آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-08:50ص
اليمن في الصحافة

المدارس في اليمن.. متاريس من دون تلاميذ

الأحد - 04 سبتمبر 2022 - 03:31 م بتوقيت عدن
المدارس في اليمن.. متاريس من دون تلاميذ
عدن (عدن الغد) أحمد عاطف – الاتحاد:

بدأ العام الدراسي الجديد في اليمن بشكل مختلف عما هو عليه في مختلف دول العالم، حيث يعيش التلاميذ بين ويلات الحرب والفقر التي فرضتها ميليشيات الحوثي الإرهابية على العملية التعليمية، مع تعقيد الإجراءات واستقطاب الطلاب إلى جبهات القتال وتسميم عقولهم بالطائفية، وصولاً إلى المبالغة في الرسوم الدراسية حتى لا يستطيع أولياء الأمور توفيرها في ظل حرب يستثمرها الانقلابيون.

وقال خبراء ومحللون سياسيون يمنيون ل«الاتحاد»، إن 70% من العملية التعليمية مشوهة أو معطلة تماماً بسبب سياسات الحوثي، فقد جرفت الجماعة المناهج وعدلتها وفقاً لميولها الإرهابية فأصبحت بمثابة أفخاخ وقنابل موقوتة.

وقال المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، إن غالبية الطلاب في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية يتخلفون عن التعليم، ليس فقط بسبب حالة الفقر الذي تعيشه الأسر اليمنية نتيجة للحرب، لاسيما أن ولي الأمر يكافح بهدف تعليم أولاده، ولكن أيضاً بسبب العراقيل التي فرضها الحوثي وتجييشها لصالح جماعته بتجنيد الطلاب وغسل عقولهم وتجويع أسرهم.

وأضاف الطاهر في تصريحات ل«الاتحاد» أن «هذه التعقيدات بدأت تحقق أهدافها للميليشيات الحوثية بعزوف الكثيرين عن تعليم أبنائهم، وإيجاد جيل أمي يكون تحت مطرقة التوجهات الطائفية»، مشيراً إلى أن ذلك يعود إلى الذاكرة ومراجعة نفس الأسلوب الذي كان أجداد الحوثي يمارسونه في حق الشعب اليمني، إذا حرموه من التعليم وخصصوا للأسر التي يسموها ب«السلالية».

واتفق الباحث في الشأن اليمني يحيى أبوحاتم مع ما طرحه الطاهر، وأشار إلى أن الطلاب منذ الانقلاب الحوثي وتدمير مؤسسات الدولة وخاصة التعليمية، باتوا «قنابل موقوتة» بعدما تم تحويل الطلاب من المدارس إلى المتاريس وغسل أدمغتهم وتغيير مفاهيمهم الدينية والوطنية، وتجنيد التلاميذ عبر دورات فكرية محشوة بفكر متطرف.

وأوضح أبوحاتم في تصريحات ل«الاتحاد»، أن «الحوثي» حوّل المدارس إلى ثكنات عسكرية والمراكز التعليمية لنشر الفكر المتطرف، معتبراً أن التدريس أصبح عبارة عن تعلم استخدام القنابل والسلاح والقتل والكراهية والولاء للجماعة الإرهابية.

وطالب الباحث في الشأن اليمني بسرعة تدخل المجتمع الدولي والحكومة اليمنية ودول تحالف دعم الشرعية خاصة في مجال التعليم، محذراً من أن اليمن سيتحول لأكبر قاعدة لنشر الإرهاب في المنطقة ودول الجوار، حسب قوله.

وحسب منظمة «اليونيسيف»، فإن اليمن يواجه أزمة تعليمية حادة، وأن الانقلاب الحوثي والانقطاع المتكرر في التعليم في جميع أنحاء البلاد وتفتت نظامه أثر بشكل كبير على التعلم والتطور المعرفي والعاطفي والصحة النفسية ل10.6 مليون طفل في سن الدراسة حيث تقدر المنظمة أن هناك أكثر من مليوني طفل خارج المدارس. 

ولفتت «اليونسيف» إلى أنه بعد مرور أكثر من 7 سنوات على الانقلاب الحوثي، فإن واحدة من كل 4 مدارس غير صالحة للاستخدام بسبب الحرب، وهو ما أدى إلى النزوح المتعدد وبُعد المدارس ومخاوف السلامة والأمن بما في ذلك مخاطر المتفجرات والافتقار إلى المعلمات والمرافق، وكلها عوامل تزيد من أزمة التعليم.

إلى ذلك، كشف الخبير في الشأن اليمني عبدالكريم الأنسي عن خروج أكثر من 2500 مدرسة من العملية التعليمية وتم تسجيلها كمراكز وسجون للتعذيب في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، وأن الجماعة الإرهابية تُدرس للطلاب ما يُعرف ب«ثالوث الفقر والجهل والمرض» حيث يساقون لجبهات القتال.

وأشار الأنسي، في تصريحات ل«الاتحاد»، إلى أن رواتب المعلمين التي تأتي من مساعدات خارجية تذهب لجيوب الحوثيين، وأصبحوا في حالة يرثى لها، بجانب تزييف المناهج وما فيها من تشويه لليمن والفكر الإرهابي.