آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-11:47ص

الجنوب بين كماشة الخدمات والأزمات أو تقديم التنازلات.!!

الإثنين - 10 فبراير 2025 - الساعة 09:06 م
عبدالله محمد البوشل

بقلم: عبدالله محمد البوشل
- ارشيف الكاتب


لم تعد الحرب الممنهجة التي تشنها القوى الإقليمية والمحلية في المناطق الجنوبية خافية على أحد. بعد خروج الحوثي من الجنوب، نعيش مرحلة من الإفشال المتعمد للخدمات، مما يفرض واقعًا من التناقض الجلي مع تطلعات الشعب.


إدخال أطراف سياسية شمالية، تفتقر إلى الموارد والأراضي المحررة، يُعتبر أداة هدم للدولة، بدلاً من أن يكون خطوة نحو بناء مؤسساتها. هذه القوى لا تضع فقط العوائق أمام ازدهار المناطق الجنوبية، بل تسعى أيضًا لبقاء الجنوب في حالة من الإرباك والضياع،


لا ألوم هذه الأطراف طالما وجدوا من يمكنهم في سعيها لإفشال أي تحرك يهدف إلى تحقيق الاستقرار أو توحيد النسيج الاجتماعي في الجنوب، فهم يدركون تمامًا أن الاستقلال هو الهدف الأساسي.

خسارتهم للنفوذ ومصالحهم النفطية والبحرية والاقتصادية كانت ضربة قاسية لهم. فهل يُعقل أن نتوقع منهم العمل لصالح الجنوب وتوفير الخدمات؟


بين هذه الأطراف السياسية المحلية، توجد قوى إقليمية محيطة تدير الأمور من وراء ستار، تؤثر على الأطراف المحلية وتمكنها من اتخاذ قرارات مصيرية. تستمر هذه القوى في تحريك الشرعية، وتسليمها القرارات السيادية كأوراق ضغط تضمن وجودهم وتكبح جماح المطالب الجنوبية.


القوى الإقليمية المحيطة ليست غافلة، فهي تدرك أهمية موقع الجنوب الجغرافي وموانئه وممراته البحرية. كيف لدولة تسيطر على باب المندب وطرق تجارية وثروات نفطية ألا تشكل خطرًا عليهم مستقبلاً، أو ألا تدخل الأطماع في نفوسهم؟ إلا بفرض شروط قسرية تلزم الأطراف الجنوبية بتقديم تنازلات، كالتوقيع على اتفاقيات مستقبلية أو تسليم مواثيق ملزمة لا تخل بمصالحهم، بل تلبي أطماعهم.


في الوقت ذاته ينبغي على الانتقالي أن يكون أكثر استقلالية وحزم ضد الشروط القسرية التي تفرض على الجنوب ويكون أكثر وضوحاً ورؤية لمجريات الامور من يضع العراقيل والأزمات الاقتصادية ومن يمكن للآخرين في القرارات السيادة.؟


طالما ظهرت النوايا أن الحليف له استراتيجية تتعارض معك فهل الاستمرار في الكماشة والتمسك به إلى الفشل والحلول بيدة أو الاستقلالية والحزم في الامور القسرية والمواجهة والانفراد من الرضوخ المبالغ فيه والبحث عن شريك دولي لا يفرض شروطه ولا يضعك موضع العاجز والمخذول ويضع شعبك في الهاوية، هذه الامور يجب مواجهتها بكل مسؤولية ومصداقية وعدم التغافل عنها وقد أصبحت واضحة وضوح الشمس.!!