شاعرٌ يمنيٌّ يتألقُ في سماءِ تونسَ ...مثلما فعل سلفُه البردوني في مهرجان المربد في مطلع سبعينيات القرن هاهو ابن اليمن السعيد إبراهيم القحوي يُفجِّر المفاجأة في مهرجان تونس الدولي للإبداع الثقافي في دورته الثامنة المنعقد في تونس من 20- 22 يونيو 2023 رغم أنّ اسمه لم يكن في قائمة المدعوين مثل سلفه البردوني إلا أنّ سليل سبأ والتبابعة وابن الأقيال اليماني يأبى إلا أن يكون الحصان الأسود اليعرُبي الأصيل ويذهل الحاضرين من مختلف البلدان العربية والنُّقاد بهذا الأداء الرائع والأبيات المتناسقة ذات الصور البلاغية الإيحائية مجددًا في إطار القصيدة العمودية التي يبدو أن الجيل الجديد من الشعراء قد عاد إليها بعد فشل القصيدة الحداثية ... الجدير ذكره أنَّ الطالب إبراهيم القحوي يعمل معيدًا في جامعة الحديدة ... وهو يستعد هذه الأيام لإصدار ديوانه الأول.
نماذج من أشعاره المتميزة
تونس: بعض قصيدة قالها بمناسبة مرور عامين له في تونس:
عَـامَـانِ تَـفْـتَرِشِينَ بَـــوْحَ صَـبَابَـتِي
عِـشْـقَـًا وَيُمْـطِـرُنِـي هَــوَاكِ تَـفَـاؤُلا
عَـامَـانِ تَحْتَشِدِينَ مِـلْءَجَـوَانِـحِي
شِــعْـرَاً وَأُغْـنِـيَـةً وَحُـلْـمَـاً فَـاضِــلا
عَـامَـانِ يَنْـظُـمُنِي بَـهَـاكِ قَـصَـائِـدَاً
وَيَفِـيـضُ غَيْمُكِ بِالوِصَـالِ جَـدَاوِلا
لَمْلَـمْـتُ مِنْ وَجَـعِ اغْـتِرَابِي أَحْـرُفَاً
عَـيْـنَـاكِ تَـعْـزِفُـهَـا جَــوَىً وَبَـلابِــلا
سَيَظَلُّ هَذَا الوَجْدُ يَنْقُشُ فِي دَمِي
ذِكْـرَاكِ إِنْ جَـفَّ الـمَـدَى وَ تَـطَـاوَلا
لا عَاشَ مَنْ جَحَدَ الوَفَاءَ وَلَمْ يَصُنْ
عَـهْـدَ الـصَّـبَـابَـةِ أَوْ عَــدَاكِ مُـغَـازِلا
وقصيدة أخرى في الحثِّ على الإخلاص والوفاء بعنوان يـاأنتَ:
أَتُـرِيـدُ أَنْ أَحْـبُـوكَ فَـيٍٍْـضَ مَــوَدَّتِـي
وَأَمُـدَّ حَـبْلَ الـوَصْلِ، أَشْحَـذَ هِمَّتَكْ؟
أَتُـرِيـدُ أنْ أَرْعَـى شُمُوسَكَ وَالضُّحَـى
كَـيْـمَـا أُظَـلِّـلَ فِي الـهَـوَاجِـرِ قِـمَّـتَكْ؟
أَتُـرِيـدُ أنْ أَقْـضـِي الَّلـيَـالِيَ حَــارِسَـًا
خَلْفَ الـدُّجَى لِأَصُونَ فِيهَا نَجْـمَـتَكْ؟
أَتُــرِيــدُ مِـنِّـي أَنْ أُجْـــدْوِلَ أَنْــهُــرِي
عَــذْبَــاً زُلالاً ، كَـيْ أُعَــلِّـلَ وَرْدَتَــكْ؟
أتُـــرِيــدُ مِــنِّـي أَنْ أُبَــادِلَـكَ الــوَفَـــا
وعَلَى دَمِـي الآسِــي أُدَوِّنَ أُلْـفَــتَـكْ؟
أَتُـرِيــدُ أَنْ يَـتْـلُـوكَ قَـلْــبِـي سِـــيـرَةً
فَــوَّاحَــةً بَــيْـنَ الأَنَــامِ وَيَـنْـعَــتَـكْ؟
أَتُــرِيــدُ ذَاتِــيَ أَنْ تُـشَـتِّـتَ شَـمْـلَـهَـا
كَـيْـمَـا تُجَـمِّـعَ يَـافَــدَيْـتُـكَ فُـرْقَـتَـكْ؟
هَــيِّـئْ إذَنْ قَـلْـبَـًا صَــدَى نَـبَـضَـاتِــهِ
حُــبٌّ يُـرَقِّـشُ فِي الـفُـؤَادِ مَـحَـبَّـتَكْ
وفي خطابه للعابرين الذين قد أنِسَ بهم وبقربهم فعزموا على الرحيل:
مَهْلاً أيُّها الـعَـابِـرون:
أَقِـيـمُـوا هُـنَـا أيُّـهَـا الـعَـابِــرُونْ
فَـهَـٰـذَا فُـــؤَادِي لَـكُـــمْ مَــــنْـزِلُ
أَقِـيـمُـوا عَلَى رَوْضِـهِ وَاعْـزِفُـوا
تَــبَـارِيـحَــكُــمْ أيُّــهَـا الــرُّحَّـــلُ
وَحَـاشَـاكُـمُ الـهَـجْــرَ حَـاشَاكُـمُ
فَـقَـدْ يَحْـطِـمُ الـرُّوحَ أوْ يَقْـتُـلُ
وفي الصداقة الخالصة التي يعتبرها من المواثيق المقدّسة في الحياة يقول:
"الصَّدَاقَـةُ":
بَعْضُ الصَّدَاقَاتِ يَاصَحْبِي لَـهَا وَهَـجُ
كالمِسْكِ طِـيـبَـاً لَـهُ الأَذْواقُ تَـبْـتَـهِـجُ
مِثْلُ الصَّبَاحَاتِ إنْ جَـادَتْ غَمَائِـمُـهَا
بَلْ مِثْلُ غَـيْدَاءَ قَـدْ صَلَّى لَهَا الغَـنَـجُ
أَحْـلَى مِـنَ الشَّهْدِ طِيبَاً حِينَ تَـرْشُفُهُ
أَسْمَى مِنَ الـحُـبِّ لا مَـيْلٌ وَلا عِــوَجُ
وَالبَـعْـضُ يَا أنْـتَ كَالأدْوَاءِ مُـزْعِـجَـةٌ
فَـانْـبِـذْ إلَـيْـهَـا وَلا يُلْـزِمْـكَـهَـا الحَـرَجُ