عند زيارتي لمدينة لودر تشرفت بمعرفة قامات وهامات أدبية وثقافية وإعلامية وشخصيات اعتز وأفخر بمعرفتهم في ديوان الشيخ السيد الهدار بن حفيظ برغم معرفتي به من ايام وكأنها سنوات من عفويته وإصالته قام مشكورا في جمع كل الطيبين ومنهم الكابتن علي محمد درعان وأخوة (مصطفى) كنت سعيدا بكل هؤلاء الطيبين الذين لم يبخلوا علي بكل ماكنت اريد أن عرفه عن عمهم الشاعر الكبير المرحوم علي احمد درعان رحمه الله عليه وقد تم اهداء لي دفتر شعر فيه كل قصائد بن درعان وهذا كرم منهم وثقة اعتز فيها وسأكون عند حسن ظنهم .
الشاعر الكبير المرحوم علي احمد درعان تاريخ أدبي وثقافي وفني ونضالي معروف أشهر من نار على علم عندما تذكر لودر يذكر علمها بن درعان وشعره الصادق المعبر عن معاناة مريرة عاشها بعد أن ظلم من جهات كانت ذاك الوقت لاتريد له النور بل اتهم بأنه عميل ومجنون وقيد وقد سمعنا اغنية بن درعان ياهيله ونعنعة عندما بدأت والدته بالشعر عندما جابوه لها مقيد أنه مجنون قالت اللي قطعني من ابني ياكريم اقطعه واخرجه بطر لافوطة ولامدرعة ورد عليها ابنها شاعرنا انذاك الوقت بأبيات القصيدة اتهم بالجنون وأنه عميل لأن شعره اوجع تلك الجهات آنذاك الوقت وحسب لجهات أخرى فهو بالعكس رجل حكيم وشاعر صادق حر يعيش على مبدأ الكرامة والإنسانية ورفض الظلم وقد قضى ثلاثون عام في منزله حبيس لايخرج منها حتى توفى هذا كان حال الكثيرين من شعراء الجنوب ومنهم من عاش وحتى مات بعيدا عن وطنه ومنهم الشاعر الكبير ابو الاحرار عبدالله هادي سبيت رحمه الله عليه وكثير من الاحرار للاسف لم يتم الاعتذار أو رد اعتبار له حتى مات هذا من يؤمن ويعيش على مبدأ ويكون شعره معبرا بكل قوة ومصداقية حتى في التكريم الاخير من قبل الانتقالي بلودر قبل أيام لم يكرم وكان التكريم لايليق بكل المبدعين تكريم عابر وشكلي دون أي اهتمام برعيتهم وعلاج كل مبدع يحتاج إلى السفر الى الخارج ومنهم المطرب الكبير الخضر سالم المقن للاسف .
شاعرنا بن درعان تعجز كل التعابير والكلمات عن وصفه وإعطاء هذا الفذ المناضل حقه لكن كتبت تلك السطور البسيطه حبا وعرفانا مني له ولأسرته الكريمه التي منها شعراء وعلى رأسهم الكابتن المعروف علي محمد درعان ابن إخوة لكن هذه القصيدة الذي يلقيها الكابتن علي ابن اخ شاعرنا هي لعمه المرحوم علي احمد درعان رحمه الله عليه جبل ينطح جبل ونتمنى الاهتمام بهذه الأسرة الكريمة في تحسين وضعهم المعيشي ..وتكريم شاعرنا وطبع كتاب اشعار هذا الحر الإنسان الأصيل والاهتمام بالثقافة والأدب في لودر بما تحمله من تراث وموروث ادبي وثقافي وفني زاخر وعريق وخروجها من التهميش والغمور في أحياء المهرجانات والشعر والأدب وإعادة البسمه لها بعد غياب طويل كتبت من فيض وغيض ماعرفت عنها..
نتمنى لشاعرنا المرحوم علي احمد درعان الرحمة والمغفرة برغم موته لكن تظل أشعاره تحمل فخر وعزه لهذه المنطقة الطيبة بأهلها الطيبين اجيال بعد اجيال حتى يرث الله الأرض وماعليها.