لقد خُضتُ معارك عديدة كي أُتَوِّجَهُ سُلطاناً، لكنه ظلَّ يحدث نفسه أني لا أستحق ثقته فأنا لست من منطقته، لقد كنت أراه سلطاناً وكان يراني خائن.
كنت أريد أن أخبره أن حتى جسده قد ملَّ من حمل جمجمته الفارغة، لكنَّ جسده لا يملك خيار فالسيف هو من يحرس هذه الجمجمة الغبية حتى لا تُقطع على يد الثوار.
كل هذه الذكريات مرت وأنا أجتز هذه الجمجمة وأحملها في يدي وأترك جسد السلطان على العرش حالهُ كحال الوطن دون رأس.. كانت عينا تلك الجمجمة شاخصةً نحوي وأنا أصقل سيفي وهي معلقة على الجدار تتساءل من التالي.
حينها استيقظت وأدركت أني كنت أحلم، وكان عليَّ أن أُخفي حُلمي تحت الوسادة حتى لا يراه أحد، فالحلم بالحرية يعد خيانة في وطن مكبل تحت عرش السلطة القمعية، لم أكن أعلم أن حُكم الوطن بقبضةٍ من حديد يعد عملاً بطولياً.
سأخبركم شيء عن الحرية في وطني؟
الحرية لا تزورنا إلا في الأحلام إنها تتسلل خلسة حتى لا يستيقظ الخوف في داخلنا.. فالخوف هو الدرع الذي أهداه السلطان لنا كي يحمي نفسه من الغد.. ففي وطني يرتدي الشعب مُجبراً دروع الخوف حتى لا يحلم بالغد.
لا أعلم لماذا لم تعد تزورنا الأحلام بالحرية في المنام؟؟
لم نعد نحلم لم نعد ننام، هل نحن أشباح هل متنا في إحدى الزنازين لا أحد يجيب.