آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-08:16ص
أدب وثقافة

قصيدة .. من وحي الطوفان

الأحد - 10 مارس 2024 - 07:55 ص بتوقيت عدن
قصيدة .. من وحي الطوفان
كلمات/ عمار السبئي
هَـبِـي لِـبَـعْضِيَ قَـلْـبًا مِـنْـكِ أَوْ كَـبِـدَا
حَـتَّـى أُطِـيقَ، كَـأَنْتِ، الْـقَهْرَ وَالْـكَمَدَا

وَعَـلِّـمِينِي، وَمَـا فِـي الْأَرْضِ مَـدْرَسَةٌ
إِلَّاكِ، كَــيْــفَ أَذُودُ الْــكَــوْنَ مُـنْـفَـرِدَا

وَكَـيْفَ أَبْـقَى، بِـرَغْمِ الْـكَارِهِينَ فَـمِي
وَالْـحَـاسِدِينَ ابْـتِهَاجِي، طَـائِرًا غَـرِدَا

وَكَــيْـفَ أَلْــقَـى إِلَـهِـي رَاضِـيًـا، وَأَنَــا
مَا ذِقْتُ يَوْمًا، كَغَيْرِي، الْأَمْنَ وَالرَّغَدَا

هَـبِـي لِـبَـعْضِيَ عِــزًّا مِـنْـكِ، يَــا بَـلَدًا
عِــزُّ الـدُّنَـى كُـلُّـهُ فِـي كُـلِّهَا احْـتَشَدَا

أَنَـــا وَغَـيْـرِيَ مُـحْـتَاجُونَ أَنْ تَـهَـبِي،
وَأَنْـتِ أَكْـرَمُ مَـنْ فَـوْقَ الـثَّرَى وُجِـدَا

وَارَيْــتِ سَـوْءَاتِـنَا دَهْـرًا، فَـلَا تَـدَعِي
عَـيْنَيْكِ تَحْرِمُ مُحْتَاجًا لِـبَعْـضِ هُدَى

وَعَــانِـقِـيـنَـا فِــدَائِــيِّـيـنَ غَــايَــتُـهُـمْ
أَلَّا يَـضِـيعَ سُـرَاهُمْ فِـي هَـوَاكِ سُـدَى

نَـــحْــنُ الَّــذِيــنَ إِذَا أَغْــرَتْـهُـمُ بَــلَــدٌ
فَـرُّوا إِلَـيْكِ فَـكُنْتِ الـرُّوحَ وَالْـجَسَدَا

عُـمْيٌ عَـنِ الْأَرْضِ إِلَّا أَنْـتِ، يَـا وَطَـنًا
لِــلـنُّـورِ لَا يَـنْـتَـهِـي إِشْــرَاقُــهُ أَبَــــدَا

لَا تَـعْـبَـئِي بِــاَلَّـذِي مَــا أَنْــتِ قِـبْـلَتَهُ،
أَوْ بِــالَّــذِي كُــلَّـمَـا قَــرَّبْـتِـهِ ابْــتَـعَـدَا

فَـلَـيْسَ مِـنْـكِ الَّـذِي مَـا ثَـارَ خَـافِقُهُ،
وَلَا الَّـــــذِي كُــلَّـمَـا أَحْـمَـيْـتِـهِ بَــــرَدَا

وَأَنْــتِ أَنْــتِ، كَـمَـا شَـاءَ الْإِلَـهُ، هَـوًى
طَــاغٍ وَآيَــاتُ عِـشْـقٍ تُـعْـجِزُ الْـعَدَدَا

وَانْـــــتِ وَحْـــــدَكِ رَأْسٌ لَا يُـنَـكِّـسُـهُ
جَـمْعُ الْأَيَـادِي الَّـتِي مَـا أَسْـلَمَتْ بَلَدَا

لَا يَـنْـبَـغِـي لِــبِــلَادٍ أَنْ يَــكُــونَ لَــهَــا
صَدًى سِوَاكِ، وَقَدْ صَادَرْتِ كُلَّ صَدَى

