آخر تحديث :الأحد-19 يناير 2025-08:01ص
ملفات وتحقيقات

عدن في قلب الأزمة الاقتصادية.. كيف يقاوم المواطنون موجة الغلاء؟

الأحد - 29 ديسمبر 2024 - 09:17 ص بتوقيت عدن
عدن في قلب الأزمة الاقتصادية.. كيف يقاوم المواطنون موجة الغلاء؟
((عدن الغد))خاص.

تحقيق / علياء فؤاد:


في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مدينة عدن، يعاني الكثير من السكان من موجة غلاء غير مسبوقة في أسعار السلع والخدمات الأساسية. هذا الارتفاع في الأسعار أصبح يشكل تهديداً مباشراً على قدرة الأسر الفقيرة على تلبية احتياجاتهم اليومية، من الغذاء إلى الرعاية الصحية والتعليم. تتسبب هذه الأزمة في تزايد معاناة المواطنين الذين يواجهون تحديات اقتصادية هائلة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية المحلية.

يهدف هذا التحقيق الصحفي الاجتماعي والاقتصادي إلى استعراض أبعاد قضية الغلاء، وتحليل أسبابها، واستشراف الحلول و إلى تسليط الضوء على آثار هذه الزيادات على الأسر الفقيرة، بالإضافة إلى تحليل الأسباب الاقتصادية التي تقف وراءها، واستخلاص الحلول الممكنة من خلال وجهات نظر الخبراء، التجار، والمسؤولين الحكوميين:


دور إدارة الرقابة في حماية المستهلك وضمان سلامة الأسواق:


تحدث الأستاذ عمر عباد، مدير إدارة الأسواق وحماية المستهلك قائلًا :

نعمل على مراقبة الأسواق بشكل دوري للتأكد من التزام المحلات التجارية بالأسعار المعلنة وسلامة المنتجات، كما نقوم بتنفيذ حملات تفتيش مستمرة لحماية حقوق المستهلكين وضمان جودة السلع، بما في ذلك سحب المنتجات المخالفة من الأسواق واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين.



تأثير الأوضاع الاقتصادية على الأسعار من وجهة نظر التاجر:


التاجر كارم يحيى السراري، مستورد مواد غذائية علق عن الموضوع قائلًا:

إن ارتفاع الأسعار يعود بالدرجة الأولى إلى انهيار العملة المحلية وارتفاع تكاليف النقل نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة. كما أن هناك زيادة في الجبايات الداخلية مما يساهم في رفع التكاليف، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الأسعار، فالتحديات الاقتصادية جعلت الجميع يعاني، سواء المواطن أو التاجر.


أصوات من قلب المعاناة معاناة :


محمد سالم محمد سالم، نازح من الحديدة، يتحدث عن معاناة النزوح التي تفاقمت مع ارتفاع الأسعار، قائلاً:

نحن مثل كل النازحين الذين تأثروا بارتفاع الأسعار، مما انعكس سلباً على وضعنا المعيشي مادياً وصحياً وتعليمياً، و لم نعد قادرين على شراء أبسط الاحتياجات الأساسية من الطعام، وأصبحنا نكافح لتوفير أدوية مثل أدوية القلب وغيرها، إضافة إلى ذلك، اضطر بعض أبنائنا إلى ترك مقاعد الدراسة بحثاً عن فرص عمل لتأمين لقمة العيش.



دعوة للاستقرار الاقتصادي وحلول تحفظ كرامة الفقراء:


عطيات محمد زهير تقول:

القليل فقط من البسطاء يحصلون على المساعدات، لكنها ليست كافية لتلبية احتياجاتهم.

نحن بحاجة إلى استقرار العملة، لأن بتحقيق ذلك ستتحسن أحوال الناس. كما يجب إيجاد حلول تحفظ كرامة الفقراء، بحيث لا يضطرون إلى مد أيديهم للآخرين طلباً للمساعدة.



تأثير غلاء الأسعار على معيشة الفقراء والتعليم:


عبد الحليم أحمد محمد يصف معاناة الفقراء قائلاً:

أصبحنا اليوم نضطر إلى تقليل عدد الوجبات اليومية بسبب غلاء المعيشة، ولم نعد قادرين على تحمل مصاريف تعليم أبنائنا، و ارتفاع الأسعار في كل شيء أجبرنا على تقليل احتياجاتنا الأساسية، حتى لم يعد بإمكاننا شراء الضروريات والأمور الأخرى التي كنا نعتمد عليها.



تحليل اقتصادي لأسباب الأزمة وتداعياتها على الأسر الفقيرة:


الدكتور محمد صالح الكسادي، خبير اقتصادي مساعد قال :

إن الأزمة الاقتصادية الحالية في اليمن تعود إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي، توقف تصدير النفط، وارتفاع تكاليف النقل.

الحرب المستمرة قد عمّقت هذه الأزمة بشكل أكبر، مما أدى إلى نقص العملة الصعبة وتفاقم التضخم، فالأسر الفقيرة أصبحت تعاني من نقص في القدرة الشرائية، وارتفاع معدلات البطالة، مما جعل العديد منها يعيش في ظروف قاسية.



تأثير ارتفاع الأسعار على الطبقات الاجتماعية والأسر الفقيرة:

الأستاذة افتخار عبد الحليم الزغير، مدير عام الأرقام القياسية لدى الجهاز المركزي للإحصاء قالت :


إن ارتفاع الأسعار يؤثر بشكل كبير على قدرة الأسر الفقيرة في تلبية احتياجاتها الأساسية، و تدهور العملة المحلية أدى إلى تضخم أسعار السلع المستوردة، مما يزيد من الأعباء المعيشية.

الوضع أصبح يهدد قدرة الأسر على العيش بكرامة ويزيد من الفجوة بين الطبقات الاجتماعية.


خاتمة التحقيق :


إن ارتفاع الأسعار في عدن يشكل أزمة إنسانية بالدرجة الأولى، تهدد الحياة اليومية للأسر الفقيرة وتزيد من معاناتها، مع استمرار التحديات الاقتصادية، تبرز الحاجة الملحة إلى حلول جذرية ومستدامة للحد من تأثير هذه الزيادات، و لا يمكن مواجهة هذه الأزمة إلا بتعاون جميع الجهات المعنية، من الحكومة إلى القطاع الخاص والمنظمات الإنسانية، من أجل بناء بيئة اقتصادية أكثر عدلاً واستقراراً، يتطلب التصحيح الفعلي للإدارة الاقتصادية الإرادة السياسية والتخطيط الاستراتيجي، ودعم حقيقي للأسر التي تعاني في مواجهة غلاء الأسعار، لقد حان الوقت لنسعى معًا نحو غدٍ أفضل حيث يعيش المواطنون في عدن بكرامة بعيدًا عن ضغوط الأسعار المتزايدة.