آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-08:39ص
ملفات وتحقيقات

"الموزعي " وهب نفسه لخدمة بيت الله .. وتجاهله الناس في علاج مرضه

الإثنين - 16 يناير 2023 - 05:41 م بتوقيت عدن
"الموزعي " وهب نفسه لخدمة بيت الله .. وتجاهله الناس في علاج مرضه
(عدن الغد)خاص:

تقرير / د . الخضر عبدالله:

قد تجبرنا بعض المواقف على مخالطة أو التعامل في التواصل مع أشخاص من أصحاب الإعاقات المستديمة وخاصة العاملين في خدمة المجتمع.. حكاية ضيفنا في هذا العدد  " محمد سالم الموزعي " وسبق أن نقلنا اوضاعة المعيشية والمريرة قبل عامين تقريبا ، وهذه المرة و أثناء تواجدنا   في مسجد " الشوكاني " بمنطقة عمر المختار التابعة لمديرية الشيخ عثمان محافظة  رصدنا حالته  من باب خدمة المجتمع وبما توجبه عليك مهنة الصحافة وذكر أن " الموزعي "   يقوم بعمل شاق بخدمة بيوت الله  لا يقوى عليها  إلا الأصحاء .. ورغم  عمله مع الله إلا أنه لا يملك راتب شهري من الدولة.

معاناة الإعاقة

يحكي سالم الموزعي بدايات عمله في مسجد الشوكاني وقال :" حال وصولي إلى مدينة عدن من منطقة موزع  بتعز عملت في الكثير من الأعمال الشاقة  منها حمالة البضائع ، وعامل بنشر في تصليح إطارات السيارات، وبالفعل عانيت  الكثير من الصعاب جراء هذه  المهن الشاقة رغم قصر قامتي و لم امكث  طويلاً في المهنة وعملها الشاق، نظرا  لاعاقتي في العمود الفقري.

خادما لبيت الله

ويواصل الموزعي حديثه قائلا :" بعد ترك هذه الاعمال الشاقة قررت  في العمل لخدمة  " مساجد لله " لعلني ان القى الله وانا على هذه الحال في خدمة بيت من بيوته.

وحول عمله اليومي في المسجد  يروي الموزعي فصول عمله اليومي  ويقول :"قبل كل صلاة من الصلوات الخمس بنصف الساعة، أبدأ بتنظيف المسجد وتشغيل التكييف وإشعال البخور أحياناً، ثم  اقوم بتنظيف دورات المياه وتهيئتها للوضوء وتوفير المنظفات والمناديل للمصلين، وعقب انتهاء كل صلاة، أذهب  إلى غرفتي ، الصغيرة في محيط المسجد بعد أن أغلق بيت الله في الموعد المحدد من وزارة الأوقاف، أقوم بعمل طبخ الطعام،  ثم  في اليوم التالي أعود  مجدداً إلى عملي ، وهكذا يتكرر العمل 5 مرات في اليوم والليلة، إضافة إلى متابعة أوضاع المسجد، ومراقبة محيطه، وحمايته أحياناً، والتصدي لأي محاولة عبث أو تخريب إن وجدت.

ما يعمله " الموزعي  حياة حافلة و كاملة في  خدمة بيوت الله، لكنها لا تخلو من المفارقات والمشاكل والأشياء الإيجابية، المتمثلة في  العامل،ومع مرور الوقت أصبح " الموزعي وجهاً معروفاً لأهل المنطقة المحيطة بالمسجد، وكثيرون  يغضون عنه الطرف في عدم مساعدته ، او تقديم يد العون  ومساندة في حياته الباقية .. على حد تعبير الموزعي.

مشاكل يومية

ويسترسل محمد الموزعي حديثه شكو حاله إلى الله ثم اهل الخير والإحسان فقال :" ثمة مشاكل عدة اتعرض لها يوميا ، رغم  مرارة  غربتي  والعمل الشاق، منها عدم تفهّم بعض المصلين بقانون إغلاق مساجد التي أصدرتها الجهات المختصة بوزارة الأوقاف والإرشاد بعد كل أداء فريضة الصلاة.. ومضى يقول " و بعض المصلين عندهم مزاجية خاصة  عندما يدخلون للوضوء أو لقضاء حاجتهم يتسببوا في فوضى، مما يؤدي إلى متاعب  في عمل التنظيف، إضافة إلى تعرّضه للمضايقات أحياناً من قبل مجهولين.

ترضي من وتزعل من !

ويتابع  حديثه  ويقول :" اتعامل مع مختلف الأمزجة، فبعض المصلين يطلبون فتح مكبر الصوت أو أجهزة التكييف، وآخرون يطلبون عكس ذلك، وعبث الصغار لكن أكثر ما يزعجني هم الأطفال، وعند اصطحاب الآباء أطفالهم في أعمار صغيرة، وعندما نطلب منهم التزام الهدوء وعدم العبث لا يتقبل أولياء الأمور ذلك، وكثيراً ما حدثت مشاكل  نتيجة هذا السبب.

المعيشة القاسية

ويصف ( محمد الموزعي ) ظروفه بأنها صعبة للغاية ويرجع سبب عدم الاهتمام به من قبل مندوبين المنظمات والجمعيات الخيرية بإضافة أسمه وتقديم المساعدة له كونه يعاني من إعاقة مستديمة.

ويتابع حديثه :"  كثيرا ما نسمع عن حصول بعض الناس على مساعدات سواء كانت مالية وغذائية حتى الفرشان والبطانيات لا تصل للجميع ويتم توزيعها بالسر ونسمع في الأخير أن هناك من حصل على مساعدات.

من يفرج كربة الموزعي ؟

سألناه  " : هل هناك من يتفاءل  تحمله بتحقيق حلمك في ان تكون  يوما من الايام  ذات راتب شهري و متزوجا  تكمل نصف دينك  فأجاب " :   انا دائماً متفائل بان هناك  مؤسسات خيرية  داعمة  فلعله ياتي يوماً وتساعدني هذه الجمعيات ، في التخفيف عن معاناتي ولو بالشيء القليل، واملي في الله ثم في اهل الخير الذين ما ان يقرأون  معاناتي عبر صحيفتكم الغراء " عدن الغد " ويلبون في تخفيف العبء عني . استجابة لقول لله تعالى { وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله } ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " والله في عون العبد ما زال العبد في عون اخية " ويقول ايضاً.." من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كرب من كرب يوم القيامة "