آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-11:47ص

يمنيُّون في تأريخ كأس الخليج..! “ياطير” خَبِّرني عن “الأساطير”

الأحد - 02 فبراير 2025 - الساعة 10:49 م
عبدالله الصعفاني

بقلم: عبدالله الصعفاني
- ارشيف الكاتب



في مناخ الكلام عن تشكيلة اللاعبين اليمنيين المختارين للمشاركة في بطولة كأس الخليج “قدامى اللاعبين” أواخر فبراير القادم، نبدو كمراقبين أو أصحاب قرار بلا بوصلة..


* والسبب الأول.. أننا فعلاً بلا بوصلة، وكأننا اتحاد كرة القدم..! والسبب الثاني أننا تجادلنا في “العَرَض” وغفلنا عن “المرَض”، وبالتالي فإن المعطوف على الغلط غلط، رغم اجتهادات اختيار التشكيلة، وحيرة إخراج تبرير ما خفي من التسكيلة، والتعويذة.


* وهنا سأقف على مفترق طريق موقفين.. موقف الإعلامي الزميل أحمد الظامري، وموقف عضو اتحاد كرة القدم أنور السروري ومعه أعزاء قالوا والله الكلام معقول، ما نقدرش نقول..!


* وبالمناسبة.. حضور أحمد الظامري في تطور حتى لو لم يقترب جسديًا من ملاعب الحدث الرياضي وكواليسه، شاهدته أكثر عندما نجح في النقل التليفزيوني الخبري لكواليس كأس الخليج، مع أنه لم يحضر البطولة، لكنها مهنية البحث عن الكواليس ولو من بعيد، ولذلك أرى أنه جاء بما كان في الكويت إلى اليمن.


* وبالمقابل ليس من خلاف على نجومية أنور السروري، وإنما الخلاف على أن قرار اختياره أسطورة يمنية في كأس الخليج خارج المعايير المنضبطة، فترك فسحة من الجدل المشروع حتى وهو يستاهل كل خير.


* واسمحوا لي أن أتحدث عن المعايير التي ما تزال “الدودة الزائدة” في عمل اتحاد أحمد العيسي في أمور كثيرة، وأخيرها وليس آخرها، اختيار الاتحاد لنجوم قدامى كأس الخليج.. إذ ليس من معايير، رغم أن المعايير لا تثير الغضب، وإنما ترضي الجميع.. وسأوضح الصورة بأمانة.


* لا خلاف على نجومية عناصر تشكيلة الثلاثين لاعب المختارين لمنتخب قدامي اليمن.. ولا اعتراض على الاختيار، وإنما على كون الاتحاد لجأ إلى ذاكرته الزهيمرية لأنه يفتقد لقاعدة بيانات عن لاعبيه رغم استناده على عقدين من الزمن.


* ولو كان هناك بيانات لقال للرأي العام: هؤلاء هم الأفضل، وجَنَّب نفسه ورطة أنه حتى لو اختار آخرين سيتعرض الاختيار للانتقاد لذات السبب.. غياب قاعدة بيانات وغياب المعايير.. وقبل وبعد ذلك رصيده المهول في بنك المحسوبية والفشل الذي ينتصر للهزالة والضعف.


* لو كان اتحاد كرة القدم يعرف لاعبيه وأرصدتهم الرقمية، كانت آلية الاختيار ستختلف.


العمر، أهداف اللاعب، المستوى الذي قدمه، معلومات عن عدد مبارياته التي في كأس الخليج وغيره.. وأيضًا محافظته على مستواه البدني والفني الآن، حتى يمثِّل اليمن بصورة أفضل في معارك قدامى الخليج.. وحينها سيكون الناس مع الاتحاد وليس عليه.


* منطق الإنصاف يقول:


المعايير تمنع الخلاف؛ لأنها تكون منزوعة سموم المجاملات وإرضاء هذا العقل الهزيل أو ذاك..! إنها التي تقول: خير ويا طير.. حدد أسماء الأساطير.. ستقول لنا إنها عادلة.. صحيحة.. رقمية.. شفافة.. وغير متحيزة.


* وبهذه الطريقة المحترمة تبرز فوارق الجودة النجومية، ولن نشاهد أي خلاف عبر استفهاميات، لماذا اختيار زعيط وليس معيط.. ولماذا علان وليس فلتان.. وسيكون الإعلاميون غير المسكونين بالخرس الزوجي للمصالح على معرفة تحترم الحقائق وتصفق للمعلومة، وتمارس الكثير من التحديات التي تؤسس لبناء الثقة.


* وحينها سترتقي أيضًا معايير التفكير الناقد الذي يتعامل مع كل القرارات، وكل وجهات النظر بعدالة وإنصاف، خارج القاعدة الاتحادية المريضة “هذا من شيعتي.. وهذا من عدوي”.


وسيبقى السؤال مع كل اختيار “يا طير.. خَبِّرني عن الاساطير..!


مقال في صحيفة اليمني الأمريكي..