تناولت الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء عددا من القضايا الشرق أوسطية والدولية من بينها مستقبل إيران في عام 2023، في ظل الاحتجاجات المناهضة للنظام في البلاد، وعلماء آثار في السودان ينقبون عن تاريخ البلاد، بعيدا عن تأثير علماء الآثار الغربيين.
نبدأ من افتتاحية صحيفة الاندبندنت التي جاءت بعنوان "عام 2023 قد يكون العام الذي يتحرر فيه الشعب الإيراني". وتتساءل الصحيفة: هل يمكن أن يكون عام 2023 عام ثورة إيرانية جديدة؟ وتجيب: قد يكون هذا أملا صعب المنال، بالنظر إلى القبضة الحديدية التي مارسها آيات الله على الشعب منذ وصولهم إلى السلطة في عام 1979.
وتقول الصحيفة إن الرؤساء "المدنيين" يأتون ويذهبون، لكن القادة الكبار، مثل آية الله الخميني، وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، علي خامنئي، يبسطون سطوتهم على البلاد، ويرعون الإرهاب ويشنون الحروب بالوكالة مثل الصراع مع السعودية في اليمن.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من ثرواتها النفطية الواسعة، تعاني إيران من نقص الوقود ومن العقوبات الدولية. وتضيف إن الشباب والنساء سئموا من القبضة الحديدية للسلطات الدينية، ويطالبون بالتغيير.
وتضيف أن لدى السطات الإيرانية أجهزة قوية متغلغلة لفرض سيطرة الدولة، من بينها الحرس الثوري الإيراني، الذي يكاد يمثل دولة داخل الدولة.
وتقول إنه في سبتمبر/أيلول الماضي توفيت الشابة الكردية مهسا أميني، بعد احتجازها بتهمة ارتداء "ملابس غير لائقة"، ومنذ ذلك الحين تشهد البلاد موجة احتجاج واسعة. وتضيف أنه حتى الآن، وبعد كل الاضطرابات والتهديدات الصريحة للنظام، تستخدم الشرطة العنف الجنسي ضد المتظاهرات.
وترى الصحيفة إن بطولة كأس العالم في قطر، بما اتضح فيها من معارضة الجماهير والمنتخب الإيراني على حد سواء، جاءت بمثابة كارثة أخرى للنظام الإيراني.
وتقول الصحيفة إنه رغم القمع، تستمر الاحتجاجات في الانتشار، وتزداد محاولات إخمادها يأسًا وعدم فاعلية. وتضيف أن لاعبة الشطرنج الإيرانية، سارة خادم، شاركت في بطولة بدون حجاب، في تحد واضح للسلطات.
وترى الصحيفة أن النظام الإيراني بدأ يفقد هالة سلطته، وأن الشعب الإيراني يواصل سعيه للحصول على حقوقه. وتقول إنه مع كل احتجاج، ومع كل مقاومة رمزية، وفتح كل قناة اتصال سرية، يقترب النظام من الانهيار في نهاية المطاف.
وتقول الصحيفة إن الجمهورية الإسلامية فشلت اقتصادياً ودبلوماسياً وسياسياً. وتضيف أن الخوف من دوريات الحرس الثوري وشرطة الأخلاق لم ينته تمامًا، لكن يوجد شعور عام بأن الشعب الإيراني هو الكثرة، و أن مضطهديه هم القلة.
التنقيب عن التاريخ السوادني
وننتقل إلى صحيفة الغارديان وتقرير ل جيسون بورك وزينب محمد صالح في الخرطوم بعنوان "علماء آثار سودانيون شباب ينقبون عن التاريخ مع انتهاء عصر تفوق الغرب".
ويقول التقرير إنه في مبنى صغير ومغبر في وسط العاصمة السودانية، تتجمع صناديق من القطع الأثرية، ونسخة طبق الأصل بطول 7 أقدام لتمثال حجري عمره ألفي عام لإله نوبي، ويسارع الطلاب عبر الممرات.
وفي هذا المبنى تعكف صابرين جمال، ونادية موسى، وآثار بيلا، وصابرين الصادق، وجميعهن يدرسن علم الآثار في جامعة الخرطوم، ولا تزيد أعمارهن عن 24 عامًا، على دراسة آثار السودان، ويفتحن آفاقًا جديدة في قارة اجتذبت منذ فترة طويلة البعثات الاستكشافية الغربية والمتخصصين والمغامرين.
