ربااااهُ .. ناداكَ ذو ضَــرَّاءَ لم يَـنَـمِ
بما دعاكَ به ذُو النونِ في الظُّـلَـمِ
هذا السُّعالُ أعاصيرٌ تدمدم في
صدري وتـذرُوهُ في دوامـةِ العَـدَمِ
أبِـيتُ والسُّـهدُ جـمـرٌ كِـيرُهُ رئتي
ومهجتي بالجوى مشبوبةُ الألـمِ
روحي سراجٌ شهيقُ الريحِ يَخـفِـقُـهُ
حينا ..(ويخـنـقُهُ حينا نُضُـوبُ دمي)
داءٌ يهـدهـدُ أركانا مـهـدمةً
مني .. فمن لي بركنٍ غيرِ مـنـهدِمِ ؟
أغفُـوْ وليلُ عنائي عابسٌ بدمي
أصحو وصبحُ اصطباري بـاسـمٌ بفـمي
فلا يبوحُ بما ألقى سوى أَرَقٍ
ولا يلـوحُ الذي يعـيَىْ به قلـمي
لم أشْكُ ياخالقي للخلقِ معترضا
دائيْ بصدريَ سـرٌّ غـيرُ مُـنْكَـتِمِ
فمَـنْ سـواكَ لمكروبٍ.. ملبَّدةٍ
آفاقُـهُ بدخانِ الضيق والسَّـأَمِ ؟
دنياهُ سُـبُّـورةٌ لَـيْـلَاءُ حَـالِـكةٌ
مطلـيَّةٌ بسوادِ البؤسِ والنـدمِ
عشرين حَـولًا طواها حارثـًا دَمَـهُ
وازدادَ تسعًا عـجافًا في لـظى السقـمِ
ورغـمَ مافيه إلا أن دمعـتَهُ
سـحابةٌ تزرعُ الإنباتَ في العُــقُمِ
فكم لأمزانها اهتزت ربًا ورَبَـتْ
و أنبتَـتْ سنبلاتِ الخيرِ والكرمِ
كم نحلةٍ رشَـفَـتْ أزهارَهُ ولَـهَـتْ
مع الغصونِ على أرجوحةِ النَّـسَـمِ
وكم تهادىْ على أفنانِ أحـرفِـهِ
طـيرٌ تَـلَا وِرْدَهُ من (ن . والقلمِ )
واليوم َ يَـنْـزِفُـه وَهْـنٌ ،ويعـزفُهُ
حُــزْنٌ كترجيعِ نَـايٍ دامِـيَ النَّـغَـمِ
أوتارُهُ تـتلاشـي مـن رَبَـابَـتِـهِ
وثـغـرُهُ يتحاشى رعشةَ الـكَلِـمِ
سَـدِيْمُ* طُبْـشورِه في صدره سَـــدَمٌ*
ومـنهُ كَـيْنُـونَـةُ الأقـمارِ والنُّـجُــمِ
معـلِّـمٌ ماحنى للجـهلِ قامتَـهُ
مُـرفـرِفٌ في صروحِ العِلمِ كالعَـلَـمِ
نسيجُـهُ الكـبريَاْ.. والعـزُّ صِـبْـغَـتُـهُ
مُـذْ كانَ خَـيْـطاً بِـبَـالِ المجدِ والشَّـمَـمِ
لا تُـسْـلِمـُوهُ لآلامٍ تُـنَـكِّــسُهُ
تهـوي بـهِ ريحُـها من عاليَ القِـمَـمِ
يقولُ والقولُ مخنوقٌ بِـعَـبْـرَتِـهِ :
متى سأعبُـرُ آلاميْ إلى حُـلُـمِـي ؟
هل آنَ أَنْ أطْـرحَ الطبشورَ مُـنطـرِحًا
فِيْ فَـيْءِ عُمْري قُبَـيْلَ العَجْـزِ والهَـرَمِ؟
أم أنني سأرى النسيانَ مِنْـسَأَةً
بها أنُـوءُ كَـلِـيلَ الكفِّ والقــدمِ؟
إنَّ الرجاءَ لَـتَحـدُوْنيْ رواعـدُهُ
وأصدقُ الوعـدِ وَدْقٌ من فَـمِ الـدِّيَـمِ