مدير التربية بسقطرى: نأمل من وزارة التربية أن تتعاطى وتتوازن مع محافظتنا أسوةً بغيرها

الثلاثاء - 06 أغسطس 2024 - 05:58 م بتوقيت عدن

سقطرى((عدن الغد))خاص.

يعدُّ التعليم ضرورة بالنسبة للإنسان فهو من يشكل ويصيغ شخصية الفرد ويرسم الصورة العامة في المجتمع ككل ثقافة وسلوكا، وهو العامل الأهم وحجر الزاوية التي يقوم عليها رقي الإنسان والأمم والمجتمعات ونماء الدول ونشوء الحضارة الإنسانية، فعلى أثره يتربَّى النشءُ على الأخلاق الحميدة الفاضلة عندما يُنمِّي العقلَ ويَملؤه بما هومفيد له، فينعكس ذلك على تصرُّفات الأفراد؛ ليكونوا متحضرين مثقفين.
موقع "عدن الغد" حاور المدير العام لمكتب وزارة التربية والتعليم بمحافظة أرخبيل سقطرى الأستاذ أحمد إبراهيم خالد الثقلي الذي رد مشكوراً على مجمل أسئلتنا، نتابع ذلك من خلال هذا الحوار في ثنايا الأسطر الآتية:
حاوره / عبدالعزيز بامحسون
حدثونا أولاً عن استعدادات مكتب الوزارة بالمحافظة لاستقبال العام الدراسي القادم 2024/2025م؟
بخصوص استعدادات مكتب وزارة التربية والتعليم بالمحافظة لاستقبال العام الدراسي القادم 2024/2025م يتمثل في عقد عدة اجتماعات دورية خلال الإجازة الصيفية، وذلك لتحديد متطلبات العام الدراسي الجديد، حيث يتم الإعداد له من خلال استقضاء لوازم التهيئة لبدء العام الدراسي على مستوى مكاتب التربية بالمديريات والمدارس سواء مدارس التعليم الأساسي البالغ عددها (62) مدرسة، ومدارس التعليم الثانوي وعددها (6) مدارس، إضافة إلى (6) رياض أطفال، ووضع الخطوط العريضة التي يتم وفقها تسيير العملية التعليمية خلال العام الدراسي 2024 / 2025م.
ماذا عن توفير الكتاب المدرسي، وهل لديكم نقص في الكادر التدريسي؟
أكيد هناك نقص في الكتاب المدرسي حيث لم نستطع من تأمين الكتاب المدرسي لطلابنا لأكثر من ثلاث سنوات وهذا يشكل عائقاً في استمرارية التدريس في المدارس على النحو المخطط له إذ يتعذر على الطالب والمعلم تسيير الحصة الدراسية في ظل انعدام الكتاب المدرسي، ولكننا نسعى إلى وجود حلول جذرية مع الوزارة لحلحلة موضوع توفير الكتاب المدرسي ونأمل سرعة معالجة هذه المشكلة حتى نضمن تسيير العملية التعليمية على الوجه المطلوب.
أما بخصوص توفر الكادر التعليمي في المحافظة فهذه مشكلة يعاني منها القطاع التربوي في المحافظة منذ سنوات، ولتجاوز هذه المعضلة فقد عمد المكتب الى استقدام معلمين مختصين من محافظات أخرى لسد العجز من خلال توفير لهم أجور تعاقدية خاصة في مدارس التعليم الثانوي حيث لدينا متعاقدين من محافظات عدة يأتون بداية كل عام دراسي، ونعتمد على الخريجين من الثانوية العامة كمتعاقدين، ويحاول المكتب الدفع ببعض الطلاب المتميزين من خريجي الثانوية العامة للدارسة في الجامعات في التخصصات التي يحتاجها المكتب بالتنسيق مع السلطة المحلية وبعض الداعمين متطلعين إلى سد هذا العجز على المدى القريب.
