كبار قد اخذ الزمان والعمر ما اخذ ليأتي عليهم برد فصل الشتاء ويكمل ماقصر واطفال قد كسر البرد عظامهم في زاوية من زوايا تلك الخرقه الباليه والممزقه الملتفه حولهم والمثبته في الارض بعيدان او احجار او اي ما كان مايثبتها تهتز كل ثانيه من ريح هادئه او تخسف بقليلاً من زخات المطر لاتحمي ولا تؤوي مما يحمله الشتاء من رياحٍ عاصفة وأمطار غاشمه وصواعق راعده تخلع القلوب من اقفاصها من هول أصواتها وشدة مفعولها يجلس هناك طفل بجسد صغير وفؤاد كبير يحتضن أخته الصغيرة ويحاول هدهدتها وتدفئتها بجسده المنهك المرتجف يلف اخته الرضيعه بيدية المزرق لونها من قسوة البرد ويحاول بما يوجد جوارة من خرق أن يبقيها دافئة لحين عودة أمه التي خرجت للبحث لهما عن لقمة تسد جوعهما ولعلها تذر للام بالقليل من الحليب لتستطيع إطعام صغيرتها الجائعة والتي لا تاكل سوى حليب أمها لعمرها الصغير ،وفي وسط محاولاته مد الدفئ للرضيعه في حضنه التي لم تكن تسكت ابدا لايدري هل من الم البرد ام من الجوع همد الجسد الصغير فجاءة لا صوت ولا حركه ولا حتى نفس ورغم صغر سنه فمن أهوال ما راء من قبل من ويلات الحرب واشلاء الأهل عرف أنها فارقت الحياة فشد من احتضانها حتى يستمد امانه منها ويعطي لنفسه أمل ولو كاذب أن أمه عندما تعود ستبكي الطفلة من جديد وتصرخ طلباً للحليب
وبعد وقت تأتي الام المتعبه من المشي من مكان الى اخر بحثاً عما تستطيع تقديمه لطفلها باقدام حافيه مجروحه ولباس خفيف لايحمي مما تواجهه من رياح جليديه في الخارج تحاول رسم ابتسامة على وجهها البشوش لتعطيهم الأمل للاستمرار ككل مره قبل أن تدخل عليهم هذه المسماه خيمة اللاجئين لكن هذه المره لم تستطع حتى الابتسام فالجوع لأيام انهك جسدها والبحث كل يوم بين هذا البرد قد صلب شفتيها حتى عن التحرك للابتسام
وعند دخولها يتباين لها صغيرها وهو يحتضن أخته ككل مره يحمل على عاتقة تدفئة الصغيره بجسده البارد تذهب إليهم في صمت مطبق لتحتضنهم هي أيضاً وتغفى في احضانهم تدفئهم وتدفء نفسها بهم تساندهم ويساندونها هكذا دائماً الفرق هنا وفي هذا اليوم الكئيب عليهم أن الام لم تبتسم والابن لم يرحب بها كالعاده والطفلة لم تصرخ طلباً للطعام كل شي اليوم مختلف بأجسادهم المحتضنه بعضها البعض في صمتً مطبق بدون ولا حركه تدل على الحياة تدمع عين الأم في يأس تام وترقد بجانب صغيريها تحضنهم بقوه وتغمض عينيها وتترك المقاومه للعيش فلم يبقى من تقاوم من اجلهم على قيد الحياة .
لاتعرف هل ماحدث سببه الجوع أو البرد أو كلاهما ...
فاطمة عصام مريسي