آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-11:47ص

إعادة بناء اليمن..خريطة الحلول.

الأحد - 28 يوليو 2024 - الساعة 09:47 م
د.باسم المذحجي

بقلم: د.باسم المذحجي
- ارشيف الكاتب


اليمن دولة تتهاوى، وبالتالي يتوجب إعادة تعريف مشاكلها ،وتقديم خريطة حلول بناء فهم المشكلة الرئيسية ،ثم المشاكل الفرعية ،ثم نحدد أولويات المعالجة.

المشكلة الرئيسية هي في التصميم الجيوسياسي الجديد، والتي اتخذت شكلين، فالأول مشكلة" مقننة" ذات بعد ديني أيديولوجي يتبناه الحوثيون ،والثاني "غير مقننة" يعتبر اليمن وطن مؤقت ،ويناشد باستعادة الجنوب العربي التي انتهت 1967، ويومها لم تكن حضرموت ويافع والمهرة جزء منها.

والمشاكل الفرعية في استراتيجية الحوثي في أطالة الأزمات، وفقدان الشرعية السياسية لمعظم الفاعلين على المشهد اليمني، وعدم حل الأزمات بل الأمساك بخيوطها ،وإدارتها لأن المعالجة تعني العودة لصناديق الانتخابات ،وترك السلاح.


لذلك تمزّق المجتمع اليمني و انزلقت البلاد إلى حرب أهلية مدمرة،وحاولت القوى الإقليمية والدولية المنقسمة بدورها ،والمتنافسة فيما بينها البحث عن نفوذ لها وموطئ قدم لها باليمن الجديد" الجديدة"؛ لكن هذه القوى، سرعان ما جعلت من اليمن ميداناً للحروب بالوكالة بين القوى الإقليمية، العربية أساسًا.

والآن نطرح أسئلة تمس المشكلة الرئيسية:

كيف يمكن تفكيك الجذور الدينية والعسكرية للحوثيين؟
كيف يمكن وقف دعوات الفوضى والانفصال في اليمن؟
كيف توقف تصفية الحسابات الأقليمية في اليمن؟
مالخطوات التي قد تخلط أوراق الصراع في اليمن؟
ماهي الملفات المفخخة في اليمن؟
كيف يعيداليمنيين ترتيب اوراقهم؟
وأخيرًا ؛ هل اليمن تغير ام العالم من حولنا تغيير؟


يرى العالم بأن النظرة الأولى عن اليمن بأنها تصدر الإرهاب، ولاتوجد آليات لفض النزاعات الداخلية ولا بالعصيان مدني، بل أنها مرآة الصراع على النفوذ والموارد.



وكذلك تذهب نظرة العالم من حولنا أن هناك مشكلة كبيرة لم تنال حقها من الدراسة وتسليط الأضواء ،وهي أن الصراع الجاري في اليمن ليس صراعاً مذهبياً، بقدر ما هو صراع سياسي تستخدم فيه كل الأدوات السياسية، والإعلامية ،والاقتصادية، والعسكرية ،والمذهبية لمنع الحوثي من تولي مقعد القيادة، و لذلك ترتسم في الصراع الجاري ملامح التكتل اليمني الجديد ـــــ يضم خليطاً غير متجاتس تمثل أطراف لملء الفراغ السياسي، وطرف في لعبة التوازنات في الساحة اليمنية.

وتدخل ضمن نظرة العالم كيف اتخذت واشنطن من العداء لإيران ذريعة لتحقيق أهداف داخلية خاصة بالشعب الأمريكي حيث ضرورة خلق عدو دائم، وأخرى خارجية تتعلق بالمصالح الأمريكية والهيمنة في الشرق الأوسط،وبالتالي موارد الطاقة في الخليج واليمن والقرن الأفريقي والبحر الأبيض المتوسط هي كلمة السر.







لا شك في أنَّ الإجابة عن كل سؤالٍ من هذه الأسئلة ،هي فرضيات قائمة بحد ذاتها على أن تهديدات كبرى تبقي على الأزمة اليمنية مشتعلة، الأول سياسي هو فرض الميليشيات لمعايير وحقوق المواطنة التي تلائمها على حرية تقلد اليمنيين للمناصب وشغر مراكز الإدارة العامة، والثاني عسكري وهو احتكارها حصريا للسلاح والعنف، والثالث اقتصادي وهو سيطرتها على النقد الأجنبي وتجارة العملة ،وفرضها للإفلاس الفني على البنوك، وتدميرها لشبكة الأسواق الوطنية.


متى نستشعر المأساة؟، متى نبحث عن أسباب سقوطنا في اختبار اليوم والآن في اختبار اللحظات الحاسمة. لا أقول أن الوقت حان، بل أقول أن الوقت فات كثيرًا وكثيرًا وإذا لم نمسك بآخر الخيط، رغم كل الأسف، فإن خارطة رسم اليمن الجديد جاهزة للطباعة، وما يحدث هنا وهناك من السهل وضعه على طاولة واحدة وربطه بعضه ببعض لا نقرأ الصورة الكاملة.. ولكن ما يقرأ ومن ينتبه.




كم لاشك في أنَّ الإجابة عن كل سؤالٍ من هذه الأسئلة هي الترجمة العكسية لما يحدث في لليمن بدحر التصميم الجيوسياسي لليمن برمته بمافيها دعوات الانفصال. وأن نعمل حالياً على تفكيك استراتيجية استعراض القوة الإيرانية. وللفوز في الصراع، بدلا من الفوز في الحرب ضد إيران، لا بد من مواجهة البعد الديني الإيديولوجي للصراع، وإعادة هندسة الروابط بين اليمنيين بفك الدين عن السياسة ،وأهم دواء هو عدم التعامل مع الجمهورية اليمنية بأنها وطن مؤقت للجنوبيين خصوصًا أن من يقود فكرة استعادة الجنوب العربي جيل السبعينات، والثمانينات، والتسعينات، والألفين، وهؤلاء لاوجود لهم بالأصل في الستينات أيام سلطنات الجنوب العربي.


باحث إستراتيجي يمني.*