آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-07:49ص
أدب وثقافة

عُرُوبَةُ اليَوْم (قصيدة)

السبت - 14 سبتمبر 2024 - 10:06 ص بتوقيت عدن
عُرُوبَةُ اليَوْم (قصيدة)
كلمات / محمد الجعمي

بُحْ لي بِمَاشِئتَ لا لومٌ وَلا عَتَبُ
وَلا يَضقْ بقريضي صَدْرُكَ الرحبُ

يا حَادِيَ الشِّعْرِ يَا مِرسَالَ أُغْنِيَةٍ
مِنَ الأغاني التي يَحلُو بِهَا الطّربُ

أبْحَرْتَ خَلْفَ (حَبيْبٍ) وَ المَدَى سَفَرٌ
والكُلّ ينأى و يبْقَى الحُزنُ وَ النَشَبُ

أوْغلتَ في سَفَرٍ ثَانٍ وَ نَحْنُ على
صَدَى أغَانيكَ بِالآمالِ نَرْتَقِبُ

نُطمئنُ القَلْبَ بألأحْلَامِ عَلَّ عسَىَ
ونَسْألُ اللهَ صَبرَاً كيفَ نَحْتَسِبُ!

دَأبَ الَّذِينَ أَضَاعَوا مَجدَهُم وَ غَدَوْا
يَسْتَعْطِفُوْنَ المُنَى وَصلاً فتَحْتَجِبُ

بُح لي بِماشِئتَ وارحَلْ بالحَنِينِ إلى
مَرَابِعٍ أبْحَرَتْ مِنْ رَملِهَا الشّهُبُ

وَاكتُبْ لِمَنْ صَنَعُوا التّارِيخَ مَلحَمَةً
وَلاتَلُمْ غَدرَ مَنْ خَانوا وَ مَنْ كَذَبُوا

بالسَّمعِ أبصَرتَ ما يُبدِي الضِّيَاءُ وَمَا
تُخْفِي العَشِيَّاتُ وَ الآمالُ تَنتَقِبُ

وَكُلَّمَا لاحَ صُبْحٌ كُنتَ تسْألهُ
نُورًا بِلونِ المُنَى يَحنُو وَ يَقْتَرِبُ

قلْ لِابْنَ (نخلةَ) هذا وَ ارتَقِبْ خَبَرَا
وَلا تَسَلْ عَنْ بِلادٍ هَدَّهَا السَغَبُ؟

أكُلَّمَا قُلْتُ أنْسَى عُدْتُ مُنكسِرَاً
" كما الِفتُ أرى وَجْهِي وأكتئبُ "

كلُّ الرِّمَاحِ بِصَدري تَستَفِزُ دَمِي
وَ أينَ قومي أقاموا اليومَ أمْ ذهبوا؟

البَحْرُ و الرّمْلُ ملكُ الرّومِ يَا أَبَتِي
وَ المِلحُ وَ الغَازُ وَ البترولُ وَ الذْهَبُ

قُلْ لابْنَ هارونَ كَمْ مِنْ دَمْعَةٍ ذُرِفَتْ
مِنْ حُرَّةٍ في بلادِ العُرْبِ تُغْتَصَبُ

وَمَاسَمِعنَا لأصْنَامِ العُروشِ صَدَى
ولا جِبَاهٌ لهُمْ تنْدَى ولَا هُدُبُ

سَبعُونَ وَالْمَسْجِدُ الأقصى على مَضَضٍ
يَسْتَنْجِدُ القومَ هلْ مِنْ فَارِسٍ يَثِبُ

وَكُلَّمَا لاحَ طيفٌ للمُنَى عَصَفتْ
بِهِ الرّياحُ وَحَالَتْ دُونَهُ الحُجُبُ

أَكُلَّمَا صَرَخَتْ ثكلى كتبتُ لها
ماتَ الرشيدُ إلى مَنْ يُرْسَلُ الطَلبُ

بُحْ لي بِماشِئتَ هذا اللحنُ تعْرِفُهُ
وَلاتَسَلْ كيْفَ تَنْسَى ثأرَهَا العَرَبُ؟

لقَدْ هَرِمنَا وَفي مِحْرَابِ غُربَتِنَا
عُرُوْبَةٌ مَا اعتلى مِنْ جَمْرِهَا لَهَبُ

وَ نَحْنُ في كُلّ قُطرٍ نَرتجي قبسا
لَعَلّنا نصْطلي يوما و نَلْتَهِبُ

وَكَمْ نَسَجْنَا رُؤَاهَا وَهْيَ حَالِمَةٌ
تَرنُو بِعَينٍ إليْنَا كُلّها عَتَبُ

وَ نَحْنُ نسقِي المَنَافِي مِلحَ أَدمُعِنا
وَقَدْ تَنَاءَت بِنَا الأعوَامُ وَ الحِقَبُ

عُرُوبَةُ اليَوْمِ هَلْ مَا زِلتَ تَنْشُدُهَا
أَمْ شَاقَكَ النّومُ أعْيَا قَلبَكَ التّعَبُ

.......................
معارضتي لقصيدة عملاق الشعر البردوني "أبو تمام وعروبة اليوم"
إعادة بمناسبة ذكرى الرائي الكبير