حاوره / عبدالعزيز بامحسون
تعد مؤسسة حضرموت ــ تنمية بشرية إحدى مؤسسات منظمات المجتمع المدني التي تأسست في السابع والعشرون من رجب 1427هـ الموافق الثاني والعشرون من أغسطس 2006م، وتعمل في نطاق عملها محافظة حضرموت وبعض المحافظات اليمنية الأخرى ضمن إقليم حضرموت بوصفها مؤسسة أهلية خيرية مدنية تنموية اجتماعية حيث تنطلق من رسالتها بناء الإنسان المنتج وتطوير قدراته من خلال توفير روافد تعليمية وتدريبية ذات جودة عالية، والارتقاء بمستواه التعليمي والقيمي والفكري، وهي تهدف من مفهوم أن الموارد البشرية من أهم مدخلات التنمية الاقتصادية للمجتمع وذلك بدعم العملية التعليمية من خلال برامج تنمية القدرات وصقل المهارات وإيجاد الفرص المناسبة للتعليم المستمر وتبني تأهيل الكفاءات لاكتساب المعارف والخبرات والمهارات الفنية والتقنيات الحديثة بما يؤدي إلى الإنتاج والعطاء والخلق والابداع بوصفه محوراً للتنمية الشاملة وغايتها الأولى أن لا طريق لانتشال حضرموت إلا بتنمية بشرية هدفها الإنسان بشكل عام والنابغون والمبدعون والمجتهدون بشكل خاص.
المهندس طارق علي بلخشر المدير العام التنفيذي لمؤسسة حضرموت ــ تنمية بشرية سلط الضوء على أبرز برامج ونشاطات المؤسسة خصوصاً في مجال التعليم، نترك ذلك الفضاء لأعزاءنا القراء خلال ما يجدوه في هذا الحوار الصافي، فماذا سألناه وبماذا أجيب:
* ما هي أبرز مشاريع المؤسسة وبرامجها التنموية في قطاع التعليم بمختلف مستوياته؟
المؤسسة منذ تأسيسها وهي متخصصة في دعم أشكال التعليم الثلاثة ، بدءاً بالتعليم العام والتعليم الوسطي والتعليم الجامعي ، لدينا في المؤسسة شراكة ناجحة مع مكتبي وزارة التربية والتعليم بساحل ووادي محافظة حضرموت في إنشاء الثانويات النموذجية ، وتأسيس معهدين للغة الإنجليزية في مدينتي المكلا وسيئون وهما معهدين غير ربحيين في المقام الأول بل هدفهما نشر ثقافة اللغة الإنجليزية بين أوساط الشباب ، ومن البرامج التي نفتخر بها في مؤسسة حضرموت في كل المحافل برنامج الابتعاث الخارجي وحصادنا منذ ٢٠٠٦ أكثر من (5.000) طالب وطالبة في مختلف المجالات الأكاديمية ، وفي مجال تحسين سبل العيش أسسنا برنامج الدورات المهنية " الحياة عمل " قبل عشر سنوات وساهمنا من خلال في رفع مستوى البطالة عن أكثر من (2.000) شاب وفتاة ، اتجهنا مؤخراً في دعم جامعة حضرموت عبر برنامج " تطوير جامعة حضرموت" ومن خلال هذا البرنامج ستحصل كلية الهندسة والبترول على الاعتماد الأكاديمي (ABET) ، كما رفعنا من خلال هذا البرنامج من مستوى الأداء لدى أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بالجامعة من خلال ابتعاثهم لإكمال دراساتهم العليا ، وفي مجال التأهيل ساهمت المؤسسة في تأهيل أكثر من (200) طبيب وطبيبة في مجال التخصص عبر حصولهم على درجة البورد والزمالة في كندا والسعودية والسودان ومؤخراً في مصر ، وكان من أهم البرامج التي أسستها المؤسسة في تمكين الشباب اقتصادياً في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية برنامج نادي الخريجين الذي ساهم بشكل كبير في معالجة الفجوة بين المخرجات الجامعية ومتطلبات سوق العمل .
