في إطار توجه صحيفة (عدن الغد) المتمثل في تسليط الضوء على الكوادر الوطنية والسياسية والاجتماعية لا سيما النسائية التي أثرت الساحة اليمنية بمواقفها الجادة وأفكارها المتجددة التقت صحيفة (عدن الغد) ممثلة بمدير تحريرها الدكتور ماجد الكحلي بالأستاذة الدكتورة حفيظة الشيخ الأمين العام للجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم. فكان لنا هذا الحوار الشيق..
حاورها د. ماجد الكحلي
* د. حفيظة الشيخ، شكرًا على استضافتكم لنا اليوم. هل يمكنك أن تخبرينا قليلًا عن نفسك وخبراتك الوطنية في اليمن؟
*شكرًا على دعوتكم. أنا د. حفيظة الشيخ، أستاذة جامعية يمنية. حصلت على شهادات علمية في مجالات متعددة، لدي خبرة واسعة في المجال الأكاديمي والوطني في اليمن، حيث شغلت موقع رئيس قسم اللغة العربية في كلية التربية ونائب أكاديمي في كلية التربية صبر ثم مدير لمركز البحوث والدراسات ( مركز الظفاري) في جامعة عدن.
*ما هي الرسالة التي تودين أن تقدميها إلى الشعب اليمني؟
* رسالتي هي أنه يجب على كل انسان يمني أن يحب وطنه وينتمي لتراب الوطن وجغرافيته والا يجعل انتماءه لمكاسبه المادية.
* د. حفيظة، حدثينا عن أسباب تحول عمل اللجنة الوطنية من صنعاء إلى عدن؟
* تحول اللجنة الوطنية من صنعاء إلى عدن كان نتيجة لعدة عوامل سياسية وعسكرية. أهمها: انقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة، أدت هذه الحرب إلى تدمير العديد من المناطق في صنعاء وتعطيل الحياة الاقتصادية والسياسية في المدينة. وبعد سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء جعل من الصعب على اللجنة الوطنية العمل في المدينة.
فكان من الضروري إيجاد مكان بديل للجنة الوطنية لتعزيز الاستقرار في أثناء العمل.
* د. حفيظة، لماذا وقع الاختيار على عدن، فأصبح تحول عمل اللجنة الوطنية فيها؟
* تم اختيار عدن كمركز جديد للجنة الوطنية بسبب موقعها الاستراتيجي ووجودها في منطقة آمنة، ولأن الحكومة عادت إليها بعد الحرب وأصبحت العاصمة المؤقتة بعد أن اختطفت مليشيا الحوثي العاصمة صنعاء.
* بعد عشر سنوات من تحول عمل اللجنة الوطنية من صنعاء الى عدن، ما نتائج هذا التحول؟
* بالطبع هناك نتائج كثيرة ومختلفة منها استمرار عمل اللجنة الوطنية في مجالات التربية والثقافة والعلوم في بلادنا، إضافة إلى إعادة بناء الثقة بين اللجنة الوطنية اليمنية والمنظمات الدولية من جهة والمنظمات الدولية من جهة أخرى.
وهناك نتائج سلبية أهمها قلة الكادر الوظيفي، وشح الموارد المالية المحددة من قبل الدولة في موازنة اللجنة الوطنية، واهم نتيجة إيجابية هي أنه على قلة عدد الكادر الوظيفي الا أنها كانت قلة متميزة ، وأننا استطعنا إعادة علاقتنا بكل المنظمات الثلاث التي تعمل في جانب التربية والتعليم في بلادنا وهي اليونيسكو الاليسكو والاسيسكو ومكاتبها الإقليمية ومراكزها التابعة لها، وعقدنا الكثير من ورش العمل والتدريبات في مجال بناء القدرات الشبابية والنسائية وغيرها. وحاليا نسعى إلى جعل عدن حديقة جيولوجية تابعة لمنظمة اليونيسكو، وكذلك نعمل في العديد من الملفات الثقافية المشتركة بين الدول العربية وهي الفكرة التي تتبناها منظمة الاليكسو مثل ملف النقش على المعادن وملف الحناء وملف العمارة الطينية وغيرها.
* د. حفيظة ممكن تلخصي لنا إنجازات اللجنة الوطنية بعد تحولها من صنعاء إلى عدن؟
*اللجنة الوطنية في عدن حققت عدة انجازات هامة منذ انتقالها إلى المدينة في عام 2015.
فقد لعبت اللجنة الوطنية دورًا هامًا في تعزيز مهامها المناطة بها بحسب اللائحة اللجنة الوطنية في جميع المحافظات المحررة، حيث استطاعت هذه المحافظات أن تطلع بالدور الذي تلعبه اللجنة الوطنية باعتبارها قطاع ملحق لوزارة التربية والتعليم في بلادنا، كما لعبت دورا هاما في تعزيز الحوار الوطني بين مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية والشبابية والنسائية في اليمن.
ودعت اللجنة الوطنية إلى دعم الحكومة اليمنية في تعزيز استقرار المؤسسات الحكومية في العاصمة المؤقتة عدن.
ومن حيث الإنجازات الاجتماعية فقد قدمت اللجنة الوطنية دعمًا ثقافيا ومعنويا للمؤسسات الحكومية وللنازحين في عدن والمناطق المحيطة بها.
ولعبت اللجنة الوطنية دورًا هامًا في تعزيز دور المرأة في العملية السياسية والاجتماعية في اليمن.
وقدمت اللجنة الوطنية دعمًا للشباب في عدن والمناطق المحيطة بها في مجالات تعزيز قدرات الشباب، ومجالات أعمال الشباب في المنظمات الدولية الثلاث.
كما لعبت اللجنة الوطنية دورا هاما في تنسيق المسابقات بين الجمهورية والدول العربية في مجال التربية والتعليم من حيث مسابقات برنامج (IMSS) ومسابقات الحساب الذهني بين الطلاب.
والحمدلله أن هناك طلابا يمنيين حققوا نجاحات وميداليات مختلفة.
* د. حفيظة، ما هي الصعوبات التي واجهت عمل اللجنة الوطنية في عدن؟
* اللجنة الوطنية في عدن واجهت عدة صعوبات خلال عملها في عدن ومن أهم هذه الصعوبات: عدم وجود مقر، ولهذا تضطر اللجنة الوطنية إلى استئجار مقرا لها، ومع ارتفاع سعر العملة الصعبة يتم رفع الإيجار فتضطر اللجنة إلى البحث عن مقر آخر مما يسبب عدم الاستقرار لعمل اللجنة. إضافة إلى قلة الكادر الوظيفي، وشح الموارد المالية، وعدم تعاون وتجاوب بعض الوزارات والمؤسسات في الداخل اليمني مع اللجنة الوطنية في العمل المشترك بينهما.
* د. حفيظة الشيخ، شكرًا على استضافتكم لنا اليوم. هل هناك أي شيء آخر تودين أن تقولينه لنا؟
*شكرًا لصحيفة عدن الغد على هذا الحوار ، وأحب أن أؤكد أننا نحتاج إلى العمل معًا لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي في اليمن، وتوفير بيئة خصبة لعودة مؤسسات الدولة، حتى تعود البلاد كسابق عهدها.
