آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-07:29م
ملفات وتحقيقات

أزمة الغاز المنزلي.. معاناة متجددة مع اقتراب شهر رمضان

السبت - 22 فبراير 2025 - 10:26 ص بتوقيت عدن
أزمة الغاز المنزلي.. معاناة متجددة مع اقتراب شهر رمضان
تقرير/ بشرى الحميدي

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يواجه سكان مدينة تعز أزمة جديدة تُضاف إلى سلسلة من التحدّيات والمعاناة اليومية، التي يواجهونها، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها البلاد.

يقول أبو أحمد (أحد سكان مدينة تعز): "أبحث منذ أيام عن أسطوانة غاز، ولم أتمكَّن من العثور عليها في أي مكان، قد يتساءل البعض لماذا لا نستخدم بدائل، لكننا هنا في تعز لا نملك رفاهية اختيار البدائل؛ بسبب الوضع الاقتصادي الصعب".

أبو أحمد ليس وحيداً في معاناته، فقد أصبح تأمين أسطوانة غاز في المدينة تحدياً حقيقياً، فأسعار الغاز، التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في السوق السوداء، وعدم توفّر الكميات الكافية في المحطات الرسمية، يعمِّقان الأزمة. ومع دخول شهر رمضان، الذي يزداد فيه الطلب على الغاز، يزداد الوضع تعقيداً.

- أسباب الأزمة

يقول وكيل نائب رئيس اللجنة الإعلامية في نقابة مالكي وكالات الغاز بتعز، محمد العزي الصبري: "إن قلة الإنتاج في صافر، وعدم تعبئة المقطورات بالديزل الحكومي، يفاقمان من الأزمة، بالإضافة إلى وجود الطرمبات العشوائية، وتوقف بعض المحطات عن العمل؛ بسبب تأخّر دفع المستحقات لشركة صافر".

في وقت يشهد فيه قطاع النَّقل والتوزيع العديد من المعوِّقات، يجد سكان مدينة تعز أنفسهم في مواجهة أزمة غاز منزلي متجددة مع اقتراب شهر رمضان.

تزداد الصعوبات التي تُعرقل عملية التوريد، في ظل ضعف إدارة التوزيع وارتفاع الطلب على الغاز، ممّا ينعكس سلبا على الحياة اليومية للأسر.

يقول الصحفي الاقتصادي وفيق صالح: "واضح أن تجدد أزمة مادة الغاز المنزلي في مدينة تعز، مع قرب شهر رمضان، يعود إلى عدة عوامل وأسباب رئيسية".

يضيف: "من أبرز هذه العوامل زيادة الطلب على الغاز المنزلي؛ نتيجة استهلاك الأسر المتزايد للطهي، وإعداد الوجبات اليومية في هذا الشهر الفضيل، ممّا يؤدي إلى نقص في المعروض".

يتابع صالح حديثه": "هناك مشكلة كبيرة في عملية النقل البري للغاز من صافر إلى مدينة تعز، حيث تعيق التقطّعات القبلية وصول شاحنات الغاز في الوقت المناسب، ممّا يزيد من تفاقم الأزمة".

ويوضح: "سوء إدارة توزيع كميات الغاز المنزلي من قِبل القائمين على شركة الغاز في تعز يُساهم بشكل واضح في هذه المشكلة"، مشيرًا إلى أن "غياب الخزانات الإستراتيجية لمادة الغاز في تعز يُعد أحد العوامل الأساسية التي تؤدي إلى اختناقات وأزمات حادة".

ولفت إلى أن "وجود هذه الخزانات كان سيُساعد في تلافي هذه الأزمات، وضمان توافر الغاز بشكل مستمر".

وفي ختام تصريحه، أكد الصحفي وفيق صالح أنه "لحل هذه الأزمة، من الضروري أن تعمل السلطات المحلية على تحسين سلسلة التوريد، وزيادة المخزون، بالإضافة إلى توفير بدائل مؤقتة لضمان تلبية احتياجات السوق بالشكل المطلوب."

- مراقبة الأسعار

مع تزايد الطلب على الغاز المنزلي في محافظة تعز، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، أصبحت أزمة توفّر المادة من أبرز التحدِّيات التي تواجه المواطنين، في ظل هذه الظروف.

يقول المهندس بلال القميري (مدير فرع شركة الغاز بتعز)، : "المحافظة شهدت وصول كميات كافية من الغاز، حيث بدأت عمليات التوزيع للمحطات والوكلاء في المدينة والرِّيف منذ يوم الأربعاء الماضي، وحتى اليوم الخميس".

وأوضح: "سبب تأخير بعض الشحنات كان بسبب قطاعات قبلية في محافظة أبين، حيث تم التعامل معها، والإفراج عن المقطورات".

وطمأن القميري المواطنين بأن "كميات الغاز المتوفرة كافية، ولا توجد أزمة من المصدر"، داعيا إلى "عدم الهلع أو التدافع خاصة مع اقتراب الشهر الكريم".

وأشار إلى أن "هناك جهودا مستمرة من الشركة لتوفير الغاز للمواطنين، بالتعاون مع السلطة المحلية والشركة اليمنية للغاز، بعيدًا عن الضجيج الإعلامي".

وحذّر القميري من التلاعب بأسعار الغاز من قِبل بعض الوكلاء أو المحطات، ودعا إلى الالتزام بالسعر الرسمي.

وأكد أنه "سيتم مراقبة عمليات التوزيع، والتأكد من تطبيق الأسعار المعتمدة من خلال مندوبين من الشركة"، مشيرًا إلى ضرورة تعاون المواطنين، الناشطين، والإعلاميين للإبلاغ عن أي مخالفات.

واختتم القميري تصريحاته بالإشارة إلى أن "عمليات التوزيع ستستمر يوم الجمعة، حتى تلبية احتياجات المواطنين بالكامل".

تظل أزمة الغاز المنزلي في تعز، مع قرب شهر رمضان، تمثل تحدّيا كبيرًا للمواطنين الذين يعانون من ارتفاع الأسعار، ورغم تأكيد الجهات المعنية على توفّر كميات كافية، فإن التحدّيات اللوجستية والإدارية ما زالت تُعيق الوصول إلى الحلول الفعّالة.