* منذ تأسيس المؤسسة في عام ٢٠٠٦م إلى يومنا هذا، هل لديكم إحصائيات بالمنح الدراسية التي قدمتها المؤسسة للطلاب سواء داخل الجمهورية أو خارجها سواء في مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا، وكم عدد خريجيها إلى اليوم، وما نوع المساعدات التي تقدمها المؤسسة للطلاب الذين تكفلهم في الجامعات، وماهي الكلمة التي توجهونها لخريجو المؤسسة؟
سؤال ذو عدة اتجاهات ، أولاً أشرت في إجابتي على السؤال أعلاه أن مبتعثي المؤسسة تجاوزوا (5.000) طالب وطالبة في مختلف المجالات الأكاديمية من خلال المنح التنافسية التي تقدمها المؤسسة عبر امتحان المفاضلة التي يخضع له طلبة المرحلة الثانوية ممن حققوا معدل (90)% في المحصلة النهائية في الشهادة ، نحن في مؤسسة حضرموت نركز على مبدأ تغذية العقول في المقام الأول ولهذا جميع مبتعثينا في الخارج يحصلون على منح ممولة بالكامل حتى لا يتشتت انتباه الطالب نحو هدف آخر غير هدف الخروج بأكبر حصيلة من العلوم في رحلة اكتساب المعلومة ، بالنسبة للمنح الداخلية لدينا تفاهمات مع جامعتي حضرموت وعدن في تقديم مقاعد مجانية لدرجة البكالوريوس وتقديم حوافز مالية للطلبة الذين يحققون معدل (جيد جداً) في كل فصل دراسي، فيما لدينا تفاهم مع جامعة حضرموت في تقديم بعض المقاعد المجانية لمرحلة البكالوريوس، الرسالة الكبرى التي نوجهها لجميع المبتعثين وهي مبدأ الإحسان بالإحسان في مشاركة مؤسسات الدولة بالنهوض بها لنكون شركاء نجاح تغيير المنظومة المتواكلة إلى منظومة منتجة تعكس تجارب الدول المتقدمة التي ابتعثوا إليها بما يتناسب مع الإمكانيات المتوفرة .
* ممكن تحدثونا عن أبرز الشراكات والاتفاقيات التي وقعتموها مع عدد من الجامعات والمؤسسات الحكومية والغير حكومية، وماذا قدمت لكم وماذا أخذت منكم؟
نحن في مؤسسة حضرموت نتعامل وفق تبادل منافع وخبرات لتحقيق مبدأ الاستثمار في الإنسان ، لدينا عشرات الشراكات مع الجامعات السعودية و الأمريكية والكندية والماليزية والمصرية ولدينا شراكات مع مؤسسات تعليمية كمؤسسة كامبس فرانس لتسهيل معاملات طلابنا وإدماجهم ضمن الجامعات الفرنسية وهو توجه ناجح أقدمت عليه المؤسسة في تفعيل هذه الشراكات الدولية كشراكتنا مع كامبس فرانس التي تتبع مباشرة وزارة الخارجية الفرنسية ، كما لدينا شراكة ناجحة وفاعلة مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة وهي جامعة أمريكية بكل معايير الجامعات الأمريكية بل وتنافس كثير من الجامعات في الولايات المتحدة ولكنها توجد على أرض مصر كما يفتخرون هم بذلك ولدينا العديد من طلابنا المندرجين ضمن برامجها الأكاديمية ، كما وقعنا مؤخراً اتفاقية تفاهم مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني لتسهيل استهداف المؤسسة لبرامج التعليم العالي والتعليم الفني.
