شهد الموسم الزراعي لعام 2024 في دلتا أبين تدهوراً غير مسبوق، حيث انتشرت الآفات والأمراض الزراعية بشكل واسع، ما أثر بشكل كبير على المحاصيل النقدية التي كانت المنطقة تشتهر بها، مثل القطن، السمسم، الفول السوداني، والقرعيات (بطيخ، شمام، كوسا، قرع عسلي، وخيار)، بالإضافة إلى الحبوب كالذرة الشامية.
أسباب التدهور
التدهور المفاجئ للمحاصيل لم يكن ناتجاً فقط عن انتشار الآفات والأمراض المعروفة، بل يُعتقد أن هناك عوامل مجهولة لا تزال غير مكتشفة.
ورغم نزول فرق فنية إلى الحقول، خاصة لمحصول السمسم، الذي شُخصت إصاباته كأمراض فطرية وحشرية، إلا أن المزارعين يتحدثون عن أمور غامضة تتجاوز الأسباب المعتادة.
تقصير الجهات المعنية
كان من المتوقع أن تعلن وزارة الزراعة حالة استنفار لمتابعة ورصد ما يحدث، إلا أن غياب الإمكانيات والموارد حال دون ذلك. ورغم الجهود الفردية لرصد المشكلة، لا يزال التعامل مع الوضع يتسم بالبرود، ما يزيد من معاناة المزارعين الذين يشهدون تدهوراً كبيراً في محاصيلهم.
المخاطر المستقبلية
يتوقع خبراء زراعيون، من بينهم المهندس عبدالقادر خضر السميطي، أن يمتد التدهور إلى محاصيل أخرى، مثل الطماطم، التي قد تتعرض لهجوم من آفة التوتا أبسلوتا، والذرة الشامية، المهددة بدودة الحشد الخريفية.
الدعوة إلى التحرك والتعاون الدولي
في ظل هذه التحديات، دعا المهندس السميطي إلى ضرورة التعاون مع الدول الشقيقة مثل مصر والسودان، للاستفادة من تجاربها في تحسين المحاصيل الزراعية.
وأكد استعداد المزارعين والمهتمين في دلتا أبين للعمل مع الجهات المختصة لإيجاد حلول فعالة، بما في ذلك استخدام أصناف محسنة أثبتت نجاحها في دول أخرى.
خاتمة
تدهور الزراعة في دلتا أبين ليس مجرد أزمة محلية، بل قضية تستدعي اهتماماً عاجلاً من الجهات الحكومية والمنظمات الزراعية.
يبقى الأمل في اتخاذ خطوات جدية لإنقاذ القطاع الزراعي قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر.