هل يقوم مكتب الوزارة بتغطية احتياجات جميع المدارس بالمحافظة؟
هناك عدد من مدارس التعليم الأساسي والثانوي ورياض الأطفال في المحافظة تؤدي رسالتها التعليمية في غاية الصعوبة فالكثير من المدارس غير مهيأة بسبب قدم المبنى وحاجتها إلى المستلزمات من الأثاث والأجهزة والمختبرات وغيرها من التجهيزات المدرسية التي تفتقدها عدد غير قليل من مدارس المحافظة، وأيضاً كما ذكرت سلفاً لا يوجد اكتفاء ذاتي في الكادر التعليمي في المحافظة للأسباب التي ذكرتها آنفا خاصة في التخصصات النوعية وعدد الخريجين في هذا المجال من أبناء المحافظة فهم قليلون وهذا ما يستدعى استقدام معلمين من خارج المحافظة خاصة مع توسع العملية التعليمية وزيادة عدد المدارس في المحافظة لاسيما في مدارس التعليم الأساسي.
وما هي الحلول الناجعة أستاذ أحمد؟
يضع المكتب بنهاية كل عام دراسي خطة خاصة لتغطية الاحتياجات للعام الدراسي الذي يليه من خلال تكليف مديري التربية بالمديريات بحصر الاحتياجات من المعلمين ورفعها الى المكتب ليقوم بدراستها وتحديد الأولويات منها وامكانية توفيرها من عدمه والبحث عن بدائل وفي كل الأحوال المكتب معني بمتطلبات تسيير العملية التربوية والتعليمية في المحافظة وفق الامكانيات المتاحة.
ماذا عن المشاريع التربوية والتعليمية المنفذة؟
حقيقة ان هناك بعض المشاريع التربوية والتعليمية في المحافظة تم تنفيذها خصوصاً خلال السنوات الثلاث الماضية في المبنى المدرسي حيث تم بناء أربع مدارس بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومدرسة بدعم من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
وهل هناك تدخلات من قبل المنظمات الدولية في قطاع التربية والتعليم بالمحافظة؟
بالنسبة لتدخلات المنظمات في قطاع التعليم قد تكون منعدمة رغم الرفع المتواصل من المكتب إلى الوزارة بضرورة إدراج احتياجات المكتب ضمن خطة الوزارة المرفوعة إلى المنظمات الداعمة ألا أن ذلك لم يثمر شيء لأسباب لا نعلمها، ولكن هناك تدخل لمنظمة اليونيسيف في دعم الدورات التدريبية للمعلمين وهي قليلة جدا قياسا بم يتم تنفيذه من برامج تدريبية في محافظات أخرى و من تدخل مستمر في إنشاء وترميم المبنى المدرسي وتجهيز المدارس بالأثاث وإقامة دورات متتالية للمعلمين والادارات المدرسية والموجهين، ولكن نحن في مكتب التربية والتعليم بسقطرى يتم استثناؤنا من ذلك لأعوام عديدة، ومع ذلك لا يزال المكتب في تواصل مع الوزارة بهذا الشأن حتى يتم التعاطي والتوازن مع جميع متطلبات المحافظات.
كيف سارت العملية الامتحانية لإتمام شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2023/2024م؟
الحقيقة أننا نواجه بعض الصعوبات في استقدام الأسئلة من محافظة حضرموت إلى سقطرى بسبب تغيير مواعيد رحلات الطيران كما حدث هذا العام واضطررنا بسبب ذلك إلى نقل أسئلة الامتحانات برًا إلى محافظة المهرة لترحيلها عبر الطيران من هناك إلى سقطرى ولا يفوتني هنا أن اتوجه بالشكر والعرفان للأستاذ سمير هراش مدير عام مكتب التربية بمحافظة المهرة لمساعدته في التواصل مع الأخوة في مطار الغيضة لضمان شحن جميع حقائب الأسئلة بعد أن أصرت سلطات المطار على ارجاع البعض منها لزيادة الشحن، ومن حيث سريان العملية الامتحانية فقد سارت الامتحانات في المحافظة سيرًا حسناً في جميع المراكز والبالغ عددها (10) مراكز امتحانية للقسمين العلمي والأدبي، ولم تسجل إي إشكالات أو مشكلات في أي من المراكز طوال فترة الامتحانات.
ما هو الدور الذي يضطلع به مكتب الوزارة في دعم وتشجيع الفتاة السقطرية لالتحاقها بالمدرسة ومواصلة دراستها؟
يعمل المكتب على تشجيع التحاق الفتيات في التعليم من خلال فتح صفوف دراسية مؤقتة للمراحل الأولية في الأرياف والمناطق الأكثر بعداً، ولا يتوفر فيها المبنى المدرسي ويعمل على مسح الخريجين من طالبات الثانوية العامة خاصة من المنتمين للمناطق نفسها ليتم تكليفهن بالتدريس ليواصلن بعد ذلك المراحل الدراسية اللاحقة في مدارس التعليم الأساسي في المناطق التي يتوفر فيها المبنى المدرسي، وهذا يعد مؤشر من المكتب بالاهتمام والدفع بالفتيات للالتحاق بالتعليم، وهو وجود نسبة عالية من الفتيات في جميع مراحل التعليم الأساسي والثانوي بعدد يفوق الذكور ونستطيع القول أن تعليم الفتاة في المحافظة في أفضل مراحله.
