كشف عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني، أحمد بخاشيش أردستاني، أن مضاعفة مخصصات الجيش في الميزانية الجديدة لعام 2025 بمقدار ثلاثة أضعاف لا تعني بالضرورة أن البلاد تستعد للحرب، لكنها قد تشير إلى استبعاد خيار المفاوضات من جدول الأعمال الإيراني.
وقال أردستاني في تصريحات صحفية، اليوم، إن زيادة مخصصات القوات المسلحة بنسبة 200% لا تعني حتمية نشوب حرب، لكنه أوضح أن “هذه الزيادة الكبيرة تعني أننا لن نتفاوض”، حسبما نقلت قناة “سكاي نيوز”.
* تحذيرات عسكرية وتصعيد في الخطاب
في سياق متصل، صرّح قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، أن إيران تعتزم تنفيذ عملية "الوعد الصادق 3"، محذرًا من أن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية سيشعل المنطقة بنيران لا يمكن السيطرة عليها.
وجاءت هذه التصريحات بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن إسرائيل قد تشن هجومًا عسكريًا على إيران إذا لم تتراجع عن برنامجها النووي.
* خامنئي: لا قلق من التهديدات العسكرية
من جانبه، أكد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أنه لا يشعر بأي قلق تجاه "التهديد الصلب"، وهو مصطلح تستخدمه السلطات الإيرانية للإشارة إلى الحرب المباشرة.
* تخصيص ربع صادرات النفط للجيش
وفقًا لمشروع ميزانية 2025، تخطط الحكومة الإيرانية لتصدير 1.75 مليون برميل من النفط يوميًا، مع تخصيص 420 ألف برميل منها للقوات المسلحة، أي ما يعادل 24% من إجمالي الصادرات اليومية.
وتقدّر قيمة النفط المخصص للجيش بـ11 مليار يورو، مقارنة بـ 4 مليارات يورو في ميزانية 2024، ما يعني أن الحكومة زادت إنفاقها العسكري بنحو ثلاثة أضعاف.
* استعداد للضربات وليس الهجوم فقط
وفي تصريح آخر، أوضح حاجي زاده أن الوضع الحربي لا يقتصر على تنفيذ الهجمات، بل يشمل الاستعداد لتلقي الضربات أيضًا.
وأضاف: "في الواقع، لم يكن القصف سيئًا بالنسبة لنا، لأنه جعل المسؤولين أكثر انتباهًا، وساهم في زيادة المخصصات العسكرية".
* خلاصة المشهد
تعكس الزيادة الضخمة في الميزانية العسكرية الإيرانية تحولًا في الاستراتيجية، حيث يبدو أن طهران تبتعد عن خيار المفاوضات وتستعد لاحتمالات المواجهة، سواء كان ذلك في إطار ردع الهجمات أو الاستعداد لتلقيها.