آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-11:47ص

الفاقة

الأربعاء - 25 ديسمبر 2024 - الساعة 12:56 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


قد بلغ بالمواطن في الرقعة اليمنية جنوبها وشمالها بعد مرور العشر السنوات العجاف الحاجة التي تجاوزت حد الجوع وإن صح القول التجويع والتركيع لهذا الشعب العزيز لاسباب معلومة وأخرى غير معلومة إلى حد الفاقة وهي الحاجة الشديدة لأبسط مقومات الحياة حتى أصبح المواطن لا يجد من يعينه على أعباء الحياة فالجميع في الهم سواء.

ولا يخفى على بعيد وقريب ما يعانيه الموظف في القطاعين المدني والعسكري من استخفاف بحقوقه ولعل أهم هذه الحقوق تقاضيه راتبه وأجرته بصورة منتظمة فقد انتهجت جماعة الحوثي حرمان الموظفين من حقهم في الحصول على رواتبهم الشهرية حتى حولتها إلى استحقاقات موسمية في حين أن الصف الأول من القيادة المسيرة بيد السيد تغص في الثراء الفاحش والعبث غير المبرر بالمال العام وفي وقت غير بعيد تابعت القيادة الشرعية في المحافظات المحررة أسلوب سابقتها في العبث بحقوق الموظف من خلال تأخير صرف رواتبهم لأكثر من شهر ناهيك عن فقد الراتب لقيمته بتدهور قيمة العملة في مقابل العملات ذات السيادة الدولار والريال الأجنبي في مقابل الريال المحلي.

لهذا تحول الموظف وشرائح أخرى من المواطنين إلى أصحاب حاجة ماسة حتى دخلوا في حالة حرجة منها أوصلتهم إلى الفاقة والعوز وانقطاع يد العون وامتناع أصحاب المحال عن منحهم حاجاتهم وأسرهم من المواد الغذائية والعلاجية تحت بند الٱجل ورفع شعار الدين موقف لأن الراتب لم يعد منتظم ولم يعد راتب شهري وانما تحول إلى راتب موسمي.

وفي أثناء تعرض المواطن لهذه الموجة العارمة من الفاقة تقف القيادات المارقة في الشمال وهي تتخبط تحت شعارات واهية لا اساس لها وهي بعيدة عن القومية والوطنية مدعية مناصرتها للشعب الفلسطيني وهي تذيق المواطن مرارة العيش في سبيل تحقيق سياسة ايران في الشرق الأوسط وقيادة في الجنوب عاجزة عن اتخاذ القرار في تحرير البلاد غير قادرة على أن تملك زمام القرار تترقب الحل من الخارج تاركة الأمور تسير على الغارب .

والمواطن وحده من يدفع الثمن تشتد الأزمات وتتوالى وهو يخوض حرب ضروس مع الفاقة التي ارهقته وحرمته ابسط مقومات العيش الكريم.


عصام مريسي