آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-08:32ص
ملفات وتحقيقات

تحليل: هل من دلالات سياسية وراء تأسيس مجلس شبوة الوطني؟

الأحد - 28 يناير 2024 - 09:08 ص بتوقيت عدن
تحليل: هل من دلالات سياسية وراء تأسيس مجلس شبوة الوطني؟
(عدن الغد)خاص:
مجلس شبوة الوطني.. ورقة ضغط سياسية أم دوافع وطنية؟!

لماذا أثار المجلس العديد من التساؤلات لدى الأواسط السياسية؟

أي دور محتمل للمجلس.. يجمع الشمل أم يفرقه؟

في أي ظروف سياسية سيعمل المجلس؟

هل يحقق المجلس أهدافه المعلنة؟

مجلس شبوة.. بين التأييد والمعارضة

مجلس شبوة.. السياق والدلالة

(عدن الغد) عبدالله جاحب:

جاء الإعلان عن إشهار مجلس شبوة الوطني ليحمل معه الكثير والعديد من التساؤلات والمتناقضات والتأييد والمعارضة حول تلك الخطوة وذلك الكيان والمكون، الذي يختلف كثيرا عن بقية المكونات، نظرا لمكانة المحافظة وتوقيت وزمان الإعلان والإشهار.

> بين التأييد والمعارضة

بين مؤيد ومعارض ولد من رحم شبوة مجلس شبوة الوطني، وكانت تلك الولادة حافلة بالكثير من علامات الاستفهام منذ الوهلة الأولى، لبزوغ المجلس وإعلان إشهاره، وحفل بالكثير من التأييد والعديد من أصوات المعارضة.

وقال المؤسسون للمجلس إن الهدف منه الدفاع عن حقوق أبناء المحافظة وحفظ ثرواتها ومقدراتها، والدفاع عن كل المكتسبات التي تحققت، وتفويت أي استغلال لضعف الدولة أو اختلال في مؤسساتها الرقابة، بما يعود بالضرر على المحافظة خصوصاً والوطن بشكل عام.

بينما يرى فيه البعض بأنه ورقة ضغط سياسية مثلة مثل بقية المكونات والمجالس في المحافظات الجنوبية على خلاف مجالس حضرموت والمهرة وعدن، وأن الهدف منه هو إعادة ترتيب الأدوار والمواضع، لعدد من كثير من الشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية والقبلية، التي قذفت بهم معطيات ومنعطفات المرحلة الراهنة، وكل ذلك هو عبارة عن إيجاد موطئ قدم لتلك الوجوه، من خلال استخدام أسلوب الضغط السياسي بورقة ذلك المجلس.

> لملمة الصف أم تمزيقه؟

وفي هذا السياق أكد الشيخ راجح سعيد باكريت عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، إن إعلان ما يسمى بمجلس شبوة الوطني مماثل لمجلس صلاح باتيس الشرقي.

وأشار باكريت إلى أن هذه نتائج التهاون مع بقايا وفلول حوار صنعاء المنتهي، وترك لهم مساحة بين المهرة وسيئون أفرز هذه الأوهام، مضيفا بأن خطة الممول واضحة وتتحرك نحو محافظات الجنوب الأخرى بهدف شق الصف وتمزيق اللحمة الوطنية الجنوبية.

وأهاب الشيخ باكريت بأن الوضع الحالي بحاجة إلى مراجعة شاملة وتوجيه البوصلة نحو المهرة وسيئون بشكل واضح، ما من شأنه إعادة ترتيب البيت الجنوبي كاملاً وفرض أمر الواقع، وتفويت الفرصة على المتربصين بأمن واستقرار الجنوب وسيادة أراضيه واستقلاله.

> مفترق طرق

فبين هذا وذاك يقف مجلس شبوة الوطني في مفترق طرق محفوفة بالكثير من المخاطر وملغومة بسيل من الصعوبات والتحديات والعراقيل، فهل يكون مجلس شبوة الوطني بصيص أمل لنزعة وطنية تحمل رسم خارطة جديدة لأبناء شبوة أم يكون ورقة ضغط سياسية لمآرب ذاتية سلطوية؟ وهل يكون بوابة العبور إلى الحكم الذاتي؟

مخاض عسير ومنعطفات وتحديات وضعت شبوة في مفترق طرق متعددة ومختلفة في محافظة تملك من المؤهلات والقدرات ما يجعلها أن تحتل وتتبوأ المراتب الأولى، ويعود عليها وعلى أهلها وسكانها بالنفع والفائدة الكبيرة، رغم كل ما أحيط بإعلان وإشهار مجلس شبوة الوطني من حالات الشد والجذب، إلا أنه في عيون الكثير قد يكون بوابة العبور إلى مصاف الحكم الذاتي والمستقل للمحافظة، وذلك ما أكدت بعض القوى الحزبية والقيادات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والقبلية.

