أصبح بإمكان الروبوتات البشرية الآن محاكاة الحركة الأيقونية لاحتفال اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو بالأهداف، والذي يتضمن القفز في الهواء، والدوران 180 درجة، وتشبيك الذراعين عند الهبوط، وذلك بفضل التطورات الجديدة في الذكاء الاصطناعي.
ووفقًا لصحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية، فإن فريقًا من العلماء في جامعة كارنيجي ميلون بولاية بنسلفانيا تمكنوا من "تدريب" الروبوتات على تنفيذ هذا الاحتفال، إلى جانب حركات رياضية أخرى مستوحاة من نجوم كرة السلة مثل كوبي براينت وليبرون جيمس.
* تحدي الرشاقة والمرونة
لطالما واجهت الروبوتات ذات الشكل البشري تحديات في تنفيذ الحركات السريعة والرشيقة التي تتطلب التوازن، وخفة الحركة، واللياقة البدنية، وهي السمات التي يمتلكها الرياضيون المحترفون.
وحتى الآن، كانت الروبوتات ثنائية الأرجل قادرة على المشي والجري وحمل الأحمال الثقيلة، لكنها واجهت صعوبات في تكرار الحركات الأكثر تعقيدًا.
* إدخال مهارات رياضية إلى الذكاء الاصطناعي
لم يقتصر الأمر على محاكاة احتفال رونالدو، بل شملت الدراسة أيضًا حركات نجوم كرة السلة، مثل التسديدة المتلاشية التي كان يشتهر بها كوبي براينت، بهدف تحسين قدرة الروبوتات على تنفيذ حركات أكثر سلاسة ودقة.
تم تدريب الروبوتات باستخدام قمصان اللاعبين لمحاكاة تحركاتهم بشكل واقعي، وتم نشر نتائج البحث عبر تقرير علمي على الإنترنت.
* روبوت بقيمة 14 ألف جنيه إسترليني
استخدم العلماء روبوت Unitree G1 Humanoid، الذي تبلغ قيمته 14,000 جنيه إسترليني، في التجارب، وكشفت البيانات أن طريقة التدريب الجديدة قللت من أخطاء تتبع الحركة بنسبة 50٪، ما يمثل إنجازًا كبيرًا في هذا المجال.
وأكد العلماء أن عملهم يسهم في تعزيز قدرة الروبوتات على تنفيذ حركات مرنة في تطبيقات العالم الحقيقي، ما يفتح الباب أمام استخداماتها في مجالات متعددة.
* ماسك: الروبوتات قد تصبح أرخص من السيارات
في سياق متصل، تحدث الملياردير إيلون ماسك العام الماضي عن نموذج Optimus، وهو روبوت بشري من تطوير شركة تيسلا، مؤكدًا أنه سيكون أقل تكلفة من السيارة على المدى الطويل.
وقال ماسك: "كل ما طورناه لسياراتنا ينطبق في الواقع على الروبوت الشبيه بالإنسان. إنه مجرد روبوت بذراعين وأرجل بدلًا من العجلات."
وأضاف أن تكلفة الروبوتات المستقبلية قد تتراوح بين 20 ألفًا و30 ألف دولار، مما يجعلها في متناول عدد أكبر من المستخدمين.
* مستقبل الروبوتات في الحياة اليومية
أشار ماسك إلى أن الروبوتات البشرية قد تصبح جزءًا من الحياة اليومية، قائلًا: "قد يستغرق الأمر بعض الوقت للوصول إلى المدى البعيد، ولكن في النهاية، سيكون الروبوت قادرًا على فعل أي شيء تقريبًا، من تدريس الأطفال إلى العناية بالحيوانات الأليفة، أو حتى التسوق وتحضير المشروبات."
مع التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، يبدو أن المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت، وربما نشهد قريبًا روبوتات تنفذ حركات رياضية باحترافية تضاهي كبار اللاعبين.