آخر تحديث :الجمعة-21 فبراير 2025-12:41ص
العالم من حولنا

من هو الإمام المثلي محسن هندريكس؟ وكيف تفاعل العرب والمسلمون مع مقتله؟

الأربعاء - 19 فبراير 2025 - 09:46 ص بتوقيت عدن
من هو الإمام المثلي محسن هندريكس؟ وكيف تفاعل العرب والمسلمون مع مقتله؟
قال محسن هندريكس، الذي أعلن عن مثليته الجنسية في عام 1996، ذات مرة إن حاجته إلى أن يكون أصيلاً "كانت أعظم من الخوف من الموت".
بي بي سي

قال نائب وزير العدل في جنوب أفريقيا، أندريس نيل، إن الشرطة تلاحق المشتبه بهم وراء مقتل محسن هندريكس، الذي أُطلق عليه لقب أول إمام من مجتمع الميم عين في العالم.


وبينما تجري الشرطة تحقيقاً في الحادث، قال نائب الوزير في تصريح لقناة "نيوزروم أفريكا" التلفزيونية إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت جريمة كراهية.


وفي إشادته بهندريكس، قال نيل إنه "كان مواطناً من جنوب أفريقيا يمكننا جميعاً أن نفخر به، ويمكننا جميعاً أن نطمح إلى أن نكون مثله".


وقُتل محسن هندريكس، البالغ من العمر 57 عاماً، يوم السبت رمياً بالرصاص في وضح النهار في مدينة جكيبيرها الساحلية (المعروفة سابقاً باسم بورت إليزابيث)، في المقعد الخلفي لسيارة كان يستقلها.


وتُظهر لقطات كاميرات المراقبة في المكان، حيث وقع الحادث، شخصاً يرتدي قناعاً، يخرج من شاحنة صغيرة سدّت طريق السيارة التي كان فيها هندريكس، ثم أطلق النار عليه عبر النافذة.


وفي المقطع، الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، يعود مطلق الرصاص فوراً إلى الشاحنة، التي كان يقودها شخص آخر، ومن ثم يغادران مسرح الجريمة بسرعة.


وعُرف عن محسن عمله في إنشاء ملاذ آمن للمسلمين من مجتمع الميم عين وغيرهم من الذين اعتبروا مهمشين في المجتمع، وقد صدم مقتله مجتمع الميم عين.


* من هو محسن هندريكس؟

وُلِدَ محسن هندريكس في كيب تاون عام 1967، ونشأ في عائلة مسلمة متدينة، وعمل جدُّه باحثاً إسلاميّاً.


درس الدراسات الإسلامية في باكستان، لكن رحلته الشخصية أوصلته إلى مفترق طرق مع التعاليم التقليدية. في عام 1996، أعلن عن مثليته الجنسية، مما صدم المجتمع المسلم الأوسع في مدينته كيب تاون وأماكن أخرى. وكلفه ذلك منصبه كإمام، ووتَّر علاقاته الأسرية.


في العام نفسه، أسس منظمة تدعى الحلقة الداخلية The Inner Circle، وهي منظمة رائدة تدعم المسلمين من مجتمع الميم-عين. وكرَّس حياته للدفاع عن الإدماج والتفاهم داخل المجتمع الإسلامي.


أسس لاحقاً مؤسسة الغربة ومسجد الغربة، أول مسجد يؤكد على المثلية الجنسية في جنوب إفريقيا.


كان هندريكس يقول "كانت الحاجة إلى أن أكون أصيلاً وواضحاً أكبر من الخوف من الموت".


كما يولي اهتماماً لما كان يصفها "مهمته في تعزيز الإسلام الذي يركز على التعاطف".


وله العديد من المحاضرات التي تتمحور حول أهمية الحوار بين الأديان، والحاجة إلى معالجة قضايا الصحة العقلية والصدمات التي يواجهها أفراد مجتمع الميم داخل المجتمعات الدينية.


وقال في مؤتمر الرابطة الدولية لمجتمع الميم عين في كيب تاون العام الماضي: "من المهم أن نتوقف عن النظر إلى الدين باعتباره عدواً".


* ما هي ردود الفعل؟

وانتشر خبر مقتل هندريكس على منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع، وتفاوتت ردود الفعل على مقتله بين من رفض الفكرة وقال إنها "همجية" وبين من اتهمه بأنه "يحيد عن ثوابت الدين الإسلامي".


وكتب البعض أن مقتل هندريكس، يمثل حالة من عدم الوعي، بينما علق آخرون على الخبر بأن العالم غريب، معبّرين عن صدمتهم بوجود شخصية إسلامية لديها ميول جنسية وصفوها بـ"المختلفة".


واشتعل النقاش بين رواد التواصل الاجتماعي، ليمتد إلى نقاش حول الهوية الجندرية وعلاقة الدين في هذه المسألة.


ونشر دوفيك محمد زاهد، الداعية الجزائري المقيم في فرنسا، الذي أيضاً هو من مجتمع الميم عين، ولديه جمعية تُعنى بحقوق أفراد مجتمع الميم عين المسلمين في فرنسا، صورة لهندريكس وعلق عليها بآية قرآنية.


* ردود الفعل في الأوساط الدينية

أدان المجلس القضائي الإسلامي في جنوب أفريقيا، أحد الهيئات الدينية الرئيسية في البلاد، حادث القتل، في حين أوضح أنه لا يتفق مع هندريكس.


وقال المجلس في بيان "بصفتنا أعضاء في مجتمع ديمقراطي تعددي، يظل المجلس القضائي الإسلامي ثابتاً في الدعوة إلى التعايش السلمي والاحترام المتبادل، حتى في ظل وجهات النظر المتباينة".


وأدان مجلس علماء جنوب أفريقيا "عمليات القتل خارج نطاق القضاء" وحث الناس على عدم استخلاص استنتاجات حول الدافع.


من جهته أدان مؤتمر الرابطة الدولية لمجتمع ميم، حادث القتل ودعا إلى إجراء تحقيق شامل، خوفاً من أن يكون الدافع وراء القتل هو الكراهية.


أما منظمة الشمول والتأكيد (IAM)، وهي شبكة تركز على تحويل المجتمعات الدينية لتصبح أكثر شمولاً وتقبلاً للأشخاص من مجتمع الميم عين والمصابين بفيروس نقص المناعة، فقد أدانت مقتل هندريكس، ووصفته بأنه بطل شجاع في المجتمعات الدينية الشاملة.


وسلطت المنظمة الضوء على مساهماته، قائلة "حتى في وفاته، نحتفي بالإمام محسن لمساهمته الدؤوبة في بناء مجتمعات إيمانية شاملة".


وأعادت حادثة القتل إشعال المحادثات حول العنف ضد الأفراد من مجتمع ميم عين وخاصة في السياقات الدينية. ودعت جماعات الدفاع عن المجتمع في جنوب إفريقيا إلى حماية أقوى وحوار مجتمعي أوسع نطاقاً حول الشمول.