> مباركة قوى سياسية وحزبية ورسمية

أصدر المؤتمر الشعبي العام الجنوبي، بيانا صحفيا بارك فيه تشكيل مجلس شبوة الوطني العام، متمنياً لقيادته التوفيق في مهامهم وأعمالهم، معبراً عن عظيم تهانيه لهم بنجاح تشكيل وإعلان المجلس والثقة الممنوحة لهم.

وفي البيان الصادر عن مكتب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي العام الجنوبي، المهندس أحمد بن أحمد الميسري، أكد البيان دعم المؤتمر الشعبي العام الجنوبي، ووقوفه إلى جانب مجلس شبوة الوطني وكافة القوى والمكونات الوطنية في المحافظات وعلى مستوى الجنوب عامة، لتعزيز العمل المشترك لخدمة مصالح المواطنين وتحقيق تطلعاتهم، وإنجاح العمل الوطني الموحد لأهميته في إرساء قيم الشراكة والانتصار للقضايا المصيرية وبناء مستقبل آمن ومستقر على امتداد وطننا المكلوم.

وفي ذات السياق رحب تجمع القوى المدنية الجنوبية وبارك الخطوة الشبوانية بتشكيل المجلس الوطني لمحافظة شبوة (مجلس شبوة الوطني العام)، ويؤكد التجمع أن المجالس الوطنية للمحافظات لا تعني خصومة ضد طرف أو قضية معينة بل على العكس فهي تمثل خطوة طيبة تصب في مضمار استعادة فاعلية مؤسسات الدولة الوطنية من خلال تنظيم وإدارة شؤون هذه المحافظات والدفاع عن حقوق أبنائها، بعد أن غابت مؤسسات الدولة أو تم تغييبها في إطار الصراعات الخادمة للمشاريع والدعوات والتوجهات غير الوطنية التي جعلت من الوطن ساحة صراع يدفع ثمن فاتورتها أبناء الوطن من أمنهم واستقرارهم ومعيشتهم.

وجدد تجمع القوى المدنية الجنوبية في سياق بيانه الدعوة لبقية المحافظات بالسير على خُطى محافظات شبوة وحضرموت والمهرة في تشكيل مجالسها الوطنية، والشروع في إدارة أمورها لرفع المعاناة عن أهلها والمطالبة بحقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والخروج من نفق المساومات السياسية المظلم التي تحولت فيه متطلبات الحياة اليومية للناس فيها إلى أوراق تتقاذفها الجماعات المسلحة المتصارعة على نصرة مشاريع الإقليم في اليمن عامة والجنوب بشكل خاص.

وفي ختام بيان التأييد نقل تجمع القوى المدنية الجنوبية التهاني لأبناء شبوة بهذا الإنجاز الكبير وخص بالذكر الشيخ الثائر والمناضل والمقاوم صالح بن فريد العولقي، لنيله شرف رئاسة مجلس الحكماء، متمنيا له ولكل إخوته في هيئات المجلس التوفيق والسداد لخدمة شبوة وأهلها.

وأعلن رئيس مجلس الشورى اليمني، والنائب الأول لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، عن موقفه من إشهار مجلس شبوة الوطني العام.

وعبر بن دغر عن تهانيه "للإخوة في محافظة شبوة الذين وحدوا صفوفهم، في مجلس محافظة شبوة الوطني، باتجاه القضايا الأساسية التي تحفظ المصلحة العامة وتحافظ على وحدة المحافظة وتماسك نسيجها الاجتماعي، وإيجاد إطار سياسي مدني يوحد الرؤى وينظم الجهود، تحسبًا للمرحلة القادمة التي يمر بها وطننا اليمني الحبيب".

وقال في تدوينة على حسابه (إكس): إن "هذه خطوة للأمام تعزز الاتجاه نحو وطن موحد، يمن اتحادي وديمقراطي تسوده العدالة والمساواة في السلطة والثروة، يمن يشارك الجميع في صياغة مستقبله، وينعم الجميع بخيراته، يمن يسوده السلام والوئام بين أهله، فتهانينا لشبوة وأهلها".

كل ذلك يجعل شبوة في المقام الأول ومجلس شبوة الوطني أمام خوض تحدي وتجربة قد تكون بوابة العبور إلى الحكم الذاتي والمستقل واسع الصلاحيات للمحافظة، ولن يكون ذلك الطريق مفروش بالورد والزهور، بقدر ما يكون محفوف وملغوم بالمخاطر والعقبات والتحديات.