آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-07:49ص
حوارات

الفنان احمد سعيد : الان التابعين للوزير يحق لهم السفر للمشاركة خارجيا والمبدعين يعانون ؟!..

الخميس - 11 يناير 2024 - 06:56 م بتوقيت عدن
الفنان احمد سعيد : الان التابعين للوزير يحق لهم السفر للمشاركة خارجيا والمبدعين يعانون ؟!..
عدن الغد / خاص

الفنان والملحن احمد سعيد : الان التابعين للوزير يحق لهم السفر للمشاركة خارجيا والمبدعين يعانون ؟!..

حاورته : أمل عياش
احبها بجنون .. وجعلها رفيقته الدائمة التي لا تكاد تفارقه، حين يداعب اوتارها تستجيب له وتترجم شغفه فتطلق اعذب الالحان.
مغرمُ بها رغم انه لم يجن منها سوى المزيد من المعاناة، لكن استمرار الصعاب ومع مرور الوقت خفت وهج الفن في روحه.
عازف الكمان الملحن والفنان أحمد سعيد، صاحب المواهب المتعددة، فبالاضافة الى احترافه للموسيقى هو أيضا صاحب صوت رخيم واحساس مرهف وشاعر غنائي له بريقه الخاص.
كيف لا وهو من تتلمذ وتخرج من مدرسة عمالقة فن الزمن الجميل المتفردة واطلقت عليه لقب بـ"أنين الكمان" ولكن معاناته لم تسمح له إيصال مواهبة المتعدد الى الجمهور كما يجب، وذلك لأسباب يرويها لنا في السطور قليلة التالية.
........
_ الفنان احمد سعيد لقد عرفنا معاناتك وهمومك في الوسط الفني والثقافي اكثر من تقديم إبداعك ماهو السبب في ذلك؟!
= لست انا فقط .. الكثير من البدعين عاشوا نفس الظروف ، والسبب اننا نعيش في بلد لا يقدر الفنان والمبدع الحقيقي والدليل على هذا لدينا الكثير من الفنانين قدموا ارث فني وإبداعي ومثلوا مدارس فنية راقية، لكن في المقابل ماذا قدمت لهم الدولة غير النكران والجحود، بالنسبة لي عزفت مع كبار الفنانين جنوبا وشمالا ، داخل وخارج الوطن
وإلى يومنا هذا لم احصل على درجة وظيفية، وعندما حصلت عليها كمدير لإدارة الانتاج كونها وظيفة شاغرة منحني اياها أحمد سالمين حين كان محافظ لعدن لأنني استحقها.
لكنني واجهت حرب لمنعي من الحصول عليها ومباشرة عملي هم مدراء مكاتب الثقافة المتعاقبة بعد انتهاء المحافظ سالمين من مهامه ، وذلك لمآرب في انفسهم ولصالح ناس لا يفقهون بالفن والإبداع وهم دخلاء على الثقافة.
+ حدتني عن لقاك بوزيرة الثقافة الأسبق اروى عبدة عثمان في عدن؟
_ المرأة المثقفة الأستاذة اروى عبدة عثمان أثناء زيارتها لعدد من ادارات الثقافة وبعدها توجهت لمعهد جميل غانم وكنت منتظر لها بعد أن تستكمل كي اتحدث معها عن ظروفي ومعاناتنا كمبدعين وفنانين بعد أن أكملت الطواف في المعهد والاستماع عن هموم المبدعين والطلاب ووو وهي خارجة متوجها للساحة الأمامية للمعهد وجدتنا اعزف بالعود واغني للفنان الكبير محمد عبدة زيدي اغنية(انا عارف بظروفي) جلست بجانبي على (درج) سلم المعهد وتستمع بصمت واعجاب بعد أن انتهيت صفقت بحرارة وقالت الأن انا بمدينة الفن والثقافة كنت اتمنى هذا من بداية زيارتي
وقالت ماهي ظروفك شرحت لها وقالت سوف ازوك في منزلك واريد اكلفك بمشروع فني وبنكون على تواصل دائم انت مبدع ولكن ظروف البلد والحروب اقوى من ظرفي وتغيرت الوزيرة، ومازلت اشرح ظروفي على الة العود واناجي نفسي .

