آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-08:32ص
أدب وثقافة

فلسطين إرث النبوات (نثر)

الخميس - 21 ديسمبر 2023 - 10:06 ص بتوقيت عدن
فلسطين إرث النبوات (نثر)
كلمات / حسين السليماني الحنشي

 


إلى أرض
النبوات ، إلى الأقصى
المبارك 
إلى الوحي
إلى منابت الأنبياء،
والأرض المقدسة، 
فلسطين .
أرض النبوات، 
ومسرى الرسول،
وإرث الأمة الخاتمة.
إلى تلك 
البقاع التي باركها الله 
وبارك ما حولها .
إلى أكثر أرض،
في هذه الدنيا 
خطا فيها الأنبياء،
ومازجت نسماتها 
أنفاسهم، 
وسمعت أفياؤها
لتراتيلهم 
ومناجاتهم ، 
وتبلّل ثُراها بدموعهم 
ودمائهم ، 
وفي أوديتها وعلى 
المنخفض منها
درج أكثر الأنبياء ، 
واستقبلت أطفالها 
مع كبارها، 
وحي الله من السماء.
لا يكاد واد من أوديتها 
لم يشهد مرور نبي ، 
ولامروّج للبضائع 
مع صخب المتسوقين .
يسمع تسبيحة رسول،
لو نطقت حجارتها 
لروت لنا حكاية بعثة،
ولو تكلمت جبالها لقصت
علينا مولد رسالة، 
ولو انحصر ظاهرُها
عن باطِنها لهالتك
كثرة مراقد الأنبياء،
ورفاة الصالحين
والأولياء، 
من كل الشرائع ،
كانت الأجيال
تتعاقب على ثراها؛
لا تخلو من نبي أو أنبياء، 
في زمن واحد، 
وربما قرية واحدة
من قرى فلسطين، 
كان بها؛
النّسّاك المبثوثين
على صعيدها
امتلأت بالانبياء
كأنه ربيع أفانين الزهر، 
من محاريب المتبتلين 
تجدها في منحنيات الأودية،
وصوامع المتعبدين
وبيعهم النائية
عن القرى والأبنية،
عُبِدَ الله فيها 
زمناً أطول 
من أزمان بقية الأرض.
لذا كانت فلسطين 
ميراث النبوات
وعهد الرسالات 
وميلاد الشرائع...
كلما سلف نبي خلفه نبي، تطاولت بهم الدهور 
وتتابعت عليهم الحِقب،
وتعاقبت الأمم 
حتى أسلم الله
مقاليدها 
لهذه الأمة الوارثة، 
لوحدانية الرسالات 
وخلاصة النبوءات، 
ولرسولها المبشّر به
في كل الأمم السالفة.
فهو البيت الذي 
عظمته المِلل، 
وأكرمته الرسل، 
وتليت فيه الكتب
الأربعة المنزلة:
الزبور 
والتوراة،
والإنجيل
والقرآن.
يافلسطين، يا إرث النبوات
والحضارة.
لك التحية ،
مبعوثة من كل قارة.