مع تزايد متطلبات الحياة اليومية والتحولات المتسارعة في أنماط العمل وزيادة السفر، أصبح الطلب على الأطعمة الجاهزة ذات العمر الافتراضي الأطول في ارتفاع مستمر.
يتم تطوير هذه الأطعمة لتناسب مختلف الثقافات وتلبي حاجة الأفراد للراحة وسهولة الاستهلاك.
* تأثير المواد الحافظة على الصحة العصبية والتدهور الإدراكي
لتلبية هذا الطلب، زاد استخدام المواد المضافة والمواد الحافظة والألوان الصناعية في الأطعمة الجاهزة.
ومع ذلك، فقد كشف أحد الخبراء أن الإفراط في تناول هذه المواد لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية والتأثيرات الضارة على الصحة الإدراكية العصبية.
تشمل هذه الأطعمة فائقة المعالجة مواد مثل الملونات الصناعية والبنزوات والمحليات غير الحرارية، والتي ثبت أن لها تأثيرات ضارة على الصحة العقلية، مثل تقليص فترات الانتباه، وزيادة مشاكل القلب والأوعية الدموية، واضطرابات التمثيل الغذائي، بالإضافة إلى التدهور الإدراكي العصبي على المدى الطويل.
وقد أظهرت الدراسات أن هذه المواد الكيميائية يمكن أن تساهم في الإجهاد التأكسدي والالتهاب العصبي، وكذلك التدخل في تخليق النواقل العصبية ونقل الأيونات في الدماغ.
أظهرت دراسات أخرى على الحيوانات أن المواد الكيميائية قد تؤثر أيضًا على ميكروبات الأمعاء، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج النواقل العصبية المهمة، حيث أن الأمعاء تتواصل مع الدماغ عبر العصب المبهم، والاضطرابات في ميكروبات الأمعاء يمكن أن تؤدي إلى ضعف القنوات الأيونية وتقليل مستويات النواقل العصبية، مما يزيد من تفاقم الوضع العصبي.
* مخاطر تناول المواد الحافظة بشكل منتظم على المدى الطويل
وفي هذا السياق، أكد الدكتور آشيش جوسار، استشاري طب الأعصاب في مستشفى سيفي في مومباي، أن التعرض المزمن لكميات كبيرة من المواد الحافظة يمكن أن يؤدي إلى تدهور الإدراك العصبي، ويظهر ذلك في أعراض مثل الاكتئاب، والقلق، ونقص الانتباه، والعدوانية، والخرف، وفقا لموقع انديا تي في نيوز الهندي.
وأضاف أنه على المدى الطويل، يمكن أن تساهم هذه الأنماط الغذائية في تطوير حالات تنكسية مثل مرض باركنسون، والزهايمر، وأشكال أخرى من الخرف.
و يمكن أن تؤدي الأطعمة المحفوظة إلى خلل في التوازن الهرموني، مما يؤثر على الغدة الدرقية ويترتب عليه عواقب معرفية مدى الحياة، خاصة بالنسبة للأطفال والبالغين.
* التوصيات للحفاظ على الصحة العقلية والجسدية على المدى الطويل.
من أجل الحفاظ على صحة جيدة على المدى الطويل، يوصي التقرير باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات كبيرة من الخضروات الورقية الخضراء والفواكه الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية.
كما يُنصح بتقليل تناول الأطعمة المحفوظة والحد من استهلاك اللحوم المصنعة، اللحوم الحمراء، المشروبات السكرية، والأطعمة السريعة المقلية والكحول، وذلك للحد من المخاطر الصحية وتعزيز الصحة الإدراكية.