آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-07:49ص
أدب وثقافة

نصٌّ : اَلوُجود مُقَابِل النُّقود

الثلاثاء - 04 يونيو 2024 - 10:07 م بتوقيت عدن
نصٌّ : اَلوُجود مُقَابِل النُّقود
عدن((عدن الغد))خاص
كُتُب / مُحمَّد نجيب الظَّراسي

مِن يَشتَرِي خِيانَتي
مِن يَشتَرِي عِمالَتي
مِن سيدْفع لِي النُّقود
لِأبيع لَه الوطن
مِن سأَتَنازَل لَه
عن صكِّ جِنْسيَّتي
وَأدُوس عليْهَا
بِكلْتَا قَدَماي أمامه
حَتَّى يَرْتاح ويبْتَسم ضاحكًا
وَإِن أَرَاد
يُمْكنني أن أَتبَول عليْهَا
لِيشْعر بِنشْوة نُصرَة اَلمرِيض
وارْضيْ كُلَّ غُروره لِيطْمَئنَّ
مِن يَشتَرِي خِيانَتي
مِن يَشتَرِي عِمالَتي
مِن سيدْفع لِي النُّقود
لِأبيع لَه الوطن
وايْ وطنًا هذَا
اَلذِي ماعرَفتْ فِيه
رَاحَتِي وحرِّيَّتي يوْمًا
بل هُو أَكثَر المسْتهْلكين
محلِّيًّا وعالميًّا
لِملْيارات الأمْتار مِن الكفن
مِن يَشتَرِي خِيانَتي
مِن يَشتَرِي عِمالَتي
مِن سيدْفع لِي النُّقود
لِأبيع لَه الوطن
أيْ وطنًا هذَا
اَلذِي لَم نرى فِيه يوْمًا
غَيْر سِنينَا مِن الويْلات
وتكبَّدناهَا مُجْبرِين وحَّدْنَا
لِأنَّهَا كَانَت زَلَّات ثَورِية
يُحَتمهَا ذَلِك اَلردِيء من الزَّمن
مِن يَشتَرِي خِيانَتي
مِن يَشتَرِي عِمالَتي
مِن سيدْفع لِي النُّقود
لِأبيع لَه الوطن
أَنِّي كُنْت أعيش
وهْمًا اِشْتراكيًّا هشًّا كبيرًا
يسْتوْطنه الوهن
وَمِن أَجْل ذَلِك اَلسخِيف لِينين
كُلَّ الشَّعْب لَه يَرتَهِن
أَنِّي كُنْت أعيش
وَحدَة مَسمُومة
نَخرَت كُل جَسدِي
ولم يَعُد يُسْعِف على حَملِي
هذَا البدن
مِن يَشتَرِي خِيانَتي
مِن يَشتَرِي عِمالَتي
مِن سيدْفع لِي النُّقود
لِأبيع لَه الوطن
لَاتتْشدقوا عَلِي
بِشعارات لَاتْفهمونهَا
لََا أُريد تصْنيفًا لِتشْكيلات
لََا أَعرِف مضْمونهَا
لَقد تَعلمَت
مِن خِبْرَات اَلسنِين السَّابقة
بِأنَّ كُلَّ مَرْحَلة جَدِيدَة
فِي بِلادي
يَتَحتَّم أنَّ تتْسيدْهَا
الأنْواع الضَّارَّة والْمميتة مِن العفن
مِن يَشتَرِي خِيانَتي
مِن يَشتَرِي عِمالَتي
مِن سيدْفع لِي النُّقود
لِأبيع لَه الوطن
وهل يُعقَل أنَّ تِلْك الصَّفْوة
اَلتِي ستضحِّي لِنعيش
لِننام على وَسائِدا مِن الرِّيش
بل إِنَّهم مُخْلصون جِدًّا
وطنيُّون جِدًّا
مُؤْمنون بِأقْدارهم
ويرْتدون تَحْت بدلاتهم
اَلتِي لَايعرفون
كَيْف يُنمِّقوهَا لِتفْكيرهم المحدود
وَالذِي يَتَهاوَى
على أَثدَاء أُنثَى
تَتَمايَل لَهُم
على أَنغَام
يتْسيدْهَا مُجُون الشَّجن
مِن يَشتَرِي خِيانَتي
مِن يَشتَرِي عِمالَتي
مِن سيدْفع لِي النُّقود
لِأبيع لَه الوطن
أَنِّي مُؤْمِنا
بِأنَّ هَذِه الأرْض
سُمُوهَا ماسْميتْموهَا
كُلًّا حسب عقْليَّته
كُلًّا حسب مُيولِه
كُلًّا حسب أيدلْوجياتة
كُلًّا حسب مُعْتقداته
كُلًّا حسب رُوحانيَّته
كُلًّا حسب قبيلَته
تِلْك القبيلة
اَلتِي فَضحَت وَهْن الدَّوْلة المزْعومة
مَهمَا كان مُسَماهَا الوظيفيُّ
فضحتْه بجْشاعة طُموحاتهَا
التَّتاريَّة علن
مِن يَشتَرِي خِيانَتي
مِن يَشتَرِي عِمالَتي
مِن سيدْفع لِي النُّقود
لِأبيع لَه الوطن
من يُريد أن يَشتَرِي
من لَديْه الرَّغْبة
مِن هُو حقٌّا رَاغِب وَجَاد
أَرجُو مِنْه أن يُسْرِع
لِأنَّ مُعْتقداتي مَهزُوزة
وتتغَيَّر بِاسْتمْرار
لِذَا أَسرِعوا أَرجُوكم
قَبْل أن أُصدِّق ذَلِك السُّخْف
اَلذِي يُشَاع عن يوْمًا مَا
سَيعُود ذَلِك اَلذِي سُمِّي
بسَيْف بْن ذِي يَزِن
مِن يَشتَرِي خِيانَتي
مِن يَشتَرِي عِمالَتي
مِن سيدْفع لِي النُّقود
لِأبيع لَه الوطن