في لقاء خاص مع الفنانة صفاء أنيس طايع، تحدثت عن مسيرتها في عالم الرسم والفنون، وكيف استطاعت أن تجمع بين التدريس والفن الرقمي والتقليدي، مؤكدة أن الإبداع رسالة تتجاوز حدود اللوحة لتلامس وجدان الناس. كما كشفت عن أبرز التحديات التي واجهتها ونصائحها للفنانين الشباب، إلى جانب مشاريعها المستقبلية في عالم القصص المصورة للأطفال.
مسيرة فنية تجمع بين التدريس والإبداع
تعرّف صفاء عن نفسها بأنها شغوفة بالفنون والعلوم، حيث تعمل كأستاذة في كلية التربية - جامعة عدن، وتتابع حاليًا دراستها في مرحلة الماجستير في قسم الأحياء. ورغم توجهها العلمي، ظل الفن جزءًا أساسيًا من حياتها، إذ تعلمت الرسم ذاتيًا، وشاركت في معارض محلية، ثم انتقلت إلى الرسم الرقمي، مما فتح لها آفاقًا جديدة، مثل المشاركة في رسم قصص الأطفال وتصميم الكتب المدرسية، إضافة إلى دورها كرسامة في مجلة “البطل الصغير” المحلية.
رسالة الفن وتأثيره عبر الزمن
تؤمن صفاء بأن الفن ليس مجرد ألوان وخطوط، بل رسالة إنسانية تصل إلى الجميع بمختلف الفئات والثقافات. تقول:
“في كل لوحة أسعى إلى تقديم فكرة تلامس الناس، وأحاول حاليًا التركيز على قصص الأطفال، لأنني أؤمن بأن كل قصة تُروى لهم تشكّل جزءًا من شخصيتهم ووجدانهم.”
الرسم التقليدي والرقمي.. تكامل أم تنافس؟
عن مزجها بين الرسم بالألوان الزيتية والرسم الرقمي، توضح صفاء أن كلا المجالين يكمّلان بعضهما، حيث يمكن للرسام أن يبدأ بالألوان الزيتية ثم يُدخل اللوحة إلى البرامج الرقمية لمعالجتها وإضافة لمسات حديثة، أو العكس، بحيث يبدأ الرسم رقميًا ثم يُحوّله إلى لوحة تقليدية. وتضيف أن التطور التقني سهّل العملية الإبداعية، لكنه لا يغني عن أساسيات الرسم التقليدي.
تحديات واجهتها في مسيرتها الفنية
في بداية مشوارها، كانت أبرز الصعوبات التي واجهتها هي غياب الدعم للفنانين، ما جعلها تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أعمالها. لكن مع افتتاح قسم الفنون الجميلة في جامعة عدن، بدأت تجد مجتمعًا فنيًا داعمًا ساعدها على تطوير مهاراتها والتواصل مع فنانين آخرين. كما ساهمت المؤسسات المحلية المهتمة بالفنون في تنظيم دورات تدريبية، رغم أن ارتفاع أسعار الأدوات الفنية التقليدية دفعها إلى التوجه أكثر نحو الرسم الرقمي، الذي لا يزال في مراحله الأولى محليًا.
نصائح للفنانين الشباب في مجال الرسم الرقمي
قدمت صفاء مجموعة من النصائح للفنانين المبتدئين الذين يرغبون في تطوير مهاراتهم في الرسم الرقمي، قائلة:
“ابدأوا بتعلم الأساسيات، مثل نظريات الألوان، الضوء والظل، والمنظور، ثم انتقلوا إلى استكشاف برامج الرسم الرقمية. هناك برامج مجانية ومدفوعة، لذا اختاروا ما يناسبكم. الأهم هو التدريب المستمر وتقبل النقد، فهو مفتاح التطور.”
أفضل المنصات لعرض الأعمال الفنية
تشير صفاء إلى أن هناك منصات عالمية متخصصة مثل Behance، DeviantArt وArtStation، التي تعد بيئة مثالية لعرض الأعمال الاحترافية. كما أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل Instagram وFacebook توفر للفنانين فرصة للوصول إلى جمهور واسع، لكنها تتطلب مهارات في التسويق الفني لزيادة الانتشار والتفاعل.
أحدث الأعمال والمشاريع المستقبلية
عن جديدها الفني، كشفت صفاء أن أحدث أعمالها كانت مشاركة في معرض الأحياء البحرية برصيف السياح، كما تعمل حاليًا على مشروع نشر سلسلة قصص أطفال مصورة من تصميمها الخاص، وتأمل أن يكون لها تأثير إيجابي في نشر ثقافة القراءة البصرية بين الأطفال.
رسالة للمجتمع عبر الفن
تختتم صفاء حديثها برسالة ملهمة:
“أسعى من خلال فني إلى إلهام الآخرين وإثارة مشاعرهم، وأحلم ببناء مجتمع أكثر إبداعًا وإنسانية.”
وأعربت عن شكرها للإعلامي محمد وحيد المقطري على هذا اللقاء، ولمنصة عدن الغد التي تولي اهتمامًا بالفن والفنانين، وتسلط الضوء على المواهب اليمنية.
