لكل تجمع و ائتلاف مقومات ودواعي لابد أن تجتمع لنجاح الأتحاد واستمرار التوحد و الدمج التام حتى يصل العمل الأتحادي نحو اكتمال ويحافظ على ديموته الأبدية ولعل من أبرز تلك الدواعي التي لا مناص عنها في توطيد الأتحاد الدواعي الأجتماعية و السكانية و والانتماء القبلي والجذور القومية فكلما كانت الفئة الأنسانية تعود إلى نفس الجذور القومية كانت اللحمة أسرع تحقيقا خاصة وأن هذا العامل يجمع الفرد في انتماءات أسرية و امتزاج إنساني من خلال الأسرة والعائلة والقبيلة ويكون أسرع العوامل لإذابة الفوارق الأجتماعية.
ومن الدواعي الملحة لتكوين الإتحاد المرجع الديني والمذهبي الذي يكون العون في تسريع التلاحم والوقوف تحت مظلته لإنجاز التوحد مما يجعله سببا في نزع فتيل الخلاف والاختلاف.
ولعل الداعي السياسي والحزبي والالتحاقات التنظيمية هي أكثر العوامل المثبتة للعمل الأتحادي وهي في ذات الوقت أسرعها في تفكيك اللحمة الأجتماعية والدينية وحتى الجغرافية والقومية إذ الاختلافات بين التنظيمات والكيانات السياسية دائما تسعى في تفكيك أي إتحاد ولو تحققت له كل الشروط و الدواعي القوية وذلك لما ينشأ من خلافات سياسية حزبية تشوبها المصالح الخاصة و الفئوية لجماعات داخل الأحزاب تقود كل الأتحادات نحو التمزق والتشرذم والأنهيار.
وهذا ملاحظ في كل الأتحادات التي قامت قديم او جديدا رغم توافر الكثير من العناصر و الدواعي لتلك الأتحادات والتي تكفل لها والاستمرار الديمومة والبقاء إلا إن النزاعات السياسية والحزبية تكون كفيلة بهدم معول الإتحاد ناهيك إذا توافرت اجتمعت عوامل أخرى واهتزت بعض الدواعي و الركائز للاتحاد
عصام مريسي