أيام قلائل وينطوي العام ٢٠٢٤م بكل ما فيه من سلبيات وايجابيات وقصور واهمال ويقبل العام ٢٠٢٥ بصفحات بيضاء ناصعة ليفتح كتاب لتاريخ جديد تاركا مهمة التدوين لحملة ريادة القيادة وكل من سيكتب له دور التسجيل في سجل العام الجديد يقول لهم ماذا أنتم صانعون؟
فالأمر جلي والخطر واضح والتردي و الانحطاط في التدبير وتسيير عجلة القيادة لا يتنازع أثنان عليه في أن دفة القيادة والتوجيه قد فقد السيطرة عليها أو أنه لم يتمكن من الإمساك بها او انها لم تمنح الفرص للسيطرة عليه ومحاولة التوجيه.
اخفاقات العام الماضي والتي هي موروث تراكمي لسنوات عجاف مع تزاحم الاخفاقات والفشل واظهار عدم القدرة منذ أعوام طويلة متمثلة بفشل المشروع الاتحادي للوحدة الذي تحول إلى سيطرة وتهميش للاخر تم ما تلاه من ربيع اقبل في خريف الوطن وتسلق على دفة جناحية اصحاب المشاريع الضيقة والأهداف الملوثة بالمصالح المشبوهة لبعض الأحزاب التي تدعي الوطنية والقومية وهي تخفي العمالة والخيانة وارتباطها بمشاريع مرتبطة بكيانات تصنف الأوطان تصنيف مذهبي طائفي ديني من منظور ضيق يعبر عن ولاءات تلك الجماعات واقتناعاتها المزعومة التي لات تخدم إلا مشاريعها الضيقة
فهل العام تستبعد تلك العناصر التي أصبحت موسومة باغراق الوطن في مزابل الصراعات والفتن وعدم التهاون في محاسبتهم على أخطاء هي جرائم ارتكبت في حق الوطن والمواطن.
وفي ملف الخدمات العام المنصرم أو الذي أوشك أن ينصرم لم يقدم أية بشارات لانفراج الازمات بل تفاقمت الأزمات القائمة في ملف الكهرباء المياه والتوظيف والفساد الذي بات يمارس علنا جهرا نهار والتدهور الأقتصادي ليضيف أزمة في الرواتب واهمال مشاريع كانت ترفد الأقتصاد فأبوابها اغلقت دون تبرير مصافي عدن موانئ الجنوب ومطاراتها ومصانع كانت تستوعب أياد عاملة وكان يكفي أن يكون انتاجها يغطي رواتب موظفيها والميزانية التشغيلية لها لكن يد العبث الممنهجة وصلت اليها وسلبت كل مقومات الاستمرار لغلق أبوابها ويتحول العمال إلى بطالة مقنعة وظاهرة وهم يقفون في صفوف المعوزين ينتظرون وصول رواتبهم التي اصبحت منح تأتي من دول الجوار وهو لا يكفي للعيش في أضيق الأحوال
فهل العام المقبل يبدأ بحلحلة تلك المشاكل وازاحة تلك المعضلات وتقديم الحلول أو حتى البدء في مباشرة الحلول.
ومما طغى على العام الماضي من المشكلات تعدد القوى العسكرية وتشتت قياداتها وولاءاتها وانتماءاتها وتشابك اختصاصاتها حتى اختلط الحابل بالنابل وأصبحت تمارس وظائف تنفيذية وعسكرية وقضائية .
٢٠٢٥م على الأبواب لتبدأ القيادة التصحيح ومحاولة الخروج من منزلق عنق القارورة الذي أدخل البلاد في متاهة التهميش والتردي والتدهور والانحطاط على مختلف الأصعدة المعيشية سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى في السياسة الدولية.
عصام مريسي