أن ينعم أهل غزة رجال ونساء وأطفال وشيوخ بالأمن ليعودوا إلى منازلهم وحياتهم اليومية المألوفة وتحقيق قدر من الاستقرار لهم لا ينفي استمرار المقاومة والمطالبة بالحقوق وعودة كل ما سلب منهم وحازه المحتل دون وجه حق .
فالمقاومة مستمرة وهذا لا يتنافى مع ما توصل إليه الاتفاق بين حماس والكيان الأسرائيلي برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية.
الاتفاق ينهي حالة الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023م بانطلاق طوفان الكرامة الذي كان من أهدافه وضع حد للعدوان وانتهاكاته العدوانية التي كان يمارسها تجاه الفلسطينين منطلق من ما كان يظنه أنه الممسك بزمام الأمور وأنه صاحب القوة والغلبة والهيمنة والتفوق القتالي والعسكري والعددي وهذا ما أراد طوفان الأقصى من توضيحه واثباته للعدو الإسرائيلي من أن منطق القوة أصبح غير مجدي لأن الفلسطينيين هم أيضا أصحاب قوة وتفوق قتالي مستند إلى العزيمة والنفسية الثورية والعقائدية من أنهم أصحاب الحق وهم في دفاع عن الأرض والعرض والمقدسات الدينية والوطنية.
صمود الفلسطينيين العام وثلاث أشهر أو يزيد وتكبيد العدو خسائر في الأرواح والعتاد في عمليات تكنيكية و تكتيكية أذهلت الأعداء و ما جلوس الكيان على طاولة الحوار والقبول بالأتفاق لهو دليل على بسالة الفلسطينيين وصمودهم وعجز الكيان عن الإستمرار للتصدي لغضب طوفان الأقصى وفي ذلك دروس وعبر جعلت العدو يعيد حساباته ويتوقف عن مشاريعه وخططه في إجلاء الفلسطينيين نحو سيناء من أجل الاستحواذ بكل الرقعة الفلسطينية .
فكل تلك المحاولات التي قدم العدو في سبيلها الكثير معتقدا وصوله لبغيته سقطت وتطايرت هباء في مواجهة الطوفان الذي عرى العدو و خوره وهشاشة عدته وعدده فها هو يفاوض ويقبل ويتنازل عن كثير من أهدافه على مضض وينكسر غروره ويتحطم كبريائه أمام الصمود الفلسطيني ليدعن لهبوب وغضب الطوفان الذي حجم من قدرته وفضح عنجهيته المزعومة.
فالمقاومة ستستمر وربما الطوفان يتفجر أعاصير وبراكين تقذف حممها لتحرق الأعداء وتدمرهم.
عصام مريسي