آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-08:25ص
ملفات وتحقيقات

همسة في إذن محافظ شبوة منطقة "الفالق آل كعيب في عرماء " اهاليها يعيشون الحياة البدائية في عصر التطور والتنمية ..!

الإثنين - 02 سبتمبر 2024 - 04:36 م بتوقيت عدن
همسة في إذن محافظ شبوة منطقة "الفالق آل كعيب في عرماء " اهاليها يعيشون الحياة البدائية في عصر التطور والتنمية  ..!
خاص بـ (عدن الغد)


على بعد مسافة تقدر ب" 65" كيلومتر شمال شرق مدينة عتق ، تقع منطقة " الحنك الفالق آل كعيب "وهي احدى العزل التابعة اداريا لمديرية عرماء بمحافظة شبوة , حيث يقطنها مايزيد عن 2000 نسمة من ٱل قريّوي عشيرة آل عبدالقوي .

ولعل الزائر لهذه المنطقة ويطّلع على اوضاع سكانها يقف مندهشا وهو يشاهد بأم عينيه ان اهاليها يعيشون حياة بسيطة تحاكي في تفاصيلها الحياة البدائية للانسان في العصور الحجرية وذلك نتيجة انعدام مشاريع البنى التحتية من خدمات اساسية التي قيل لنا انه يتم توزيعها بلا عدل ولا مساواة ولا انصاف في فترات ماضية .
لقد زرت هذه المنطقة تلبية لدعوة عدد من اعيانها ، لغرض الإطلاع على احوال وهموم سكانها ونقل معاناتهم الى من يمتلك ضمير في الحكومة والسلطة والمانحين ، حيث شددنا الرحال من العاصمة عتق وسلكنا الطريق الرئيس المتجهة نحو مديرية عرماء ،نسير في الطريق وكانت الاجواء مغطاه بالسحب الكثيفة والامطار تهطل ونحن نلتفت هنا وهناك نلاحظ وقد تشكلت لوحة جمالية طبيعية بديعة تسر الناظرين ، وبعد ان قطعنا مسافة تقدر ب ستين كيلو متر ، كان في انتظارنا لاستقبالنا كلاً من الشيخ / عوض مبارك البحري القريوي والشيخ / حمد بن صالح القريوي اللذين رحبا بنا بكل حفاوة وثم واصلنا السير معا قليلا ثم حولنا الاتجاه يمينا وقطعنا مسافة تقدر ب 5 كيلو ، ترجلنا من سيارتنا وطلبوا مننا الدخول الى منزل الشيخ "عوض البحري" حيث فؤجئنا منهم بتقديم وجبة الافطار وهي عبارة عن معصوبة من البر والدهن والعسل " بعد تناولها ، انطلقنا في جولةاستطلاعية ميدانية وابصارنا تاخذ يمين وشمال لنرى مشاهد حية عن حياة الانسان البدائي التي طالما سمعنا عنها او شاهدناها في بعض المسلسلات البدوية القديمة ، مشاهد تبرز حجم الظلم والتهميش والحرمان الذي الذي طال المنطقة وابنائها في عصر البناء والتنمية .
في هذه المنطقة التي تبعد عن حقل العقلة المنتج للنفط بمسافة اقل من 12 كيلو متر لاتوجد مدرسة ولا توجد حدةصحية ولا مشروع لمياه الشرب ولم يتم توصيل التيار الكهربائي لمساكنهم البسيطة
لقد وجدنا العشرات من اطفال المنطقة يادون الدراسة داخل ماتشبه الزايب المصنوعة من اعواد شجرة السدر او الشبوك ، يحدثني الشيخ / عوض البحري القويري قائلاً : رغم العدد الكبير للطلاب في المنطقة الا انه لم يتم تشييد فصول دراسية لعلها تستوعب هؤلاء الاطفال مما جعلنا نضطر لتدريسهم في هذه العشش التي لا تحمهم من حرارة الشمس ولا تصون اجسادهم من لفيح الرياح النشطة اغلب الاوقات ، كما ان المعلمين هنا يدرسون على نفقة اهالي الطلاب ، حيث يدفع ولي امر كل طالب ميلغ مالي محدد شهريا كمرتب للمعلمين الذين يتم جلبهم من مناطق اخرى مقابل صرف لهم مرتبات والتكفل بتغذيتهم وتسكينهم اما بعض الاهالي المعدمين الذين ليس لديهم القدرة على المساهمة في دفع مرتبات المعلمين فأن ابنائهم يحرمون من التعليم تماما ..!
ويستطرد الشيخ عوض بقولة : وحتى الخدمات الصحية فلا اثر لها في المنطقة فإذا اصيب طفل او حرمة بحمى او ابسط مرض اما ان يضل يتألم او يتم نقله الى عياذ او عتق من اجل ان يتم ضربه إبرة تخلصه من الحمى فما بالك الامراض الاخرى ..!
واضاف قائلا : وفيما يخص مشاريع المياه فلا توجد غير بئر حفرها فاعل خير ولكن مياه مالحة وغير صالحة للشرب ولا يحصل سكان المنطقة على مياه الشرب إلا بشق الانفس حيث يجلبون احتياجهم منها من مياه الكرفان البعيدة التي تتجمع من مياه الامطار وقد تفاقمت معاناة السكان بعد تعرض جابية " الدوجري للتشقق وبات الماء يتسرب منها بكثرة وهي بحاجة الى دعم عاجل وتسخيره في صيانها وترميمها لكي تخفف عن الاهالي عناء ومتاعب البحث عن الماء وجلبه من مسافات بعيدة عبر ظهور الحمير .

