بعد طول انتظار لمثل ذلك القرار الذي انتظرته البلاد والاقليم منذ تسلق الجماعة المارقة على الدولة والقانون وفرضها هيمنتها العدوانية على شمال اليمن ومحاربتها لكل من يخالفها في العقيدة وظهور توجهاتها العدوانية المسيرة بإرادة ايرانية ثم تحولها للتمدد نحو أراضي الجنوب والبدء في مشروعها الاستيطاني من خلال مشروع السيطرة عبر اجتياح المحافظات الجنوبية واحدة تلو الأخرى بعد أن ضمنت فرض السيطرة على شمال اليمن إما بالترغيب كما حصل في المحافظات الحاضنة لعقيدتها وتحول جماعات من محافظات خارج مناطق حضانة مذهبها بتحوث تلك الجماعات مقابل المزايا والعطايا والمناصب المميزة في ظل الجماعة او بالترهيب واستخدام القوة والسلاح كما حصل في اجتياح محافظات الجنوب التي لفظتها من أول وهلة .
جاء قرار ترامب ليرسل رسائل لكل الجهات التي أرقها تواجد جماعة الحوثي وتحولهم إلى كيان أشبه بالدولة و امتلاكها للسلاح بكل أنواعها وحصولها على المد والدعم الأيراني وبعض الدول القريبة الحاضنة لعقيدتها وهي خانعة لهيمنة ايران وبذلك أصبحت مصدر قلق وازعاج لدول المنطقة وعلى رأسها دول التحالف السعودية والإمارات فهل وصلت رسالة ترامب لقيادة تلك الدول للبدء بتغيير استراتيجية الحرب والبدء بهجوم بري وبحري إلى جانب سلاح الجو وتوظيف كل القوى في الجنوب لصد تمدد الحوثي والأجهاز عليه في وكره ومناطق حضانته وكسر اجنحته بتعطيل كل مصادر امداده وقطع الطريق عليه للتواصل مع ايران وكبح جماحه مع من يمده بمصادر الاستمرار والبقاء للعبث بمحيط الاقليم .
وهل وصلت رسائل ترامب لكل القيادات في الجنوب لتوحيد الصفوف والبدء بمشروع عسكري واسع من خلال اجتياح المحافظات الشمالية التي سقطت تحت سيطرة الحوثي وتحريرها و الاستفادة من العناصر الرافضة لتواجده مع تطهير تلك المحافظات من الفئات الموالية للحوثي سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات والأحزاب التي تتأرجح تارة بين الوطنية وأخرى بين الحوثية.
وهل وصل صدى رسالة ترامب للانتقالي بأن مشروع إقامة دولة الجنوب الأن بعد اعتبار الحوثي جماعة إرهابية بات قاب قوسين أو أدنى وما على القيادة إلا الأعداد والتجهيز لفصل مكونات الدولة الجنوبية العسكرية والمدنية والتنصل من أي التزامات كانت تسوقها نحو الاستمرار في وحدة كتب لها الفشل سلفا فيما يسمى بالمجلس الرئاسي.
وهل يعي عيدروس الزبيدي اعباء ومتطلبات المرحلة الحالية ليقود الجنوب نحو الخلاص والانعتاق من قسرية الوحدة المفروضة عبثا والشروع في حلحلة الأوضاع في الجنوب والتقارب مع المكونات الجنوبية في كل ربوع الجنوب.
عصام مريسي