إلى أرضالنبوات ، إلى الأقصىالمبارك إلى الوحيإلى منابت الأنبياء،والأرض المقدسة، فلسطين .أرض النبوات، ومسرى الرسول،وإرث الأمة الخاتمة.إلى تلك البقاع التي باركها الله وبارك ما حولها .إلى أكثر أرض،في هذه الدنيا خطا فيها الأنبياء،ومازجت نسماتها أنفاسهم، وسمعت أفياؤهالتراتيلهم ومناجاتهم ، وتبلّل ثُراها بدموعهم ودمائهم ، وفي أوديتها وعلى المنخفض منهادرج أكثر الأنبياء ، واستقبلت أطفالها مع كبارها، وحي الله من السماء.لا يكاد واد من أوديتها لم يشهد مرور نبي ، ولامروّج للبضائع مع صخب المتسوقين .يسمع تسبيحة رسول،لو نطقت حجارتها لروت لنا حكاية بعثة،ولو تكلمت جبالها لقصتعلينا مولد رسالة، ولو انحصر ظاهرُهاعن باطِنها لهالتككثرة مراقد الأنبياء،ورفاة الصالحينوالأولياء، من كل الشرائع ،كانت الأجيالتتعاقب على ثراها؛لا تخلو من نبي أو أنبياء، في زمن واحد، وربما قرية واحدةمن قرى فلسطين، كان بها؛النّسّاك المبثوثينعلى صعيدهاامتلأت بالانبياءكأنه ربيع أفانين الزهر، من محاريب المتبتلين تجدها في منحنيات الأودية،وصوامع المتعبدينوبيعهم النائيةعن القرى والأبنية،عُبِدَ الله فيها زمناً أطول من أزمان بقية الأرض.لذا كانت فلسطين ميراث النبواتوعهد الرسالات وميلاد الشرائع...كلما سلف نبي خلفه نبي، تطاولت بهم الدهور وتتابعت عليهم الحِقب،وتعاقبت الأمم حتى أسلم اللهمقاليدها لهذه الأمة الوارثة، لوحدانية الرسالات وخلاصة النبوءات، ولرسولها المبشّر بهفي كل الأمم السالفة.فهو البيت الذي عظمته المِلل، وأكرمته الرسل، وتليت فيه الكتبالأربعة المنزلة:الزبور والتوراة،والإنجيلوالقرآن.يافلسطين، يا إرث النبواتوالحضارة.لك التحية ،مبعوثة من كل قارة.