آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-11:29ص

اكتوبر الذي نريد!

الجمعة - 14 أكتوبر 2016 - الساعة 07:51 م
وضاح الاحمدي

بقلم: وضاح الاحمدي
- ارشيف الكاتب


 

إن الحديث عن ثورة ١٤ أكتوبر المجيدة ، في ذكراها الـ ٥٣ ، يعني بالضرورة الحديث عن ماهية الثورة العظيمة ، التي نقلت مجتمع بدائي من مأزق تقليديته إلى ، رحاب حداثة الدولة الأنموذج في إقليمها العربي - جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - حيث الدستور والقانون هو سيد الجميع ، وحيث التعليم الإلزامي والتطبيب المجاني ، والقضاء العادل والنزيه والجيش المحايد والقوي ، والكادر المؤهل مدنياً وعسكرياً ، والمعيشة الكريمة والمواطنة المتساوية ، والشعب العامل والمنتج ، والنظام المالي والإداري المحكم ، والرجل المناسب في المكان المناسب ، وقبل كل تلك العظائم ، القيادة الوطنية الرشيدة ، وفي ذلك فليحتفل المحتفلون .

من الأهمية بمكان أن تتداعى جموع الشعب الى " خور مكسر " في حالة شعبية نادرة ، كتعبير صادق عن تبجيل اكتوبر وعن تضامنها مع طموحاتها العظيمة ، لكن الأهم من ذلك ، هو أن يرافق هذا الطموح ، معرفة جيدة بأكتوبر " الدولة " وكذا بمستجدات الحياة السياسية على مستوى المحلي والخارجي ، ومدى التغيرات التي طرأت على الصيغة الديموغرافية والقناعات الثورية ، للمجتمع الجنوبي خلال الفترة مابين الستينيات وما بعد الألفية الجديدة ، وعلى القيادة السياسية اليمنية والجنوبية بخاصة ، أن تأخذ هذه التغييرات بعين الإعتبار ، ذلك أنها الخارطة الجديدة التي تهتدي بها دول العصر الحديث ، ولا مناص منها ، كما ان الواجب الوطني المقدس الذي يجب على كافة القوى السياسية الجنوبية أن تشّرع في تنفيذه فور الإنتهاء من مليونية الإحتفاء ، هو البدء بالعمل الفعلي والصادق لإنجاح فكرة الحامل السياسي للحق الجنوبي العادل ، وسبر أغوار الفكرة
، وفي المقدمة إعادة صياغة الوعي الجمعي الجنوبي بما يمكنه من تقبل الآخر ، وفرض ثقافة تسمح للفرد بالمشاركة في النضال من اجل تحقيق طموحات شعبه ووطنه ، بعيداً عن الإستناد الى القناعات السائدة وخلافات الماضي القريب والبعيد .

والحق أقول لكم ، ان العمل على قاعدة " أذهبوا فأنتم الطلقاء " ، وتشذيب السلوك الثوري السائد ، فضلاً عن اعادة ترميم الثقة لدى " الطلقاء " وصقل روحهم الوطنية المطمورة ، لهو الهديان الحقيقي للخروج من مأزق التوهان الذي نعيشه ، وأن مخالفة هذه القاعدة لهي الخطيئة بحد ذاتها ، والمسمار الأخير في نعش طموحاتنا المنهكة .

ختاماً .. توفر الشروط السالفة ، في الدولة المنشودة أكانت إتحادية أم جنوبية بحتة ، أمر جوهري وأساسي لا نقاش فيه ، وبرهنة واقعية بأن صوت المليونيات الهادر تم سماعه وأستجيب له ، وغير ذلك ، يعني متاجرة بأحلام البسطاء لا أقل ولا أكثر .