَـــمَّ غُــنْـمٌ، تَــعَــفُّـــفًــا
وَ لَــسْــتُ، إذَا مَــا حُــمَّ غُــرْمٌ، بِــضَــائِــعِ
إذا غِـبْــتُ لَـمْ أُفْـقَدْ سِوَى عِـنْدَ حاجَةٍ
وَ إنْ جِـئْـتُ لَـمْ أُلْـحَـظْ لِـفَـرْطِ الـتَّـواضُـعِ
وَ مـا يَمْنَعُ الْإمْــساكُ فَـقْـرًا و مـا الْـغِـنَى
مُـــحَـــالًا عَـلَـى عَـــارٍ وَ ضَـــاحٍ وَ جَــائِـــعِ
فَـلَـسْــتُ، إذا مَا الْـخَــيْــرُِ حَــلَّ، بِــمَــانِــعٍ
وَ لَــسْــتُ، إذا مَـا الـشَّـــرُّ طَــالَ، بِـــجَــازِعِ
وَ مَـــا زِلْـــــتُ مَـــنَّـــاعًـــا لِـكُـــــلِّ مُــنَــكَّـــرٍ
مُــضِـــــرٍّ وَ مَـــشَّـــــاءً إلــى كُــــلِّ نَـــافِـــــعِ
وَ صَـــاحِـــبَ شِــعْــــرٍ لا يُـطَـــالُ سُــــلُــــوُّهُ
خَــوَاتِــيْـمُـهُ فِـي الْبِشْرِ مِـثْلُ الْـمَـطَـالِــعِ
إلى أنْ أَلَـــمَّ الــدَّاءُ فِـيْ حِــيْـنِ غَـفْــلَـــةٍ
وَ ضَــجَّ فُــؤَادِيْ بِـالْـــهُــمُــوْمِ الــتَّــوَابِــــعِ
فَـصِـرْتُ مُـعَاقَ الْجِسْمِ مُـسْتَثْقِلَ الْخُـطَى
وَ أَصْــبَــحَ شِــعْــرِيْ مُـشْـبَـعًـا بِـالْـفَـوَاجِـعِ
أَلا لَــيْـتَ شِـعْـرِيْ، هَـلْ يَــعُــوْدُ لِــمُـتْـعَـبٍ
زَمــانٌ جَـمِــيْــلٌ فِـيْ أَعَـــزِّ الْـمَـجَــامِـــعِ؟!
وَ قَـدْ يَـرْجِـعُ الْـمَـعْـمُـوْدُ يَــوْمًـــا لِـبُـرْئِــهِ
وَ لَـكِـنَّ حِــيْــنًـــا فــاتَ لَــيْـــسَ بِــرَاجِـــعِ
وَ إِنِّــيْ لَــمُــشْــتَــاقٌ، عَلى عِــلَّـــتِــيْ، إلـى
صَـدِيْقَـيَّ مِـنْ حَيَّـيْ «وُصَابٍ» وَ «سَـامِـعِ»
«رَبِـيْعِ بْنِ طَهَ» وَ «ابْنِ مَـهْـدِيِّ» كَمْ لَـنا
نَــشُــــقُّ دُرُوْبَ الْـبَـــيْـــنِ مِــنْ دُوْنِ دَافِــــعِ
سِــوَى أنَّ دُنْــيَــانــا تُــشَــتِّـــتُ شَـــمْــلَــنـا،
وَ حُــجَّـــتُــــهَــــا ألَّا أَدِيْـــمَ لِـــهـَــــاجِــــــــعِ
وَ حُـــجَّــــتُـــنَـــا أنَّ الْــمَــعَـــاشَ ضَـــرُوْرَةٌ،
وَ لَازِمُـــهُ قَـــطْـــعُ الْــقِـــفــــارِ الـشَّــوَاسِـعِ
فَـيَا «لَـيْـلُ»، ضُـمِّـيْنِيْ إلى الصَّدْرِ سَاعَةً
كَــضَـــمِّ مُــحِـــبٍّ لِلْـمَــرِيْـــضِ الْـمُـــنَــازِعِ
فَـوَحْدَكِ، مِـنْ بَـيْـنِ الْأَحِـبَّـةِ، مُـسْـعِـفِـيْ
وَ وَحْـدَكِ، مِـنْ بَـيْـنِ الْأَقَــارِبِ، سَـامِـعِـيْ
وَ أَنْـــتِ، وَ قَــدْ أُفْــرِدْتُ فِيْ دارِ عُـــسْـرَةٍ،
صَـــدُوْقَـــةُ حُــــبٍّ فِــيْ زَمَــانٍ مُـــخَـــادِعِ
وَ أَنْـــتِ، وَ إِنْ غُــصَّ الْــمُــقَــامُ بِــأَهْــلِــهِ،
تَـطِـيْـبِـيْـنَ لِـيْ مـا طَــابَ عَـيْـشٌ لِــقـانِـعِ
لَـعَـمْـرُكِ، يا «لَـيْـلَايَ»، إنِّيْ لَـفِـيْ ضَـنًى
فَــلا تَــعْـجَــبِـيْ مِــنِّـيْ لِــهَــذِي الْــهَـوامِـعِ
لَـدَى اللَّهِ مَـا يُـبْـكِـي الـرِّجَــالَ وَ إِنْ غَدَا
يُـقـالُ لَــهُــمْ: يَـا لَـلــرِّجَـــالِ الْأَشـــاجِـــعِ!
سَــأَرْفَـــعُ شَـــكْـــوَى الْــقَــلْــبِ للِّهِ وَحْــدَهُ
وَ أَمَّـــا إِلــى عَــبْــــدٍ فَـلَــسْـــــتُ بِـــرَافِــــعِ
إلَـيْـــكَ كُــرُوْبِــيْ، يَــا مُــهَـــــوِّنَ بَــأْسَــهَـــا،
وَ دُوْنَــكَ نَــفْــسِـيْ، يا حَـفِـيْـظَ الْـوَدَائِــعِ