آخر تحديث :الجمعة-21 فبراير 2025-08:17م
من هنا وهناك

لماذا لا تضيء الشمس الفضاء؟

الخميس - 20 فبراير 2025 - 05:58 م بتوقيت عدن
لماذا لا تضيء الشمس الفضاء؟
متابعات

في الفراغ الكوني الشاسع، تتوهج الشمس بشدة، ومع ذلك، لا يرى رواد الفضاء من حولهم سوى هاوية مظلمة أبدية، وهنا يراودنا سؤال أساسي: لماذا رغم الشمس المشرقة يبدو الفضاء أسود؟.


وفقا لتقرير صحيفة “لا راثون الإسبانية”، فإن الجواب على ذلك ليس علميًا فحسب، بل يدعونا إلى التأمل في الطريقة التي ندرك بها الضوء والفراغ ووجودنا.


* ضوء الشمس.. مصدر لا ينضب للطاقة

وفسر العلماء ذلك اللغز بأن الشمس تصدر كمية هائلة من الطاقة في شكل إشعاع كهرومغناطيسي، وينتمي الكثير منه إلى الطيف المرئي، ضوؤه يسافر في جميع الاتجاهات، وكأنه كرة تشع في فراغ الفضاء، ومع ذلك، ومع توسع هذا الإشعاع، تقل شدته، فالجسم الذي يبعد عن الشمس ضعف المسافة التي تفصله عن الأرض لا يتلقى سوى ربع ضوئها.


وعلى الأرض، يعمل الغلاف الجوي كشاشة تبعثر هذا الضوء، مما يضيء السماء ويجعل كل شيء يبدو مشرقا وواضحا خلال النهار، لكن خارج الغلاف الجوي، في فراغ الفضاء، الوضع مختلف تماما، ولا يزال ضوء الشمس موجودًا، ولكن لا يوجد ما ينثره أو يعكسه، وهذا يفسر لماذا الفضاء أسود، على الرغم من وجود الضوء المستمر.


* دور الفراغ.. لا هواء لا انعكاس لا ضوء

تخيل أنك تقوم بتشغيل مصباح يدوي في غرفة مظلمة فارغة تمامًا، إذا لم تكن هناك جدران أو أجسام تعكس الضوء، فلن ترى سوى شعاع المصباح اليدوي والنقطة التي يسقط عليها، يحدث شيء مماثل في الفضاء، فالفراغ لا يحتوي على جزيئات تبعثر أو تعكس الضوء، كما يفعل الهواء في غلافنا الجوي، ولذلك فإن ضوء الشمس لا ينتشر بالتساوي في جميع أنحاء الكون، إنه ببساطة يسافر في خط مستقيم حتى يجد جسمًا يمتصه أو يعكسه.


على الأرض، السماء الزرقاء التي نراها أثناء النهار هي نتيجة لتشتت رايلي- حيث تبعثر الجزيئات في الغلاف الجوي الضوء الأزرق أكثر من الأحمر، مما يؤدي إلى اللون الأزرق المميز.


ويظهر كوكب المريخ، الذي يتمتع بجو أرق وأكثر غبارًا، سماء رمادية محمرة، أما القمر، من ناحية أخرى، فلا يوجد لديه غلاف جوي، وسماؤه سوداء تماما، حتى في وضح النهار.


وعلى الرغم من الظلام الظاهر، إلا أن الفضاء مليء بالضوء، إذا نظرت مباشرة إلى الشمس، فإن وهجها سيبهر البصر، حتى في الفضاء الخارجي، ولكن بقية الكون يبقى أسود لأنه لا توجد أجسام تعكس ذلك الضوء إلى عينيك.


عندما نرى صور رواد الفضاء أو الأقمار الصناعية المضيئة، ما نراه هو كيفية انعكاس ضوء الشمس عليها، وليس سماء مضاءة مثل التي نراها على الأرض.


وتفسر هذه الظاهرة أيضًا سبب فعالية التلسكوبات الفضائية مثل هابل، حيث إنها قادرة على التقاط ضوء النجوم والمجرات البعيدة دون تدخل الغلاف الجوي للأرض، ولكنها تحتاج إلى الإشارة مباشرة إلى مصادر الضوء تلك لالتقاطها.