تقرير يتناول عودة مطار الريان ومنفذ الوديعة إلى قبضة سلطات حضرموت..
ماذا تمثل عودة المرافق الاقتصادية الحيوية لحضرموت؟
ما هي الملفات الثقيلة التي يطالب "البحسني" الرئاسة بتسويتها؟
ماذا يعني للحضارم عودة مطار الريان وميناء الوديعة البري إلى الخدمة؟
ماذا تبقى للحضارم من مطالب؟
(عدن الغد) القسم السياسي:
تمثل محافظة حضرموت أهمية خاصة من الناحية الجيوسياسية، إذ تغطي هذه المحافظة اليمنية نصف المساحة من الشريط الحدودي الذي يجمع بين المملكة العربية السعودية واليمن.
خلال سني الحرب الثمان، والتحالف يحاول أن ينأى بحضرموت من أي بؤر توتر أو أي استقطابات سياسية حادة تساهم في زعزعة هذ الشريط الحدودي الطويل بين المملكة وبين حضرموت.
وتشهد حضرموت كبرى المدن الجنوبية مساحة وسكانا وموارد اقتصادية، استقطابا سياسيا محليا وبين مكونات جنوبية كبيرة أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي، ومؤتمر حضرموت الجامع الذي يرى أنه الحامل السياسي لكافة أبناء محافظة حضرموت.
ليس هذان المكونان الجنوبيان هما من يتنافسان على حضرموت الموقع والمساحة والثروة، فهناك مكونان آخران لهما أهمية كبيرة هما الائتلاف الوطني الجنوبي وحلف قبائل حضرموت، إضافة إلى "الهبة الحضرمية" الموالية للمجلس الانتقالي.
في الثالث من مايو الجاري أصدر محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي قرارا بشأن تشكيل لجنة للقيام بتقييم ودراسة أوضاع ميناء الوديعة البري وتفعيل المنفذ الرئيسي فيه.
وبحضور قيادات سعودية رفيعة تم تسليم مطار الريان للسلطة المحلية في المحافظة.
فماذا تمثل عودة هذه المرافق الاقتصادية الحيوية إلى محافظة حضرموت؟ وماذا تبقى للحضارم من مطالب؟.
> البحسني: في حضرموت ملفات ثقيلة!
يقول فرج البحسني محافظ حضرموت السابق وعضو مجلس القيادة الرئاسي إن لدى حضرموت ملفات ثقيلة في حاجة إلى اهتمام دقيق وخاص، وإعطاء خصوصية لهذه المحافظة، لثقلها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والقبلي، والثروة والمساحة.
وفي مقابله له مع صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية في مايو الجاري، دعا البحسني رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي إلى زيارة حضرموت، للوقوف أمام هذه الملفات.
وتابع البحسني أنه يأمل من هذه الزيارة أن تضع حلولا فورية ومعالجات عاجلة في ملف الكهرباء والمياه وملفات أمنية وعسكرية، وكذا الوقوف أمام الاختلالات الإدارية التي تشهدها المحافظة والعمل على معالجتها على وجه السرعة.
وأشاد البحسني بمحافظة حضرموت التي مثلت نموذجا في الحرب على الإرهاب والتخلص منه في ساحل حضرموت، وغدت مثالا في استتباب الأمن والاستقرار بعد قلق وخوف ابان سيطرة التنظيم، كما أنها حافظت على مؤسسات الدولة وسعت إلى التحول السريع نحو التنمية بعد طرد القاعدة منها في 24 أبريل 2016.
> الوديعة.. بوابة الوطن وبنكها المصغر!
يعد الوديعة أحد المنافذ البرية في محافظة حضرموت التي تربط اليمن بالسعودية، لكنه صار المنفذ الوحيد للمسافرين من وإلى اليمن منذ المعارك التي اندلعت في 2015.
ويقع منفذ الوديعة من الناحية الإدارية في محافظة حضرموت، ويعد أحد المنافذ الحدودية اليمنية مع السعودية والأكثر أهمية كونه مصدرا مهما للدخل القومي للبلد في وقتنا الحالي، كما يعد مركزا للتجارة والشحن بين اليمن والسعودية.
في مقابلة سابقة لمحافظ حضرموت، بن ماضي، أكد أن منفذ الوديعة حضرمي ولا يوجد فيه أي حضرمي!، وإن مسؤولية حمايته تقع على عاتق المنطقة السادسة التي ليس لها وجود في حضرموت.
وأكد بن ماضي على ضرورة استلام وإدارة المنفذ ووقف العبث والفساد بإيراداته.
