سنة ١٩٦٩ صدر كتاب "لعبة الأمم" مؤلفه مايلز كوبلاند ضابط المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، هذا الكتاب يوضح أن الاحداث التي جرت تحت مسمى "لعبة الأمم" في معظمها كان في منطقة الشرق الأوسط.
مما ذكر الكاتب ان هناك قيادات في العديد من الدول عملاء لدول عظمى على راسهم أمريكا، وهناك قيادات متعاونين يخدمون مصالح الدول العظمى مقابل الدعم للبقاء في السلطة وهؤلاء يقدمون خدمات أفضل من العملاء!!
لعبة الأمم بنيت على صراع القطبين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي أثناء ما عرف بالحرب الباردة أو حروب الوكلاء، كان من أهم أهداف أمريكا طيلة الحرب الباردة احتوى الإتحاد السوفيتي، لكن كانت المفاجأة سقوط الدب السوفيتي وبقي لاعب واحد في مسرح "لعبة الأمم" الولايات المتحدة الأمريكية.
خبراء استراتيجيون يعتقدون ان طول أمد الحرب الأوكرانية شكل خطورة على أحادية القطبية في قيادة العالم التي تتمتع بها الولايات المتحدة الأمريكية، لهذا لا بد من إنهاء هذة الحرب، لوقف التقارب الروسي الصيني الكبير الذي نتج عن هذة الحرب، ولكي تتفرغ أمريكا لمواجهة التنين الصيني الذي تراه المنافس الأخطر.
وما تهديد ترامب لدول البريكس عندما قال: "دول مجموعة بريكس قد تواجه رسوما جمركية بنسبة 100% من الولايات المتحدة "إذا أرادت العبث بالدولار" إلا تعبير من تخوف أمريكي حقيقي من خطورة المنافسة التي يشكلها البريكس بقيادة صينية.
سياسات ترامب تبدوا كأنها تأكيد لإنتصار أمريكا في" لعبة الأمم" وأنها اللاعب الأوحد وتريد قطاف ثمار هذا الإنتصار، كما يقول المثل The winner takes it all المنتصر ياخذ كل شي، يريد ترامب كندا وجرينلاند وغزة وقناة بنما وخليج المكسيك وثروات أوكرانيا وأموال العرب وثمن حماية "الحلفاء" اليابان وكوريا وحتى الأوربين.
سيطرت أمريكا على العراق، طردت روسيا من سوريا. ولازالت لعبة الأمم، بانفراد أمريكي، تعمل على إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد.
بالنظر إلى الأحداث التي تجري في العالم اليوم نجد أن منطقة الشرق الأوسط لازالت مركز هذة اللعبة، وربما هي الجائزة الكبرى لما يعتقده ترامب انه ثمن لهذا الإنتصار.
بدأ ترامب "لعبته" في الشرق الأوسط قبل توليه الرئاسة رسميا، فماذا تخفي لعبة الأمم "الأمريكية" في عهد ترامب لغزة وفلسطين والشرق الأوسط؟