قِفِي، «فِلَسْـ ـطِينُ»، حيْثُ النَّارُ نَازِلَةٌ
عَـلَـيْكِ، وَاسْـتَقْبِلِي أَمْـجَادَكِ الْـجُدُدَا

وَعَـلِّـمِي مَــنْ أَرَادُوا مِـنْـكِ أَنْ تَـهِـنِي
بِـــأَنَّ حَــوْضَـكِ غَـــلَّابٌ مَــتَـى وُرِدَا

فَـكُـلُّ مَــاءِ اعْـتِـزَازٍ مُنْجِبٌ «عَـرِمًا»،
وَكُـلُّ صَـخْرِ اصْـطِبَارٍ صَانِـعٌ «أُحُدَا»

فَـإِنْ هُـمُ لَـكِ، مَـا وَاجَـهْتِ جَحْفَلَهُمْ،
جُـرْحٌ، فَـأَنْتِ لَـهُمْ، مَـا وَاجَهُوكِ، رَدَى

بِـأَيِّ طُـ ـوفَـانِكِ الْأَعْـلَـى يُـكَـذِّبُ مَـنْ
لِــهَـوْلِـهِ سَـيَـظَـلُّ الــدَّهْـرَ مُـرْتَـعِـدَا؟!

فَــقَـأْتِ أَعْــيُـنَ مَـــنْ ظَلُّـوا بِهَـا زَمَـنًا
يُــرَاقِــبُـونَـكِ أَفْـــعَـــالًا وَمُــعْــتَـقَـدَا

وَقُـلْتِ لِـلْكَوْنِ: لِـي سَهْلِي وَلِي جَبَلِي
وَلِـي سَـمَائِي وَلِـي بَـحْرِي وَكُلُّ مَدَى

وَلِـي رِجَـالِي أُوْلُو الْبَأْسِ الشَّدِيدِ، إِذَا
دُعُوا إِلَى النَّصْرِ كَانُوا الزَّنْدَ وَالْعَضُدَا

صُبْحًا أَغَارُوا، وَقَدْ غَارُوا، وَكَيْفَ لَهُمْ
أَلَا يَـغَـارُوا، وَهُــمْ أَهْــلٌ لِـكُلِّ فِـدَى؟

قُـلُـوبُـهُمْ لِـخَـلَاصِ الْـقُـ ـدْسِ تَـائِـقَةٌ،
فَـكُـلُّـهُـمْ ثَــائِـرٌ عَـــنْ رُوحِـــهِ زَهِـــدَا

جَـــوًّا وَبَــرًّا أَغَـــارُوا دُوْنَـمَـا وَجَـــلٍ،
فَـلَـسْـتَ تُـبْـصِرُ إِلَّا الـصَّـقْرَ وَالْأَسَــدَا

شُـكْـرًا لِـمَـنْ رَفَـعُـوا هَـامَـاتِ أُمَّـتِـهِمْ
فِـي سَـاعَةِ الْـبَأْسِ لَا مُـسْتَثْنِيًا أَحَـدَا

شُكْرًا، «فِلَسْـ ـطِينُ»، مَا فَدَّتْكِ وَالِدَةٌ
وَوَالِــــدٌ دُوْنَ إِشْفَـاقٍ بِمَــــا وَلَــــدَا

شُـكْرًا، وَفِـي الْقَلْبِ جُرْحٌ لَيْسَ يُبْرِئُهُ
إِلَّا خَــلَاصُــكِ مِــمَّـنْ رُشْـدَهُ فَــقَــدَا

يَـا نُــوْرَ رُوْحٍ وَيَـا مِـعْـــرَاجَ أَفْــئِــدَةٍ
وَيَـا شِـهَـابًـا لِأَعْـدَاءِ الْـهُـدَى رَصَـــدَا،

عُـذْرًا، لِأَنَّـكِ أَثْـلَـجْـتِ الصُّدُوْرَ، وَلَـمْ
نَكُـنْ لِصَدْرِكِ فِي وَجْـهِ اللَّـظَـى بَـرَدَا