آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-11:47ص

أسطورة من رمال

الجمعة - 24 يناير 2025 - الساعة 03:36 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


في كل مراحل التاريخ هناك من يحاول صنع أيقونات على حبات الرمال ويجعل منها نماذج لأعمال معينة محاولا تمجيد تلك الشخصيات وإضفاء عليها رونق ربما هي نفسها لا تستطيع إدراكه و التعايش مع الدور الذي أضيف اليها وربما بعض تلك الدمى الأسطورية تحاول التعايش مع الأدوار التي أضيفت لها وتحاول الأنغماس في الشخصية الوهمية التي فصلت لها.

ونحن على أعتاب فبراير شهر ثورات الربيع المسلوب وهذا أرق تعبير توصف به تلك الثورات التي سرعان ما تحولت إلى وبال على شعوب المنطقة العربية فتسلق من تسلق على ظهر بعيرها ليحقق مبتغاه متخذا من ثورات الشعوب الراغبة في التغير والخروج من بوثقة التسلط الذي عاشتها خلال عقود سابقة من أنظمة الحكم الذي شابها الجور ورغبة الأنفراد بالسلطة وتحويل الجمهوريات الديمقراطية إلى ملكيات جمهورية.

وبين تلك الفئة المتسلطة والفئة المتسلقة لمعت شخصيات أو لمعت وأضيف إليها هالة من الثورية والعمل الجماهيري وهي تكاد تكون خاوية من تلك المضامين وفارغة المحتوى.

وربما عفوية نهوض الربيع العربي الذي لاحت بشائره من تونس وإن كان هناك سوابق ثورية ومطالبات حقوقية وقانونية ضد بعض الحكومات و الزعامات لاحت من هنا وهناك في أقطار الوطن العربي من الخليج إلى المحيط.

لم يدم بريق تلك الأنموذج من الأساطير الخيالية وسرعان ما سقطت وانكشف هشاشة دورها وربما أثبت عدم فعاليتها في تحقيق أي من أعمال ثورات الربيع العربي رغم ما أضيف على بعضها من صفة الترفيع لتمنح بعض الجوائز الدولية كجائزة نوبل التي منحت لبعض الأساطير لتضفي عليها الالقاب وتنمحها الأوصاف البعيدة هي عنها

وكل ذلك تكشف بسقوط الربيع وأحتوائها من قبل الأنظمة العميقة في الحكم وعودتها عبر شخوص أخرين ومسميات جديدة لتعود الأنظمة العميقة مرة أخرى للحكم باقنعة جديدة .

تلك الأيقونات الأسطورية سقطت هي وبان عورها وتكشفت عيوبها وظهرت حقائق كانت مبهمة وكيف كانت صاحبة الدور في فشل الربيع وسقوطه إما لخيانة كانت تبيتها أو لعدم فهم وقصور تدبير أو لانها كانت أقل من مستوى أن تكون قائدة لتحقيق أدنى انتصار.

فتلك الأساطير تجني اليوم أرباح تلميعها في منافي العالم في حين أن الشعوب تتجرع تزعم قيادات أقل من المستوى فلا زالت ترزح تحت ظلم الأنظمة الاستبدادية وعودة الأنظمة العميقة وما حال اليمن شمالا وجنوبا ببعيد وبخاف على أحد فزعامات تعيش في أقطار العالم تجني الأرباح والشهرة وأخرى أصبحت شريكة في الأنظمة القائمة ومشاركة في قهر شعوبها وكان وقوفها في صفوف الثوار لتحصل على مقاعد في صف النظام الحاكم وأخرى انفردت بالأنظمة لترتبط بالعمالة والخارج وتحقق أجندات استعمارية في أوطانها بينما تعيش الشعوب التي خرجت من أجل التغيير في القهر والمذلة والظلم.


عصام مريسي