آخر تحديث :الأحد-19 يناير 2025-11:17ص
اليمن في الصحافة

جبهة اليمن و«هدنة غزة»… ماذا سيتغير؟

الأحد - 19 يناير 2025 - 08:01 ص بتوقيت عدن
جبهة اليمن و«هدنة غزة»… ماذا سيتغير؟
كتب : أحمد الأغبري

مع إعلان توصل الطرفين الفلسطيني ممثلًا في حركة حماس والإسرائيلي إلى اتفاق هدنة قد يترتب عليه اتفاق وقف إطلاق نار شامل، يتجلى سؤال سريع فيما يتعلق باليمن كجبهة إسناد: هل اتفاق وقف إطلاق النار سيغلق أزمة البحر الأحمر؟ وهل سيوقف الهجمات المتبادلة بين «أنصار الله» وإسرائيل؟ وتبعًا لذلك؛ هل سيتم استئناف مسار السلام المتعثر في البلد؟


في حال افترضنا نجاح تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في مراحله الثلاث فما سيتغير في جبهة اليمن.

وتمثل جبهة اليمن إحدى أهم جبهات إسناد غزة؛ وذلك من خلال هجماتها البحرية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها، وكذلك عملياتها في العمق الإسرائيلي

حالة تهدئة


يعتقد أستاذ علم الاجتماع السياسي في مركز الدراسات والبحوث اليمني بصنعاء، عبدالكريم غانم، أن يتأثر اليمن إيجابيًا في حال نجاح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

فعلى صعيد مآل أزمة البحر الأحمر والعمليات في العمق الإسرائيلي ومسار عملية السلام يقول غانم : «من المتوقع أن تتراجع الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، والأمر نفسه ينطبق على الهجمات الحوثية بالصواريخ والمسيرات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، في حيفا ويافا وغيرها من المدن والمستوطنات الإسرائيلية، فاتفاق وقف إطلاق النار الذي وجد ترحيبًا واسعًا في غزة، ونظرت إليه إيران، الحليف الاستراتيجي للحوثيين، باعتباره انتصارًا لحركة حماس وللمقاومة بشكلٍ عام، من المتوقع أن يحظى بترحيب الحوثيين والتزامهم به، تعبيرًا عن مساندتهم لغزة، إلا إن التعقيدات التي تحيط بتطبيق بنود هذا الاتفاق في مراحله المختلفة، ستجعل أزمة البحر الأحمر في حالة تهدئة، قابلة للتصعيد في أي لحظة، وفقًا للتطورات في قطاع غزة». وأضاف: «وإذا كان من شأن نجاح التسوية بين حماس وإسرائيل أن تفضي إلى وقف الاستهدافات الحوثية للمدن والمستوطنات الإسرائيلية، فمن غير المتوقع أن يتم طي أزمة البحر الأحمر نهائيًا، إذ من المحتمل أن يقوم الحوثيون وإيران بتوظيف ورقة البحر الأحمر في مواجهة العقوبات الأمريكية والضغوط الاقتصادية القصوى المتوقعة من إدارة ترامب، ضد إيران والحوثيين».


وفيما يتعلق بعملية السلام في اليمن يرى عبدالكريم غانم أن «اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعد بادرة طيبة، من المتوقع أن تنعكس إيجابيًا على الأمن والسلم في المنطقة بشكل عام، وفي اليمن على وجه الخصوص، فالهجمات الحوثية على إسرائيل، وما ترتب عليها من غارات إسرائيلية عدائية مدمرة على البنى التحتية في المدن اليمنية، بما فيها من موانئ ومطارات ستتوقف، فانتقال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والشروع في تطبيع الأوضاع في القطاع سيؤدي إلى وقف الهجمات الحوثية على إسرائيل، ووقف الأعمال العدائية الإسرائيلية على المدن اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين».

وأستطرد: «ومن غير المستبعد أن تتأثر الأزمة اليمنية إيجابيًا بأجواء التسويات السياسية لأكثر الأزمات تعقيدًا في المنطقة، بدءًا بالأزمة السورية ومرورًا بالأزمة اللبنانية وانتهاءً بوقف إطلاق النار والتسوية الفلسطينية/الإسرائيلية في قطاع غزة، فعلى الأقل يمكن أن يتم البدء بتحريك ملف الأسرى والمعتقلين في اليمن، كمقدمة لمفاوضات سياسية واسعة حول الملفات الأكثر تعقيدا».


* استمرار العمليات العسكرية


الخبير العسكري في وزارة الدفاع في حكومة «أنصار الله» (الحوثيون)، العميد عابد الثور، يرجح عدم نجاح اتفاق إطلاق النار في قطاع غزة، وبالتالي يتوقع أن تستمر العمليات العسكرية لأنصار الله في العمق الإسرائيلي وكذلك العمليات البحرية دعما للمقاومة وانتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني.

وقال لـ«القدس العربي»: إن نجاح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيقابله وقف العمليات العسكرية من اليمن، لكن لا أعتقد أن إسرائيل ستلتزم بالهدنة، وستستمر في خرق ما تم الاتفاق عليه، حتى الولايات المتحدة التي عُرفت بعدم احترام المواثيق الدولية، وبالتالي لا أعتقد أن عملياتها العدوانية على اليمن ستتوقف، وانطلاقا من ذلك فعملياتنا ضد سفنها لن تتوقف، وكذلك في عمق إسرائيل، وبالتالي فاليمن سيستمر في عملياته العسكرية، مع عدم التزام إسرائيل وأمريكا بوقف عملياتهما العسكرية ضد بلدنا، وكذلك العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة.


وفيما يتعلق بانعكاس الاتفاق على أزمة البحر الأحمر قال: من السابق لأوانه الحديث عن ذلك؛ لأن إسرائيل لن تلتزم بالاتفاق، علاوة أن الولايات المتحدة وإسرائيل ومن سيتعاون معهما سيتجهون نحو اليمن بعملياتهم، انطلاقًا من معرفتهم أن صنعاء امتلكت الامكانيات والقدرة على السيطرة. وأؤكد لك أن القوات المسلحة الآن مستعدة لأي تصعيد من أي جهة كانت.