وفي الثالث من الشهر الجاري تسلم محافظ حضرموت بن ماضي المنفذ بعد زيارة له بمعية رئيس هيئة الأركان للجيش اليمني، وقائد قوات الدعم والإسناد للتحالف العربي في اليمن، واطلعوا على سير العمل والعراقيل التي تواجه المسافرين والحركة التجارية فيه.
وبعد تسلم المنفذ أصدر بن ماضي قرارا بتشكيل لجنة تقييم ودراسة أوضاع المنفذ، والعمل على تفعيله خدمة للمسافرين.
وبهذا تكون حضرموت قد حسمت أحد الملفات الإيرادية الذي كانت تطالب بإدارته والإشراف عليه منذ وقت مبكر، وحسب مصادر لـ(عدن الغد)، فإن منفذي الوديعة والعبر سيتم حمايتهما وتأمينهما بقوة من اللواء الخامس (درع الوطن)، وتنتمي أغلب هذه القوة إلى محافظة حضرموت.
تذهب التقديرات الاقتصادية إلى أن إيرادات الميناء البري (منفذ الوديعة) في ظل ظروف أفضل بعد تأهيله ستصل إلى 43 مليار سنويا.
> مطار الريان.. مجددا في خدمة الحضارم
تشير التقارير الصحفية إلى أنه منذ 9 سنوات ومطار الريان في مدينة المكلا مغلق أمام المسافرين، في حين أصبح مطار الريان الشريان الأهم للتحالف كخط إمداد جوي لقواته في محافظات اليمن الشرقية ومحافظة سقطرى.
وظل المطار ثكنة عسكرية لوحدات من القوات الإماراتية والأمريكية والبريطانية، في الوقت الذي يعاني أبناء حضرموت من مشقة السفر عبر مطاري عدن وسيئون اللذين يبعدان مئات الكيلومترات عن عاصمة المحافظة مدينة المكلا.
ويوم الإثنين 8 مايو الجاري تم تسليمه للسلطة المحلية في حضرموت بحضور مدير عام المطار وممثل عن الهيئة العامة للطيران والأرصاد، في إطار توجيهات من الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالتنسيق مع قيادة التحالف العربي، وهو ما سينعكس بالشكل الإيجابي على الجوانب الإنسانية والاقتصادية والخدمية في المحافظة، وسيعمل على التخفيف من معاناة المسافرين والوافدين من وإلى محافظة حضرموت.
يقول مواطنون إن عودة المطار إلى الخدمة هي خطوة في استعادة وتفعيل مؤسسات ومرافق الدولة المعطلة، وتحسين الإيرادات والخدمات هي السبيل الأمثل لتخفيف معاناة السكان وتعزيز قدرة الدولة على ممارسة سلطاتها.
ويأتي مطار الريان من حيث الأهمية كثالث مطار بعد مطاري صنعاء وعدن.
> ماذا تبقى من ملفات حضرموت المُعلقة؟
نالت حضرموت حظها من إيرادات النفط بموجب توجيهات رئاسية من قبل الرئيس السابق عبدربه منصور هادي بنسبة 20% من إيرادات النفط، وهي النسبة التي تحصل عليها محافظتا شبوة ومأرب.
وماتزال هناك مطالب تقودها قيادة "الهبة الحضرمية" وحلف قبائل حضرموت وأصوات حضرمية أخرى، تتلخص بضرورة مغادرة أفراد وضباط المنطقة العسكرية الأولى في الساحل والوادي، وإحلالها بقوات عسكرية تنتمي إلى أبناء حضرموت، ويواجه هذا الطلب في الوقت الحالي بالرفض من عدة جهات في إطار حسابات تراها تلك الأطراف غير ملائمة في الوقت الحالي.
كما يطالب الحضارم مستقبلا بإقليم مستقل سواء ذهبت البلاد إلى دولة اتحادية أم ذهب الجنوب إلى دولة مستقلة، وورد هذا الطلب مرارا وتكرارا في وثيقة الميثاق الوطني لمؤتمر حضرموت الجامع، الحامل السياسي- كما يراه معظم أبناء حضرموت.
وحضرموت أكبر المحافظات اليمنية، وتمثل 60% من مساحة جنوب البلاد، وتمتلك شريطا ساحليا يمتد طوله إلى 450 كم، عوضا عن ثروة نفطية وسمكية ومعدنية، وموانئ.
وفي ساحل حضرموت توجد أغلب الشركات النفطية العاملة في المحافظة، ومطار الريان، وشريط ساحلي يضم ميناءي المكلا والشحر، فضلا عن ميناء الضبة النفطي.