وقالت صابرين الصادق للصحيفة "من المهم جدًا أن يدرس الأفارقة علم الآثار الأفريقي ... لأنه عندئذ سيكون لدينا ثقافاتنا الأثرية الخاصة. هناك الكثير مما نفهمه لأننا من هنا. وأضافت أن "فكرة أن الناس من الغرب أكثر علما ومعرفة آخذة في التغير".
وقالت صابرين جمال، 22 عاما، من ولاية جنوب كردفان النائية التي مزقتها الحرب، للصحيفة إن الصور النمطية التي تروج لها الأفلام والأدب في الغرب أصبحت قديمة. وأضافت "هناك تصور سائد عما يبدو عليه عالم الآثار، لكن لا ينبغي أن يكون لهم صورة أو لون أو سمات أو جنس معين".
ويقول التقرير إن الربط بين الاستغلال الاستعماري لإفريقيا والتنقيب الأثري في أراضيها يعود إلى عام 1798 عندما غزا نابليون مصر برفقة فرق من المتخصصين الفرنسيين الذين عكفوا على فهم ماضي البلاد ولكنهم أخذوا أيضًا كميات هائلة من القطع الأثرية.
وتضيف أن السودان كان مستعمرة بريطانية لما يقرب من 60 عامًا ، ثم أصبح تحت إمرة سلسلة من الحكام المستبدين، وقلة هم الذين اهتموا بعلم الآثار. وفي ظل هذه الظروف، كان الدعم الغربي مهمًا في الحفاظ على النشاط الأثري الضئيل مستمرا.
وتقول الصحيفة إنه بالنسبة إلى صادق وزملائها في الخرطوم، فإن للتنقيب عن الآثار ولدراسة آثار السودان أهمية أخرى قد تكون بنفس أهمية اكتشاف تاريخ البلاد. وتضيف أن انقلابا عسكريا العام الماضي بدد الآمال في انتقال سريع إلى الديمقراطية بعد سقوط الدكتاتور عمر البشير في عام 2019. ومنذ ذلك الحين، لقي أكثر من 100 شخص حتفهم في احتجاجات ضد النظام الجديد الذي تربطه علاقات وثيقة مع عدة جهات قمعية. وقالت صادق: "لكي نكون دولة حرة، نحتاج إلى علماء آثار خاصين بنا".
بوتين ومجموعة السبع
وننتقل إلى صحيفة الفاينانشال تايمز وتقرير لأناستازيا ستوغني بعنوان "بوتين يفرض حظرًا على النفط على المشترين الذين يمتثلون لسقف مجموعة السبع"
وتقول الكاتبة إن روسيا ردت على محاولات مجموعة السبع للحد من المكاسب من عائدات النفط في البلاد، بعد أن وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرسوما يحظر المبيعات بموجب عقود تتوافق مع سقف السعر البالغ 60 دولارا الذي فرضه حلفاء أوكرانيا الغربيون.
وتضيف أن المرسوم، الذي وقعه بوتين ونُشر الثلاثاء، ينص على أن الكرملين سيحظر بيع النفط الخام والمنتجات ذات الصلة في البلاد بموجب عقود "تنطوي بشكل مباشر أو غير مباشر على آلية حد أقصى للسعر".
ويقول المرسوم إن بوتين "قد يمنح إذنًا خاصًا" لبيع النفط والمنتجات النفطية في ظروف معينة حتى إذا امتثل المشترون للحد الأقصى، وتقول الكاتبة إنها صياغة من المحتمل أن تمهد الطريق لروسيا لمواصلة بيع النفط الخام للمنتجين في أسواق مثل الهند والصين.
وتقول الكاتبة إن سقف الأسعار، الذي فُرض في أوائل ديسمبر/ كانون الأول، يهدف إلى تقليص التمويل لغزو الكرملين لأوكرانيا من خلال استهداف عائدات النفط والغاز التي تشكل ما يقرب من نصف الميزانية الروسية.
وتضيف أن روسيا تجاهلت خطوة مجموعة السبع، التي تستهدف في المقام الأول التأمين على شحنات النفط، وجمعت "أسطول الظل" من السفن التي تواصل شحن نفطها ردًا على ذلك.
وتقول إن مرسوم الكرملين يدخل حيز التنفيذ في الأول من فراير/شباط وسيظل ساري المفعول لمدة خمسة أشهر.