-- لديك خامة صوت تذكرنا بأصوات الزمن الجميل إلى كونك عازف متمكن على الالات الموسيقية واكثرها الة الكمان.. لما لم تغني وتوصل صوتك للجمهور؟
= نعم احب الغناء وبإحساس عالي كما قدمها كبار الفنانيين من سابق احفظها ظهر قلب، ولكن نصمت عندما نسمع اصوات فنية عملاقة زمان ونكتفي ان نرافقهم بالعزف ونتعلم منهم الفن والإبداع والاحساس والقدرة على إيصال الاغنية الى الجمهور.
والان انا ما أزال قادرا على كتابة الشعر المغنى واضع الالحان واعزف وادرس الشباب من المبدعين والسؤال الذي يضع نفسه أين المكان الذي، يحتضن هذا الإبداع الحقيقي؟
واذا فكرت في تسجيل اغنية باستديو خاص نجد اسعارهم مرتفعة جدا لا توجد لدينا قنوات مثل قناة عدن في الماضي لتنتج وتسجل لنا الأغاني كما اننا لا نستطيع ان ننشأ مؤسسة فنية.
أيضا لا توجد مراكز ثقافية اساسا ولم يعد لدينا وزارة ثقافة او مكتب لها يهتم بالإبداع والمبدعين في عدن .. يوجد مجموعة اشخاص تسببت في الركود الثقافي والإبداعية بكافة المجالات الإبداعية والاسترزاق باسم المبدعين ما تسبب في احباط المبدعين والفنانين الحقيقيين.
_عزفت مع كبار الفنانيين جنوبا وشمالا ٠٠ حدثا بكلمات بسيطة عن تلك الزمن الجميل فنا وابداعا؟
+ اه واه واه إنه زمن لم ولن يتكرر.. لقد كان الفن من أجل الفن ولذلك وصل الى خارج اليمن وتغنى به فنانين من خارج اليمن من دول عربية وشاركنا بتقديم حفلات وسهرات في الخارج.
لقد صالت وجالت الفرق الموسيقية مع الفنانين في الكثير من البلدان، ومثلما بلدنا باعذب الأغاني وتألقت بنجاح منقطع النظير والى الان مازال الفني اليمني والعدني يحمل اسم الفن الاصيل رغم بساطة كلماته والحانة وقلة الآلات الموسيقية والعاملين إلا أنه استطاع أن يتأصل بأصالة فنانينا الكبار وحبهم للفن والعمل على تقديم الابداع والعمل بإتقان رغم قلة المبالغ المالية التي كانوا يتقاضوها . كان زمان الفرق الفنية بكافة المجالات تمثل بلدها خارجيا وتشرف البلد أما الآن السفريات والدعوات مخصصة للمقربين من الوزير ووزارة الثقافة بموظفيها الذي عددهم على اصابع اليد الواحدة.
_ كان زمان السياسي يتبع المثقف الان كيف ترى الوضع؟
+ في الماضي كان هناك حراك ثقافي وكوادر مثقفة سواء كان سياسي او ثقافي او في أي مجال اخر، لقد كانت عدن منارة علم وادب وفن وأبداع وكان يتم توظيف تاريخ عدن العريق بشكل سليم.
لقد كان للمبدع قيمة وله احترام ومكانة، وبالمقابل كان السياسي يعمل بمسؤولية وحب للوطن، اما الان اصبح الوضع عبارة عن بؤرة فساد من اجل حب الذات، فلهذا يستغل المبدع من جميع النواحي وعندما يحتاجون المبدع يمنحوه الفتات.

_هل برأيك سيصلح الوضع الفني ؟
+ لا يمكن ان يصلح الوضع طالما القائمين عليه لا يفقهون بالفن والإبداع، وتحركهم المصالح الشخصية التي بلغت حد منح اشخاص درجات وظيفية وهم غير مستحقين ولا علاقة لهم بالفن فهم غير متخصصين.
تعيينات تعتمد على مبدا ( شيلني واشيلك) وهذا السبب الرئيسي في تدمير الثقافة ومعاناة المبدعين.
وفي كل الأحوال تعتبر مرتبات الكثير من المبدعين ضئيلة جدا، بالإضافة الى ان العمل موسمي والمكافاة صغيرة جدا، حتى الاداري يستلم اضعاف المبدع بكثير.
لقد دفعوا الفنان للبحث عن اعمال اخرى منها اعمال تقوم على الجهد العضلي، ومنهم يعملون في المطاعم واخرين اكتفى بالعكوف في البيت، منهم مبدعين صالوا وجالوا معظم البلدان ولم يعطى لهم أي اهتمام.
والان وما تعيشه عدن من ركود فني زاد الطين بلة الى درجة يمكن القول بان الفن والابداع في عدن يحتضر، ويقال ان لدينا( وزير ومحافظ ) ساهموا في قتل الفن والإبداع وانتهى الكلام.