تقرير يسلط الضوء على عودة الأسد إلى حضن الجامعة العربية
السعودية تعيد الأسد إلى عرينه.. ومن جدة تقود قطار المصالحة العربية
ماهي الرسائل السعودية من عودة سوريا للبيت العربي؟
هل تستعيد السعودية دورها القيادي في العالم العربي من هذه القمة؟
ماهي مضمون شكوى الرئيس العليمي بإيران لإخوانه العرب؟
هل وصلت رياح المصالحة بين الرياض وطهران إلى اليمن؟
(عدن الغد) القسم السياسي:
تعيش المنطقة العربية منذ عشر سنوات صراعات وحروب، وتدخلات إقليمية ودولية؛ تستهدف الأمن القومي العربي، ومن هنا تكمن أهمية القمة العربية في دورتها ال32 التي انعقدت في مدينة جدة السعودية.
وفي القمة أكد الأمير محمد بن سلمان للعالم المضي في السلام، مشددا القول إنه لن يسمح أن تتحول المنطقة العربية إلى منطقة صراعات.
وأضاف " بن سلمان " يكفينا مع طي صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة، وبسببها تعثرت التنمية".
وتزامنت هذه القمة مع الاتفاق السعودي - الإيراني الذي أسهم بعودة الجمهورية العربية السورية للحضن العربي ، ولأول مرة منذ تعليق عضويتها في الجامعة العربية منذ نحو 12عاما .
ولعل غياب التضامن العربي، وزيادة حضور الأجنبي في الدول العربية، إضافة إلى اندفاع بعض القوى المحلية إلى مزيد من الارتهان إلى الخارج، هي أبرز عناصر سيطرت على الواقع العربي في العشرية الأخيرة التي اعقبت ما سمي بثورات" الربيع العربي" .
ولم يغفل البيان الختامي للقمة العربية في جدة الأوضاع السياسية في اليمن، إذ أكد على دعم مجلس القيادة الرئاسي في اليمن لإحلال الأمن والاستقرار، وكذا دعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
السعودية تقود المصالحة العربية.. وتصنع السلام
شهد العالم العربي في السنوات العشر الفائتة اضطرابات سياسية حادة وعنيفة، وكان بحاجة إلى دولة عربية ذات نفوذ قوي، تعمل على احتواء هذه الصراعات والنزاعات وإخمادها.
ومع تصاعد رياح المصالحة السعودية الإيرانية منذ مارس من العام الجاري، ومع تراجع الدور الأمريكي في المنطقة، برز الدور السعودي عربيا وإقليميا.
ووفق مراقبين ومحللين سياسيين فإن السعودية تسعى لاستعادة دورها القيادي في المنطقة، وذلك بقيامها في احتواء الخلافات وإزالة التوترات الإقليمية، وردم الصراعات العربية البينية، والعمل على إحياء العمل العربي المشترك.
ولعل هذا السلوك السياسي للسعودية تجلى بدعوة الرئيس الأسد إلى العودة إلى البيت العربي، كما أرادت الرياض بإرسال رسائل لواشنطن، بأنها قادرة على ضبط ايقاع المنطقة، وصياغة معادلات سياسية إقليمية جديدة.
وهناك من الكتاب والمتابعين والمحللين يرون إن النشاط السياسي و الدبلوماسي للسعودية في الآونة الأخيرة، يصب لصالح اطفاء الحرائق في المنطقة، و باتت القيادة السعودية صانعة للسلام وأيقونة للوئام، إذ تدعو إلى إنهاء الخلافات والقضاء على النزاعات والصراعات العربية والإقليمية والدولية.
ولعل التحول الكبير في السياسية السعودية نحو لعب الوسيط في الصراعات والمنازعات العربية والإقليمية، يمنح القيادة السعودية الشابة أدوارا قيادية في الامساك بأكثر من ملف ساخن في المنطقة ،ويجعل منها دولة محورية في المنطقة بإمكانها أن تلعب أكثر من دور في هكذا ملف سياسي في المنطقة والإقليم والعالم - يقول آخرون.
