آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-11:47ص

(الدين المعاملة)

الأربعاء - 10 مايو 2023 - الساعة 12:00 ص
أحمد سالم شيخ العلهي

بقلم: أحمد سالم شيخ العلهي
- ارشيف الكاتب


كلمتان لهما مدلول ومعنى، اكبر واشمل، في حياتنا اليومية.
فالقول ماايسره، والفعل مااعسره كما يقول الاجداد.
فصدق من لاينطق عن الهوى حين قال ذلك..سيدنا، وحبيبنا وقدوتنا، نبي الرحمة المهداه من رب العالمين عليه أفضل الصلاة والتسليم.. 
فالدين الأسلامي منهاج عقائدي،وتربوي يرشدنا نحو التوحيد، والإستقامة، والورع والتقوى، والرحمة.وكل معنى وفعل جميل وحميد.
اسلامنا يحتم علينا.. أن نترجم اقوالنا افعالا..ونمارسه سلوك يومي في حياتنا. مابقينا في هذه الحياة الفانية..
ومن خلال معايشتنا لواقع اليوم، للاسف نرى العجب العجاب في مجتمعنا..

ومايحز في النفس، ويستفز البسطاء من الناس، ان ترى شيوخ اليوم، ذو اللحى المدببة وهو يترجل من تلك السيارة الفارهة، ومحاطا بمجموعة من  اتباعه، ورائحة العطر الفاخر تفوح من ملابسه.. ومظاهر النعمة، والترف ظاهرة على محياه واضحة جلية، وضوح الشمس في كبد السماء.. 
يعتلي المنبر، ويزعق، وينعق ويعطي الدروس،  والمواعظ في الصبر على الجوع، والمرض، وان يطلقوا الدنيا الفانية وجزاهم الجنة. 
الكلام صحيح ومنطقي، ولكن عندما يكون من شخص يعيش نفس المعاناة، فهنا يكون له قبول حسن عند الناس. 
لكن المعيب والمستفز، ان تسمع الكلام الطيب هذا من شخص لايعيشه واقع ملموسا ابدا. 
يمتطي افخر السيارات، ويمتلك افخم البيوت. ويعيش في بحبوحة من العيش الرغيد.. 
فهذا الاستفزاز بعينه.
اين نحن من ابي القاسم صلوات الله عليه..واين نحن من صحابته الاخيار رضوان الله عليهم. 
قول لايتبعه عمل مقت، واستفزاز، وقهر لمشاعر المحتاجين والبسطاء.
نحن هذه الايام نعيش في وضع سيئ. كم من الجواعى، والمشردين، والمرضى، يعيشوافي فاقة، وعوز، وكم تتالم  وانت ترى دمعة رجل قهره الزمن، وجار عليه الوقت. وام ثكلى باكية ناحبة، وطفل يأن من الجوع والالم..
هنا بالذات تتجلى المواقف السامية، من اصحاب الهمم العالية، في ترجمة( الدين المعاملة) الى واقع معاش وملموس على الواقع في سد رمق جائع، او كسوةعريان، اوعلاج مريض، او ماوى لمشرد..
نسال الله ان يؤلف بين القلوب، ويزرع المحبة، والرحمة، في قلوب الميسورين من ابناء الوطن نحو إخوانهم المحتاجين.
وفق الله لكل خير ، ونسال الله ان يرفع البلاء، والغلاء والوباء، ويجعلنا ممن سمع القول واتبع احسنه،  ويهدي الجميع لما يحب ويرضى....!


بقلم /أبو معاذ..
أحمد سالم شيخ العلهي.
فرعان موديه