آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-12:08م

المعادلة الصعبة

الجمعة - 06 ديسمبر 2024 - الساعة 02:18 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب



في أن واحد ومن جهات واحدة يمارس ضد الشارع أساليب الترغيب والترهيب والضغط و الانفراج النسبي

ثم معاودة الضغط إلى جانب التهميش والتجاهل وإظهار عدم المسؤولية تارة وعدم القدرة وأخرى عدم العلم بالشيء إلى حد الجهل.

ومع كل تلك الممارسات اتباع سياسة قياس درجة الغليان بعد ظهور تاثيرات الفوران وارتفاع حالة التوتر والشروع في معالجات اسعافية وقتية الغرض منها التهدئة وامتصاص حالة الغضب فقط دون الرغبة في ايجاد الحل ولو كان في المستطاع

لكن كل تلك الممارسات المشوهة التي تمارسها القيادات المؤتلفة والمختلفة على الشارع وسير الأمور نحو المجهول لم تعد تنطلي على المواطن الذي بات على علم يقين بضعف القيادة وعدم امتلاكها القرار في تخطي قرارات الأقليم وقرارات الكيان الدولي العميق الذي بات دوره يخيم على كل مجريات الحياة في دول العالم الثالث ولا سيما بلادنا من فرض حالة الحرب أو اللا حرب أو إبقاء الوضع عائم بين الأمرين أو على حد تعبير الأغنية الشعبية لا تشلوني ولا تطرحوني.

وكل ذلك التقييم ليس مجرد تنجيم أو توقعات بل هو استقرأ لواقع بات ملموس فالحرب المشتعلة والتي اشعلت هنا وهناك في أقطار العالم الثالث لم تنطفئ ولم تندمل الجراح بل كلما خمدت نيرانها تجددت الشرارة كما هو حاصل الأن في القطر السوري فلا نظام جائر يسقط ولا مقاومة تنتصر إنما تبقى الرحى دائرة و النيران متقدة ولو حتى من تحت الرماد.

كل تلك القوى التي تمثل الكيان العميق للدول الاستعمارية هي وحدها الممسكة بحجري الرحى كلما خف ضجيجها اشعلتها ودفعت بحجر الرحى للدوران.

وهي في ذلك تحقق المعادلة الصعبة وفق سياستها في إشاعة حالة عدم الاستقرار وحفظ توازن الحرب واللاحرب

والإمساك بزمام الأمور من بعيد والإشارة بعصاها السحرية المال والمصالح والنفوذ والقرب من كل الأطراف التي تتنافس في الميدان بدعم متوازن حسب المصلحة وشروط استمرار النزال دون هوادة أو فتور.

لم تفقد القوى الاستعمارية العميقة قدرتها على حل المعادلات الصعبة في تحقيق استمرار وجودها وفي خلق كيانات جديدة وقوى تلعب وتخوض النزال واستبدال أطراف بأطراف وتغير ملاعب النزال ومواقيته من فلسطين إلى سوريا إلى اليمن إلى السودان فالعراق ودواليك.

عصام مريسي