كيف تقيمون العملية التربوية والتعليمية، ومكامن القصور والخلل؟
العملية التعليمية في المحافظة ينطبق عليها الوضع العام للتعليم في البلد عموماً ولا يخفى على أحد أن التعليم ليس بخير أو بالأحرى لا يمثل الطموح الذي تسعى إليه قوى التعليم التي تعاني هي الأخرى من غياب استراتيجيات حقيقية وفاعلة تحوي أهداف قابلة للتقييم ونتائجها إيجابية على المدى المتوسط والبعيد وفق تسيير العملية التعليمية في البلد وبالتأكيد هناك صعوبات كبيرة يعانيها القطاع التربوي خاصة في الكادر التربوي المتخصص وكذلك النقص في المبنى المدرسي المجهز بالأدوات الميسرة لتنفيذ اليوم الدراسي، ومع هذا فالجميع يبذل جهده للتحسين وفقا للإمكانيات المتاحة، مع تطلعاتنا إلى أن يستمر التأهيل للكادر التربوي أثناء الخدمة لتطوير قدراته المعرفية والتربوية وتمكينه من القدرة على استخدام الوسائل الحديثة ودمجها في التعليم.
ما مدى تعاون الوزارة والسلطة المحلية بالمحافظة للقطاع التربوي والتعليمي في سقطرى؟
بالطبع التواصل مع وزارة التربية والتعليم متواصل ومستمر لمناقشة الصعوبات التي تعترض سير عمل المكتب ومدى إمكانية الوزارة في مساعدة المكتب على تجاوز الصعوبات التي تعترض سير عملنا، ولكن نعتب عليهم في عدم إرسال أي وفد من الوزارة لزيارة المحافظة لأكثر من تسع سنوات لتلمس الاحتياجات والصعوبات التي يعانيها القطاع التربوي في المحافظة، حتى الامتحانات الوزارية ليس هناك أي لجان زائرة تطلع على سير الامتحانات وتقييمها، لذا نأمل من وزير التربية والتعليم الأستاذ طارق العكبري إلى مساندتنا ودعمنا في تأهيل بعض المدارس وحل الإشكاليات التي تواجهنا، كما نثمن جهود السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة في محافظ المحافظة الأستاذ رأفت الثقلي في دعم جهودنا في استقرار العملية التربوية والتعليمية.
ما هي الرسالة التي تود توجيهها لأولياء الأمور؟
الرسالة التي نوجهها لأولياء الأمور عليكم حث أبناؤكم بالتعليم ثم التعليم، وأن تكون الأسرة رديف للمدرسة وعامل مساعد في
تنفيذ البرامج المدرسية التعليمية وغيرها من خلال التوعية للأبناء وحثهم ليكونوا ايجابيين في تعاملهم مع أقرانهم ومعلميهم ومحيطهم التعليمي وأينما كانوا في المدرسة أو خارجها وهو دور الأسرة الذي ليس عنه استغناء مطلقاً.
ما هي أبرز الصعوبات والتحديات التي تعترض مهامكم العملية؟
الصعوبات كثيرة والآمال كبيرة خصوصاً النقص في الكادر التعليمي وهي الأكثر إشغال لنا وكذلك تزايد عدد الطلاب مع النقص في المبنى المدرسي وعدم توفر الكتاب المدرسي كل ذلك مطروح أمام الوزارة، ونأمل خيرًا إن شاء الله.
كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا الحوار؟
في ختام هذا اللقاء الطيب نشكر موقع "عدن الغد" على هذه الاستضافة للاطلاع على واقع العمل التربوي في محافظة أرخبيل سقطرى واتاحة لنا الفرصة لتسليط الضوء على واقع التعليم بمحافظة ارخبيل سقطرى، ونرجو أن تتعافى البلاد مما هي فيه ويعود الأمن والاستقرار لربوع الوطن.