وعن خدمة الكهرباء يقول الشيخ البحري : فما يزال اغلب الاهالي في المنطقة يستخدمون الادوات البدائية للحصول على الضوء كالفوانيس او النار او الشمع في مع ان خطوط وشبكة الكهرباء تمر بجانب منازلنا وعبر ديارنا اي نراه ولا نسفيد منه .
ويدخل معنا في الحديث الشيخ / حمد بن صالح القريوي بقوله : كما ترون على الواقع فالصورة ابلغ من الكلام ففي هذه الاكواخ والعشش يدرس طلاب وطالبات منطقة الفالق آل كعيب في مديرية عرماء وهذه المشاهد امامكم وماهي الا عنوانا يحمل الكثير من التفاصيل للواقع المؤلم وحجم المعاناة التي يكابدها سكان هذه المنطقة نتيجة التهميش و الحرمان وعدم الانصاف .
ويطلق تنهيدة ويستطرد قائلا :
منطقتنا تربض على بحيرة من النفط فهي تبعد 12 كيلو من حقل العقلة الانتاجي، إلا ان ذلك لم يشفع لها في الحصول على ابسط حقوقها من الخدمات في مجال الصحة والتربية والكهرباء والماء ، على الرغم من كثرة الاضرار الصحية الجسيمة التي تلحق بالسكان حيث انتشر مرض السرطان والالتهابات الصدرية وتحسس العيون بفعل التلوث البيئي الناجم عن الانشطة النفطية .
واما الشاب عمر القريوي فقال :
العيش في هذه المنطقة متعب جدا جدا صعوبة في التعليم ، صعوبة في الحصول على مياه الشرب كل مياه الاهالي من مياه الامطار المتجمعة في الكرفان البعيدة ، نحن قريبين من حقل نفط العقلة لكن لا نستفيد منه ، لا نستفيد منه في خدمة الكهرباء لا نسفيد منه في اي شي هذه المنطقة عدد سكانها كبير وعدد الطلاب فيها كثير ،اضطرينا الى بناء هذه العواش ليتعلم فيها اطفال المنطقة ، فلا احد بناء لنا مدارسة لا جابوا لنا معلمين ، والله محرومين من كل شي للعلم يا اخي انتشرت عندنا امراض كثيرة في المنطقة ..امراض لم نكن نعرفها والا بعد وصول الشركات النفطية المجاورة لنا ، الان انتشرت امراض السرطان ،امراض القلوب، امراض الصدر ، امراض العيون و الكثير من الامرض وقد فارق الحياة الكثير من الاهالي بعد ما عجز ذويهم في معالجتهم

ويعود الشيخ / عوض مبارك البحري قائلا: يا اخي وللاسف الشديد حتى سكان المنطقة محرومين من دعم المنظمات الانسانية والاغاثية كالغذاء العالمي ، فكثير من سكان المناطق المجاورة في المديرية يحصلون على بعض الدعم ماعداء اهالي هذه المنطقة الذين يحاصرهم الفقر والجوع والحرمان وكأنهم يعيشون في كوكب خارج الارض !
ومضى يقول : مشكلتنا وسبب حرماننا والذي جعلنا في خانة النسيان هو انه ليس معنا موظفين من ابناء المنطقة في الدولة مما يصعب علينا الوصول الى المسئولين في الدولة لنشكوا معاناتنا وهمومنا لهم ، حتى المحافظ عوض ابن الوزير لم نقدر نصل اليه لان ماحد معنا يدخلنا عنده وهو رجل ونعم به شيخ وشهم ومنصف ولو الله اكرمنا وتمكنا من مقابلته سوف ينصفنا من يرفع عنا هذا الظلم والحرمان والمعاناة .
استكملنا جولتنا بزيارات استطلاعية للقرى المجاورة التي تقع في اطار العزلة كما زرنا حوض الماء المسمى ب " الجابية " التي تتجمع فيها مياه الامطار لكن قالوا الاهالي انها تعرضت للتشقق مما يتسرب الماء منها ثم توجهنا الى كريف مناحي وكذا وادي انصاص وشاهدنا المسافات الطويلة التي يقطعها الطلاب للوصول الى عوشة المدرسة وكذا الاماكن التي يجلب منه الاهالي مياه الشرب من مسافات بعيدة .
وبعد الزامنا بتناول الغداء الذي جسد كرم وجود ابناء المنطقة رجعنا الى مدينة عتق حاملين في جعبتنا رسالة انسانية ننقل من خلالها لكل مسؤول وصاحب ضمير حي تفاصيل ماشاهدناه وعايشناه من مصاعب وهموم ومعاناة يتكبدها الاهالي وذلك في عصر التطور والتنمية

همسة في إذن محافظ شبوة

كلنا يعرف يا سعادة المحافظ عوض محمد ابن الوزير ان خيرك يطوف المحافظة ومشاريعك تصل الى كل زاوية فيها، فاننا ننقل لشخصك الكريم معاناة اهالي هذه المنطقة المحرومين من الاولين والسابقين على ان لا يحرموا من حقوقهم في عهدك الميمون .