آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-11:47ص

الوطن ينزف

الخميس - 19 ديسمبر 2024 - الساعة 02:54 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب



على كامل الرقعة الممتدة بين القارتين اسيا وافريقيا يتدفق النزيف حتى تجاوز الحدود وطفحت الجراح حتى غدت بارزة وسمة تميز كل أقطار الوطن العربي دون تمييز وحتى الأقطار التي لم تظهر جراحاتها فهي تأن مستخفية تحاول لملمت الجراح لكن أنينها يسمع ذبذبته كلما انصت العالم لبرهة ليقف على أن الوطن العربي برمته أصبح بؤرة الم لا تنضب دموعها المريرة ولا تندمل جراحاتها النازفة أبدا.

كيف لا وهذا اليمن تتنازعه الأهواء وتجرفه التيارات هنا وهناك ليبقى واقفا حائرا بين الحرب والسلام لا يسكن له حال يغدو بين الوحدة و الانفصال لا ينال منهما منال يتقدم خطوة نحو الانعتاق والقفز من طود العبودية والتشرذم والإقتتال ليتراجع خطوات حتى يقع تحت الأغلال والقيود و يطأطئ للذل والانكسار وهذا ليس بكلام لتحرير مقال فالواقع يستقرء ما يدور على الساحة من أكثر من عشر سنوات سجال بين الحرب والسلام بين الخضوع والتحرير بين الفاقة والجوع وتردي الأوضاع وأجهزة وقيادات عاجزة عن تقديم ابسط الحلول لأبسط المعضلات قيادات بين الإقامة والترحال أنه وطن يغص بالمأسي والجراح ومواطن أرهقت الحرب الوهمية التي طال أمدها وتعاقبت سنواتها لتتحول إلى أسطورة وخرافة تعجز عن حلها الألباب الحكيمة والعاقلة.

وليس ببعيد عراق العرب ينزف فرقة اجتماعية ودينية وصراعات مذهبية وتعاقبت حكومات لا تنفك من الولاء للخارج الذي أصبح المتحكم بواقع البلاد ومصيره.

وسوريا التي أغرقت عمدا في بطش النظام الحاكم ولم تنفك منه إلا نحو النزاع واختلاف الثائرين في الرؤى لتبدأ شرارة الخلاف والاختلاف.

وفلسطين التي تقف وحدها في مجابهة العدو مع قوى التثبيط من الداخل قبل الخارج وهي تنظر إلى الأخوة عل ما أصابها يدفعهم لتقديم يد العون ولو بكلمة منصفة والوقوف معها في صف واحد في مجابهة الأعداء الذين تكالبوا عليها وهي في كل يوم تزف عشرات ومئات الشهداء من أجل الوطن.

وليس ببعيد مصر التي في خواطرنا يشقها استبداد الحكم وتهميش المواطن وتسلط النظام العسكري الذي يحاول النأي عن هموم الوطن العربي عامة بعد أن كانت مصر هي الحاضن لكل قضايا الوطن العربي

وفي ليبيا الأختلاف والصراع وانتشار السلاح وتدخل القوى الاستعمارية ودعمها للقوى المختلفة لتعزيز الصراع وإذكائه حتى تبقى نار الفتنة مشتعلة وتستمر الحرب.

وبالقرب من ليبيا من جهة الجنوب السودان تنزف صراعات القبلية و الفئوية والعشائرية وتسلط المصالح في حرب عبثية لا تحقق إلا مصالح من اشعلوها.

وهكذا باقي دول المغرب العربي يعتصر ها مخاض عقيم يكاد يودي بها نحو الفتن والحرب.

وفي خليجنا العربي جنح العقل بعيدا عن الحكمة وهو يخفي رغبته في الانفلات عن هموم الوطن العربي و الانسلاخ من اللحمة العربية نحو العولمة تاركا هموم العرب للعرب .

فهل يستيقظ القادة والزعماء وتستفيق الأمة من سباتها وتدرك ما يخطط لها وتنتفض على ذاك الواقع الذي تحاول قوى فرضه عليها وسوقها نحو مصارع الهلاك وهي تنظر إلى ما يحصل بعجب وتتشوق للمزيد من الانهيار لها.

عصام مريسي