في هذه الايام العجاف والتي تمر بها البلد وتلك المعاناة والمكابدة التي يعيشها الناس..
حدثني أحد الآباء وقال تم توزيع قصاصات نتائج الفصل الأول وإذا بإبني يأتيني من المدرسة باكيا" والعبرات تكاد تخنقه.. والدموع تسكب على مآقيه وهو في قمة الحزن والإحباط والإنكسار..
وعندما اقبل عليه أرتمى في أحضاني يشكو الظلم والجور من قبل معلم مادة الرياضيات..
قال ياأبتي أن الأستاذ ظلمني في درجة الأمتحان حيث خصم من درجاتي ١٢ درجة.
وصار يفتش في حقيبته المدرسية وأستخرج الورقة الأمتحانية فإذا بدجته ٣٠من ٣٠..اي أنه حصل على الدرجة الكاملة في المادة..
هدأت من روعه وقلت ياولدي لاتحزن..حصل خير سأتأكد بنفسي من الموضوع..
يقول هذا الاب تكلمت مع مدير المدرسة حول ذلك الخطأ والذي بدوره نقل شكواه إلى مدرس المادة..
هنا كانت الصدمة..
ذلك المعلم أعترف بخطاه وصحح الدرجة وأنتهت مشكلة الطالب..
ولكن المفاجأة التي أذهلتني يقول ولي أمر ذلك الطالب الحال الذي وصل اليه المعلم..
رأيته معلم بائس منكسر يكسو وجهه الحزن والإحباط والإنكسار.
مآسي الزمن وجور وظلم من هم مسؤولين على قطاع التعليم في البلد وهضمهم لحقوق تلك الشريحة التنويرية لاي مجتمع..
الشريحة التربوية والتي هي المشعل الذي ينير طريق العلم والثقافةلأي مجتمع سوي ويبدد ظلمات الجهل والتخلف..
يتحدث الأب عن الموقف قائلا":
أخذ ذلك المعلم ينظر إلي وأخذ نفسا" عميقا" ثم زفر زفرة من أعماق حناياة وتنهد تنهيدة حنت لها الضلوع تحمل في طياتها الألم والمكابدة والمعاناة والجحود
وذرفت الدموع من عينية لاشعوريا"..
يقول الأب تأثرت وتالمت لذلك الموقف المحزن والاليم..
فقلت حسبك أخي هون على نفسك وسيفرجها الله من عنده.
بدأ ذلك المعلم يسترسل في الكلام ويقول خدمت ٤٠ عاما" في حقل التربية ولازلت أمارس مهنة التدريس بكل إخلاص وتفاني والمؤلم أن حصاد ذلك الجهد والإخلاص كانت نتيجة صفرا".
راتب حقير وفتات لايساوي قيمة كيس أرز..
ومنزل متهاوي يحوي غرفة واحدة اشبه بحضيرة حيوانية لاتصلح لسكن ومعيشة البشر..وووو
يقول الأب صدمت بما آل اليه حال المعلمين في بلدنا وما وصل اليه الحال بهم من فقر وبؤس ومعاناه..
والمعروف أن العمل التربوي والتعليمي يرتكز في اساسه على العامل النفسي والذهني
فكيف بالله عليكم يامن قائمين ومسؤولين على هذا القطاع الحيوي العام أن تتوقعوا نتائج جيدة ومثمرة في هذا المجال من معلم إهنتوه وظلمتوه وكسرتوا خاطره ودمرتوا نفسيته وشتتوا فكره..
الفقر كافر كما يقال والمعلم في بلدنا اوصلتوه الى مادون خط الفقر..
الى من يهمه أمر هذا البلاد..أوجه ندائي ولكل الخيرين ورجال المال والأعمال والشخصيات الإجتماعية في بلادنا أن تنظر بعين المسؤولية والإنسانية لحال تلك الشريحة التربوية والتي هي اساس بناء الوطن. ونهضته وتقدمه..
وعسى ان يلقى كلامنا صدى وإستجابة.. وتحياتي ومودتي للجميع..
بقلم/أبو معاذ أحمد سالم شيخ العلهي.
فرعان/مودية.