* لاحظنا في الآونة الأخيرة قلة الابتعاث الخارجي سواء في مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا، ماهي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟
لا نسميه قلة في الابتعاث ، وإنما لدينا في مؤسسة حضرموت ابتعاث وفق الاحتياج ، لدينا أكثر من (75) مبتعث من جامعتي حضرموت وسيئون، ولدينا أكثر من (100) طالب مبتعث في الجامعات الفرنسية ولدينا مئات الطلاب المبتعثين في الجامعات الماليزية ، سأوضح لك أمراً نحن أوقفنا ابتعاث البكالوريوس في الآونة الأخيرة لأننا نتجه لتطبيق سياسة مختلفة في الابتعاث الخارجي لمعالجة الإخفاقات السابقة ولتحقيق المبتغى من الاستثمار في الإنسان ، الهدف ليس مجرد ابتعاث لأجل الابتعاث ،لا نحن نبتعث لنحدث التغيير الإيجابي في المجتمع الذي نستهدفه.
* هل هناك توجه لدى المؤسسة في ابتعاث الطلاب للدراسة المهنية والتقنية في الكليات والمعاهد المتخصصة العربية والأجنبية؟
في سياستنا الجديدة سنضخ بشكل كبير في دعم التعليم الفني كشكل مهم من أشكال التعليم، وهي استهداف الطبقة الوسطية من المجتمع لرفع المستوى الاقتصادي في البلاد عموماً، بدأنا في هذا التوجه من خلال تدريب وتأهيل كوادر المعاهد الفنية خارجياً مع الإخوة في مؤسسة العون للتنمية لعكس التجربة على معاهد التعليم الفني بحضرموت وتطوير الأقسام فيها، نحن في مرحلة الاختبار وسنرى مدى جدوى هذا التدريب في رفع مستوى الأداء لدى المعاهد الفنية في حضرموت أولاً.
* اعتقد أن هناك تكامل وتنسيق بين المؤسسة وبعض المؤسسات الداعمة للطلاب اليمنيين في عملية الابتعاث والكفالة، هل ذلك لازال قائماً، وكيف تنظرون من وجهة نظركم إلى هذا التكامل؟
اليد الواحدة لا تصفق، والتكامل في أي نشاط خيري مؤشر على نجاحه، نحن لسنا في بورصة تنافسية مع المؤسسات التي تعمل ضمن نطاق توجهاتنا التنموية بل هناك في نطاق تفاهم وتعاون بين منظمات محلية وخارجية في إنجاح البرامج التنموية التي هدفها الإنسان في المقام الأول.
* معلوم أن المؤسسة ترعى ثانويات نموذجية للمتفوقين للبنين والبنات في ساحل ووادي حضرموت، هل ترون أن المؤسسة جنت ثمار ومخرجات تلك المدارس؟
مدراس الثانويات النموذجية من أعظم قصص النجاح التي نسجتها المؤسسة مع مكتبي وزارة التربية والتعليم بساحل ووادي حضرموت، فمن خلال الثانويات النموذجية ارتفع اسم حضرموت عاليا عبر العدد الهائل من المتفوقين الذين يحصدون الدرجات العليا ليس فقط على المستوى المنهجي بل تجاوز ذلك إلى المجالات اللامنهجية والمتمثلة في مجال الروبوت ومجال الفنون الإبداعية الأخرى.
* هل للمؤسسة أنشطة ومشاريع تنموية أخرى غير مجال التعليم؟
نحن شعارنا " نستثمر في الإنسان " ولن نحيد عن هذا الهم الإنساني العظيم، التخصص السبيل الوحيد للنجاح، نحن نغذي العقل ولا نغذي البطون.
* كيف تثمنون دعم السلطة المحلية بالمحافظة ومجلسي المؤسسين والأمناء لجهودكم الرامية في المجال التعليمي وغيرها من المجالات؟
السلطة المحلية بمحافظة حضرموت قدمت ولا زالت تقدم لنا العديد من التسهيلات في تقديم المزيد من الدعم في مجالات التعليم، كما أن لمجلس أمناء المؤسسة الحالي دور محوري في تقويم وتهذيب مسار المؤسسة في استهداف البرامج التعليمية الأكثر تأثيراً حتى إذا غادرنا يوماً سيقولون من هنا مرت مؤسسة حضرموت.