وطني لقد أُصبت بمقتل وتحمل في قلبك وجعاً كبير أنت تعلم أن الإصابة قاتلة فلم يعش أحد بعد هكذا جرح ، فالسهم مزق اللحمة للجسد الواحد وسكن في وسط الفؤاد ولم نعد نسمع دقاته ونبضاته التي كانت تتدفق بالحياة.. هل سيُحلِّق وطني المصاب يوماً؟
هل سأراه أنا قريباً أم سيرى تحليقه الأجيال القادمة من بعدي، سأكسر عقرب الزمن حتى يتوقف الموت عن الزحف نحوي ، فهل سأعيش بسهم أخترق قلبي ، سيكون شيء جميل في زمن لآحق منظر هذا السهم وهو مغروس في صدري ،سيظن الناظرون إليه أنه قلادة ثمينة أو تميمة حمتني من الموت.
يالله ماهذا من كان سبباً في هلاكي سيرآه القاطنون في المستقبل شيئً جميلاً ، إذن سأصلح عقرب الزمن الذي كسرته وحطمته بالآمآل الكبيرة ، سأجعل الوقت يمضي في سبيله ،والأحداث تسير في طريقها يسوقها القدير فلا أعتراض على القدر ، وحين يصل الموت إليَّ سيجدني جثة ماتت منذ زمن ،لقد خبَّأت الأمل تحت تراب هذا الوطني ليجده أحفادي ويجدوا روحي مُخبَّأةً معه.