تشهد مدينة عدن أزمة خانقة في توفير الغاز المنزلي، حيث يتفاقم الوضع يومًا بعد آخر وسط غياب الحلول الفعالة من الجهات المختصة، مما أجبر المواطنين على اللجوء إلى السوق السوداء، حيث تباع أسطوانات الغاز بأسعار باهظة تفوق قدرة المواطنين.
عدن الغد التقت عددًا من الأهالي الذين عبروا عن استيائهم من استمرار الأزمة، متهمين المحتكرين والمتنفذين باستغلال الوضع والمتاجرة بمعاناة الناس.
يقول أحمد عبد الله، أحد سكان حي الشيخ عثمان: “نقف في طوابير لساعات طويلة أمام محطات التوزيع الرسمية، وعندما يحين دورنا، يقولون إن الكمية نفدت! بينما نجد الغاز متوفرًا في السوق السوداء ولكن بأسعار خيالية. الأسطوانة التي كان سعرها 3000 ريال أصبحت تُباع اليوم بـ 9000 ريال وأكثر. نريد حلولًا، لا وعودًا.”
أما أم خالد، وهي ربة منزل من حي المعلا، فتصف الوضع بالصعب قائلة: “نعاني يوميًا للحصول على الغاز، وأحيانًا نضطر للطبخ على الحطب أو الفحم. أسعار المواد الغذائية مرتفعة، والآن حتى الغاز أصبح من الصعب الحصول عليه. إلى متى سيظل المواطن وحده من يدفع الثمن؟”
المشكلة لا تتوقف عند المنازل فقط، بل طالت المطاعم والمخابز التي تعتمد على الغاز بشكل أساسي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الخبز والطعام الجاهز. يقول صاحب مخبز في كريتر: “أصبحت أشتري الغاز بأسعار السوق السوداء، وهذا يجبرنا على رفع سعر الرغيف، لكن الزبائن لا يستطيعون التحمل، ونحن أيضًا لا نستطيع الاستمرار بهذه الطريقة.”
في ظل هذه الأزمة، تتحدث الجهات المسؤولة عن “مشكلات في التوزيع” و”تأخر وصول شحنات الغاز”، لكن المواطنون يرون أن السبب الرئيسي هو الاحتكار والتلاعب بالكميات المتوفرة.
يقول عبد الله ناصر، وهو سائق تاكسي من مديرية دار سعد: “المسؤولون لا يشعرون بمعاناتنا، بينما نجد الغاز يباع في السوق السوداء بكثرة. من أين يحصل هؤلاء التجار على هذه الكميات؟ يجب على السلطات التدخل وإيقاف هذا الفساد.”
ورغم هذه الشكاوى، لا تزال الأزمة مستمرة، فيما يتساءل المواطنون: إلى متى ستظل أزمة الغاز دون حلول حقيقية، ومن سيوقف المتاجرة بمعاناة الناس؟