رفعت من مستوى تصعيدها العسكري باتجاه محافظة مأرب النفطية، الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وعدد من جبهات التماس في المحافظات الأخرى، وسط عمليات تحشيد متبادلة قد تعيد إشعال الحرب في البلاد بشكل واسع.
ومنذ إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتراجع عملياتها العسكرية الإقليمية، انكفأت ميليشيا الحوثي على التصعيد الميداني الداخلي، في محاولة لتحقيق اختراق يذكر نحو مدينة مأرب الاستراتيجية، التي تعدّ مركز انطلاق العمليات العسكرية الحكومية ضدها في شمال البلاد.
وتصدت قوات الجيش اليمني ، مساء أمس الأربعاء، لمحاولات هجوم جديدة للحوثيين على مواقع القوات الحكومية جنوب وشمال محافظة مأرب، وسط قصف متبادل بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة.
وأشار الموقع الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، إلى مقتل 2 من أفراد الجيش وإصابة 7 آخرين بجروح، خلال مواجهات اندلعت لإحباط الهجوم الحوثي في الجبهة الشمالية وقطاع "الأعيرف" جنوبي محافظة مأرب ، بموازاة هجمات عدائية أخرى في قطاع "محزام ماس" شمالي المحافظة، قبل أن تتصدى لها القوات المسلحة.
وعلى مدى اليومين الماضيين، شهدت محافظات تعز والجوف والضالع اعتداءات وهجمات حوثية على مواقع القوات الحكومية، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، تتوسع معها رقعة الخروقات التي قد تكسر حواجز الهدنة الأممية الصامدة حتى الآن دون إعلان رسمي.
* تجاوزات حوثية
وبحسب مراقبين، فإن التجاوزات الحوثية غير محمودة العواقب تهدد بعودة العمليات العسكرية على نطاق أوسع "في ظل رغبة الحوثيين بتمديد رقعة الحرائق الداخلية لتشتيت الجهود ومحاولة استباق أي عمليات عسكرية قد تطلقها القوات الحكومية بدعم دولي واسع".
وحذّرت تقارير دولية من مخاطر محتملة لطموح ميليشيا الحوثي، الذي قد ينعكس على الاستقرار الداخلي في اليمن ، وعلى مستوى المنطقة، بعد استغلالها للصراعات الإقليمية في التحول إلى لاعب عسكري في منطقة البحر الأحمر، وقدرتها على تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.
* توسع إقليمي
وذكر موقع "Geo Political Monitor" الاستخباري، أمس الأربعاء، أن استمرار التوسع الإقليمي للحوثيين "قد يدفعهم إلى ممارسة مزيد من السيطرة على الحيوية في اليمن، ما يعزز من مكانتهم كقوة مهيمنة في البلاد ويزيد من قدرتهم على المساومة في أي مفاوضات قادمة".
وكان مبعوث إلى اليمن، هانز غروندبرغ، قد أشار الثلاثاء الماضي في ختام فعاليات "المنتدى اليمني الدولي الثالث" المنعقد في عمّان إلى الخطر المتزايد للتصعيد العسكري الداخلي في اليمن، الذي ينذر بتفاقم المعاناة الإنسانية ويعيق جهود إحلال السلام.