رغم التدهور الأمني وانهيار الخدمات في العديد من المحافظات اليمنية، لا تزال وادي حضرموت والمهرة تحافظان على قدر كبير من الاستقرار الأمني والخدمي، في مشهد يختلف تمامًا عن المناطق التي شهدت انهيارًا شبه كامل للدولة.
في وادي حضرموت، لا تزال مؤسسات الدولة تعمل بشكل منتظم، حيث تتوفر الخدمات الأساسية بشكل أفضل مقارنة بالمحافظات التي تعاني من تدهور واسع. وتشهد مدن الوادي، مثل سيئون وتريم وشبام، استمرارًا في تقديم الخدمات الحكومية، بما في ذلك الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، وإن كان ذلك مع تحديات اقتصادية وضغوط متزايدة.
أما المهرة، فتعد من أكثر المحافظات استقرارًا، حيث لا تزال مؤسسات الدولة تعمل، وتتمتع المدينة بتواجد أمني قوي يمنع حدوث الفوضى التي اجتاحت مناطق أخرى. كما أن الميناء والمنافذ الحدودية تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، مما يعزز من استقرار الأسواق وتوافر السلع الأساسية.
ويرى مراقبون أن هذا الاستقرار يعود إلى التماسك المجتمعي، ووجود مؤسسات أمنية وعسكرية لم تتعرض للتفكك كما حدث في مناطق أخرى، إضافةً إلى الدور القبلي في حفظ الأمن ومنع حدوث انهيار شامل.
ويشير مواطنون في وادي حضرموت والمهرة إلى أنهم يشعرون بفرق واضح مقارنة بالمحافظات الأخرى، حيث لا تزال الحياة اليومية تسير بشكل أكثر تنظيمًا، رغم التحديات المستمرة، مؤكدين أهمية الحفاظ على هذا الاستقرار وتجنب الانزلاق نحو الفوضى التي تعاني منها مناطق أخرى.