أيها الأشقاء: هؤلاء هم الحوثيون
على الرغم من الالتزام من قبل الحكومة اليمنية بالهدنة ومن طرف واحد، إلا إن مليشيا الحوثي تقابل ذلك بالمزيد من التعنت، والمزيد من التصعيد.
يقول الرئيس " العليمي" في كلمته للأشقاء العرب: إن مليشيا الحوثي تمنع وصول السفن والناقلات التجارية إلى موانئ تصدير النفط، وتهدد بانتظام دفع رواتب الموظفين ،واعاقة فرص توسيعها لتشمل الموظفين في المناطق الخاضعة لها بالقوة.
وأشار الرئيس "العليمي إلى إن المليشيا الحوثية ترتكب انتهاكات فظيعة للقانون الدولي، بحشد أكثر من مليون طفل إلى معسكرات تعبوية متطرفة، إضافة إلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي ارتكبتها ضد المحتجزين والمغيبين والمخفيين قسرا في سجونها، كما روى بعض هذه الانتهاكات المفرج عنهم مؤخرا في عملية تبادل الأسرى.
يتابع الرئيس " العليمي": تستمر تلك المليشيات في تهديداتها لدول الجوار والسلم والأمن الدوليين، بنشر المزيد من الطائرات المسيرة والألغام البحرية والقوارب المفخخة.
وجدد الرئيس العليمي مطالبة الأشقاء بدعم جهود الحكومة اليمنية؛ لانعاش الاقتصاد، وتحسين الخدمات الأساسية، والتدخلات الإنسانية المنقذة للحياة.
كما طالب الرئيس العليمي الأشقاء والأصدقاء، العمل على استئناف العملية السياسية بموجب مرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ،وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخصوصا القرار 2216م.
العليمي يشكو إيران للعرب
كان من المتوقع إن ينعكس الاتفاق الذي رعته بكين مابين الرياض وطهران في العاشر من مارس 2023م على اليمن، إلا أن هذا الاتفاق ما يزال آثره محدودا على مجمل الأوضاع في اليمن، ويرى كثيرون إن رياح المصالحة لم تصل إلى اليمن بعد.
يقول الرئيس العليمي: لقد رحبنا بحذر في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بالاتفاق بين المملكة العربية السعودية الشقيقة وإيران، على أمل أن يؤدي ذلك إلى مرحلة جديدة من العلاقات الايجابية في المنطقة التي تصب في مصلحة الشعب ووقف مغامرات نظامه المدمرة، والتوقف في شؤوننا الداخلية.
لكنه في المقابل يرى " العليمي" إن استمرار انقسام المنظومة العربية، وعجزها عن الاستجابة للأزمات المسلحة يهدد بانهيار الدولة الوطنية، ويعمل على تجريفها لصالح المشاريع الخارجية التوسعية الدخيلة على المجتمع والهوية العربية والتراث الحضاري والاجتماعي.
وتمنى "العليمي" أن تسهم قمة جدة في استعادة المبادرة والتوافق على السياسات المشتركة التي تستجيب لإرادة الأمة، وتعلي من مصالحها وتضعها فوق كل اعتبار.
رياح المصالحة لم تصل بعد !
بذهب العديد من الخبراء إلى أنه كان من المعول كثيرا على المصالحة السعودية / الإيرانية أن تنعكس على تراجع مليشيا الحوثي عن انقلابها، إلا إن ذلك لم يحدث حتى الآن.
ووفقا لهذا الرأي فإن المليشيا الحوثية ماتزال تهدد أمن واستقرار الجوار الخليجي، وتقوض أي اتفاق أو جهد محلي أو إقليمي أو أممي يدفع قدما إلى التوصل إلى تسوية سياسية سلمية للصراع في اليمن، ويعمل على إنهاء الحرب في اليمن الممتدة نحو 8سنوات .
ولعل هذا السلول المليشياوي للجماعة الحوثية بحسب متابعين، هو ما جعل الرئيس العليمي يذكر إخوانه العرب في قمة جدة بتعنتهم وصلفهم، واستمرارهم بالعبث بأمن واستقرار واقتصاد البلد، ومواصلتهم تهديد الأمن القومي العربي، غير عابئين بدعوات السلام وجهود إنهاء الحرب في اليمن.